سورية

منبج تحت السيطرة الكاملة لـ «الديمقراطية» وتحرير أكثر من ألفي مواطن استخدمتهم داعش دروعاً بشرية

| وكالات

أطلق تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية سراح مئات المدنيين بعدما أخذهم دروعا بشرية أثناء خروج آخر مقاتليه من مدينة منبج الإستراتيجية، حيث تلقى خسارة تعد الأكبر على يد «قوات سورية الديمقراطية».
وبعد معارك عنيفة بين الطرفين استمرت نحو شهرين ونصف، باتت منبج التي شكلت منذ العام 2014 أحد أبرز معاقل تنظيم داعش، في محافظة حلب خالية من مقاتلي التنظيم، الذين انسحب من تبقى منهم أول من أمس، متخذين نحو ألفي مدني من سكان منبج دروعا بشرية، لتجنب استهدافهم أثناء توجههم إلى مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، رامي عبد الرحمن بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: «بعد وصول قافلة التنظيم مساء أول من أمس من منبج إلى جرابلس وريفها، بات مئات المدنيين بحكم الأحرار». وأوضح عبد الرحمن أن جزءاً من المدنيين المختطفين من عائلات مقاتلي داعش، أما الجزء الأكبر فهم مدنيون من سكان منبج، تم استخدام بعضهم دروعا بشرية وآخرون فضلوا الخروح مع عناصر التنظيم.
وأكد مصدر في «قوات سورية الديمقراطية» أنه تم إطلاق سراح البعض وتمكن آخرون من الفرار على الطريق إلى جرابلس شمالاً، من دون أن يكون بوسعه أن يؤكد إذا أطلق سراح جميع المدنيين.
وغالباً ما يلجأ التنظيم إلى احتجاز المدنيين لاستخدامهم دروعاً بشرية تفادياً لاستهدافه.
وتمكنت «الديمقراطية»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية عمودها الفقري، في السادس من الشهر الحالي من السيطرة على مدينة منبج مع استمرار عمليات التمشيط لطرد آخر مقاتلي التنظيم فيها، إثر هجوم بدأته في 31 أيار بدعم جوي من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن. وأول من أمس، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المتحدث باسم «مجلس منبج العسكري» المتحالف مع «قوات الديمقراطية» شرفان درويش قوله: «إن التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة سيطر بالكامل على مدينة منبج الواقعة في شمال سورية قرب الحدود التركية بعد مغادرة آخر فلول مقاتلي التنظيم المدينة».
وأضاف درويش: أن «الديمقراطية» تمشط المدينة حالياً بعد رحيل المجموعة المتبقية من مقاتلي التنظيم الذين كانوا قد تحصنوا بها، مشيراً إلى أنهم حرروا أكثر من ألفي مدني كان مقاتلو التنظيم يحتجزونهم رهائن.
وتابع: إن المدينة تحت السيطرة الكاملة لـ«قوات سورية الديمقراطية» التي تقوم حالياً بعمليات تمشيط.
ووفقاً لـ«رويترز» تمثل عملية منبج التي لعبت فيها القوات الخاصة الأميركية دوراً مهما على الأرض أكثر الانتصارات طموحاً تحققها جماعة متحالفة مع واشنطن في سورية منذ أن شنت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد التنظيم قبل عامين.
وتمثل خسارة منبج ضربة قوية للتنظيم نظراً لأهميتها الإستراتيجية، حيث كانت تعمل كطريق لنقل المقاتلين الأجانب والإمدادات من الحدود التركية.
وفي وقت سابق قالت «الديمقراطية» التي تضم مقاتلين عرباً وأكراداً: إن «عملية أول من أمس (الجمعة) هي آخر عملية وآخر حملة».
وتقع منبج على طريق إمداد رئيسي لداعش بين الرقة، معقله الأبرز في سورية، والحدود التركية. وبحسب واشنطن، شكلت المدينة نقطة دخول وخروج مقاتلين أجانب من وإلى سورية.
وفي الأيام الأخيرة تحصن مقاتلو التنظيم في منطقة المربع الأمني في وسط منبج، قبل انسحابهم تدريجياً في اليومين الأخيرين إلى حي السرب على أطراف المدينة الشمالية، وهو الحي الذي انسحبوا منه مع المدنيين، وأكد المصدر في قوات الديمقراطية أنه «لم يبق حتى الآن عناصر لداعش داخل منبج».
وأوضح عبد الرحمن أنه «لم يبق أي مقاتل أو مناصر لداعش في منبج، جميعهم خرجوا».
وبعد اقتحامها المدينة، واجهت «الديمقراطية» مقاومة شرسة من «الجهاديين» الذين لجؤوا إلى زرع الالغام وتفجير السيارات فضلاً عن احتجاز المدنيين لاعاقة تقدم خصومهم.
ونقلت «أ ف ب» عن مصدر بأن «المعركة كانت قاسية جداً، لأسباب عدة أهمها استخدام المدنيين دروعا بشرية، كما زرع مقاتلو داعش الألغام بشكل لا يوصف».
من جانبها ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن ناشطين من مدينة «منبج» حذروا من وجود ألغام في المدينة زرعها التنظيم قبيل مغادرته وانسحاب مقاتليه، وأودت حتى الآن بحياة مدنيين وإصابة آخرين.
ووثق «المرصد» المعارض، منذ إطلاق «قوات الديمقراطية» معركة تحرير منبج مقتل «437 مدنياً، بينهم 105 أطفال»، وقتل 203 منهم جراء ضربات طائرات التحالف الدولي في مدينة منبج وريفها.
كذلك قتل 299 عنصراً من «الديمقراطية» مقابل 1019 مقاتلاً على الأقل من التنظيم خلال المعارك وجراء ضربات التحالف الدولي.
وتعد منبج الخسارة الأبرز لداعش على يد «قوات سورية الديمقراطية» التي كانت قد طردته من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سورية منذ تأسيسها في تشرين الأول الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن