سورية

برلين تطرق باب موسكو … يلدريم يتحدث عن تطورات مهمة جداً في سورية خلال 6 أشهر

| الوطن – وكالات

دارت رحى الدبلوماسية الدولية بشأن أزمة سورية بسرعة مؤخراً، وسط مساع إيرانية من أجل إطلاق تنسيق روسي إيراني تركي مشترك حول هذه الأزمة. ودفعت القمة الروسية التركية وزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة، المسؤولين الأتراك إلى الإعراب عن توقعهم حدوث تطورات غاية في الأهمية بسورية، خلال الأشهر الستة المقبلة.
كما دفعت التطورات التي شهدتها العلاقات الروسية التركية الإيرانية، ألمانيا إلى دق الأبواب الروسية خوفاً من تهميش الأوروبيين عقب التفاهمات الأميركية الروسية وأخيراً التفاهمات الروسية الإيرانية التركية.
وانعقدت قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، بحثت بالتفصيل الأزمة السورية، وقرر الزعيمان في نهاية مباحثاتهما تشكيل آلية ثلاثية مشتركة من ممثلي وزارتي الخارجية والجيش والاستخبارات. وعلى الفور فعلت العاصمتان هذه الآلية حيث زار وفد مكوّن من هيئة الاستخبارات ووزارة الخارجية وهيئة الأركان التركية روسيا لمناقشة آخر التطورات السورية على الصعيدين الميداني والسياسي.
وتلا القمة بيومين زيارة ظريف إلى تركيا ولقاؤه أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو. وأظهرت تصريحات المسؤولين الروس والإيرانيين والأتراك تقارباً بشأن حل سياسي للأزمة السورية، والحفاظ على وحدة سورية. وتريد طهران تنظيم قمة إيرانية روسية تركية لمناقشة الأزمة السورية. واستقبلت أنقرة هذا الطرح بطرح بديل، يجمع الدول الإقليمية في المنطقة (إيران- تركيا- السعودية- قطر) مع روسيا وأميركا فقط، مستبعدةً بذلك دول الاتحاد الأوروبي والصين.
وكشفت وزارة الخارجية الروسية عن اجتماع ضم الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وسفير سورية في موسكو رياض حداد. وحسب الوزارة فإن الاجتماع الذي انعقد أول من أمس، شهد «تبادلاً صريحاً للآراء حول تطور الوضع في سورية مع التركيز على مهمة المكافحة الفعالة للإرهاب الدولي، وتحريك عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية بصورة حيوية على أساس القرار 2254». وعلى الأرجح أن بوغدانوف تطرق إلى نتائج مباحثات بوتين أردوغان.
في أنقرة قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم: إن بلاده تتوقع حدوث تطورات «في غاية الأهمية» خلال الأشهر الستة المقبلة. وسبق ليلدريم أن تحدث بعد قمة بوتين أردوغان عن «تطورات جميلة» ستشهدها سورية، من دون أن يوضحها. وبحث بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي، في العاصمة الأذرية باكو، تفاصيل تفاهم مشترك حول إمكانية تقديم الدعم لموقف أردوغان داخل تركيا مقابل تغيير مواقفه من أزمات المنطقة. وبين القمة الروسية التركية وزيارة ظريف إلى أنقرة، تواصل وزيرا الخارجية الإيراني والروسي من أجل استكمال البحث في ما اتفق عليه بوتين وروحاني.
من جهة أخرى، كشف يلدريم أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، سيزور تركيا في 24 من هذا الشهر، لافتا إلى تحسن في موقف واشنطن من مسألة ترحيل الداعية المعارض فتح اللـه غولن، المقيم في الولايات المتحدة، على خلفية محاولة الانقلاب التي وقعت أواسط الشهر الماضي.
وكان من المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري تركيا، لكن البيت الأبيض قرر رفع مستوى موفده إلى أنقرة وإرسال بايدن. وساد التوتر مؤخراً العلاقة بين أنقرة وواشنطن بسبب رفض الأخيرة تسليم غولن إلى السلطات التركية لعدم توفّر الأدلة الكافية على قيادته محاولة الانقلاب.
وصرح جاويش أوغلو أول من أمس أن تركيا وروسيا ستنسقان عسكرياً في سورية، ملوّحاً إلى إمكانية قيام المقاتلات التركية بعمليات داخل الأراضي السورية خلال الأيام القادمة.
من موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف سيبحث مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير غداً القضايا الدولية الملحة بما فيها تحريك عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية وسير تنفيذ اتفاقيات مينسك حول أوكرانيا ومسائل الأمن الأوروبي ومكافحة الإرهاب الدولي.
وأشارت الوزارة في بيان لها، حسب وكالة «سانا»، إلى أن لقاء لافروف وشتاينماير سيجري في مدينة يكاترينبورغ الروسية بمناسبة افتتاح المدرسة الروسية الألمانية الصيفية حول طرق تطوير قطاع الطاقة والتحديات المعاصرة.
واتفق الوزيران على اللقاء خلال اتصال هاتفي بينهما الأسبوع الماضي، ركزا خلاله على ضرورة استئناف الحوار السوري السوري في إطار عملية جنيف للحل السياسي للأزمة في سورية وزيادة فاعلية مكافحة التنظيمات الإرهابية المتطرفة فيها.
وبالترافق صعدت بريطانيا من موقفها حيال الرئيس بشار الأسد. وصرح وزير خارجيتها بأن الرئيس الأسد لن يحقق النصر، داعياً إلى «تسوية سياسية ومرحلة انتقالية لا مكان فيها لـ«الرئيس الأسد». وكانت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قد هاتفت الرئيس الروسي ساعية إلى تحسين العلاقات بين الجانبين على خلفية التوتر الذي سببته تعليقات مسؤولين بريطانيين خلال الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن