سورية

مواقف «معارضة الرياض» تضعف فرص استئناف محادثات جنيف

| الوطن- وكالات

اعتبرت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، أن الوصول إلى اتفاق لحل الأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات لا يزال «بعيداً»، ودافعت عن الهجوم الذي شنه «جيش فتح إدلب» الذي تقوده «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على مدينة حلب من جهتيها الجنوبية والغربية، وسط تحليلات بتراجع فرص استئناف محادثات جنيف قريباً جداً لأن «معارضة الرياض» تعيش حالياً «أحلام» السيطرة على مدينة حلب من المسلحين.
ويرى مراقبون، أن موقف «معارضة الرياض» يعبر عن رغبتها باستمرار الحرب الدائرة في البلاد، ووجود نية مسبقة لديها بعدم إنجاح محادثات جنيف، واستغلال مجريات الأحداث في حلب لرفع سقف شروطها المسبقة للذهاب إلى جولة جديدة من المحادثات.
ومتجاهلة الوقائع الجديدة على الأرض التي خلقها الجيش العربي السوري وحلفائه منذ أيام قليلة، قالت عضو وفد «معارضة الرياض» إلى محادثات جنيف المنبثقة عن «العليا للمفاوضات» بسمة قضماني حسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن على دمشق وموسكو الاعتراف بأن «التقدم الذي حققه مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي في حلب غير من الحقائق على الأرض». وأضافت: «قبل هذا الهجوم اعتقدوا (الروس) أن بإمكانهم جذبنا لطاولة التفاوض وإرغامنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع بقاء (الرئيس بشار) الأسد في السلطة».
وتابعت: «الرسالة من الميدان كانت: لن نسمح بحدوث ذلك. لا تخنق مدينة بأكملها وتستخدمها لفرض وجهة نظرك بشأن ما ينبغي أن يكون عليه الحل السياسي… أعتقد أن الأمر منح المعارضة قدراً من النفوذ».
وفرض الجيش وبعملية مباغتة الأربعاء هيمنته على كتل البناء التي كان يتمركز فيها المسلحون جنوب غرب المشروع 1070 مؤمناً الطريق إلى مدرسة المدفعية التي تقع لجهة الجنوب منه ويجعلها تحت مرمى نيرانه المتوسطة، الأمر الذي يعزز موقف الجيش وحلفائه في محيط الكليات الحربية والراموسة التي سد بالوسائط النارية ثغرتها الاثنين بعد أن فتحها مسلحو «الفتح» في 31 الجاري.
وانتهت الجولة الثالثة من محادثات جنيف في أواخر نيسان الماضي، علق خلالها وفد «معارضة الرياض» مشاركته فيها. وحل الموعد النهائي الذي كان محددا بالأول من آب للبدء بالعملية السياسية في البلاد كما تخطط الأمم المتحدة وعدد من الدول العظمى ومر دون نتائج.
لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قال: إنه يأمل حالياً استئناف المحادثات في أواخر آب. وتقول روسيا والولايات المتحدة إنهما تبحثان كيفية تخفيف حدة العنف في البلاد قبل بدء أي محادثات.
وقالت قضماني: إن التوصل لاتفاق لا يزال أمراً بعيد المنال. وأضافت: «لسنا قريبين بأي شكل حتى من مجرد رسم ما قد يكون عليه شكل الانتقال السياسي».
وادعت قضماني، أن «العليا للمفاوضات» ما زالت ترغب في حل سياسي «لكن المأزق الذي كان فيه من يتعرضون للقصف في شرق حلب أجبر مقاتلي المعارضة المعتدلة على التعاون مع جماعات أكثر تشدداً لكسر الحصار». وقالت: «لم يكن هناك رد فعل من المجتمع الدولي (على الحصار)… العالم أجمع كان يشاهد في صمت ما كان يحدث». وأضافت: «أردنا أن نرى عودة اتفاق وقف الأعمال القتالية لأن ذلك سيسمح (للهيئة) وللمعارضة بإدراك أن الجماعات المعتدلة بمقدورها أن تنظم الحياة والمجتمعات والأمن». وتابعت: إن هذه الأوضاع تسمح أيضاً «بتهميش الجماعات الأكثر تطرفاً لأن قيمتها تكمن في قوتها القتالية. وبدلاً من ذلك ما رأيناه كان العكس تماماً… الجماعات المعتدلة لم يكن أمامها خيار آخر سوى التعاون مع من تستطيع معهم شن هجوم مؤثر».
وبعد أن أشارت قضماني إلى أن «العليا للمفاوضات» ستقدم خلال الأسبوعين القادمين رؤيتها التفصيلية للانتقال السياسي، رأت أن الحكومة السورية «ليست مستعدة للتفاوض».
وأضافت: «نحتاج إلى الكثير من العمل الشاق من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ولاعبين آخرين… بالنسبة للنظام لا نرى حتى الآن أي استعداد للمشاركة بنية طيبة لذلك في الوقت الراهن أعتقد أننا بحاجة لإجراء مشاورات دولية مكثفة».
وفي نهاية الشهر الماضي أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال لقائه رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية استعداد الحكومة لاستئناف هذه المباحثات دون شروط مسبقة وأن تكون في إطار سوري-سوري دون أي تدخل خارجي.
ويرى مراقبون، أن فرص استئناف محادثات جنيف قريباً باتت ضئيلة جداً كون «معارضة الرياض» لا تفكر حالياً بذلك وتركز جل تفكيرها على «أحلام» السيطرة على مدينة حلب والدليل على ذلك هي الحشود التي استقدمتها ميليشيا «جيش الفتح» إلى محيط المدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن