شؤون محلية

ليس لدينا مفهوم التوجيه والإرشاد ولا بد من تحديث التشريعات لتتوافق مع إعادة الإعمار … النوري: ثبت أن اقتصاد الدولة لا يبنى على مئة عيلة

| محمد منار حميجو

قال وزير التنمية الإدارية حسان النوري: إن لدينا حالياً معاناة في ربط فئة الشباب بالتدريب والتأهيل ليتوافقوا مع سوق العمل وهذا موجود ما قبل الأزمة، متسائلاً: عن مدى مناهجنا التربوية والتعليم العالي ونشاطاتنا التنموية وإستراتيجيتنا بالتنمية البشرية تتوافق مع احتياجات سوق العمل؟
وفي كلمة له في مؤتمر عقدته شبيبة الثورة بعنوان «شباب ورجال أعمال» رأى النوري أن المشكلة الحقيقية ليست بسوق العمل بل بتهيئة جيل الشباب وذلك لنبني منهم جيلاً يغتنم هذه الفرصة الذهبية لنصل إلى مجتمع قوي ومتناغم قابل للعطاء ليس استهلاكياً.
وأضاف النوري: إننا مررنا بحالة عدم الانضباط، موضحاً أن قسماً كبيراً من استثمارات المشروعات ركزت على استيراد السيارات ومكتسبات ليست ذات قيمة مضافة، معتبراً أن الشباب اليوم بدؤوا يتجهون نحو البعد الاستهلاكي، ضارباً مثلاً أن عدد جوالات الأيفون في البلاد ازداد بشكل كبير في إشارة منه إلى حجم الاستهلاك الذي يعيشه الشباب.
ورأى النوري أن المجتمع السوري أصبح استهلاكياً وأن الأزمة يجب أن تولد لديه روح التحدي، ضارباً مثلاً أن ما حدث في اليابان أكثر تدميراً من سورية إلا أن شبابها بنوها رغم أنها لا تملك مواد أولية إلا أنهم وضعوا شعاراً «الزمن لا ينتظر».
وأشار النوري إلى أن البلاد بحاجة اليوم إلى شباب يتمتعون بالكفاءة والمهارة وهذا ليس له علاقة بالشهادة الأكاديمية، مضيفاً: نحن بحاجة اليوم إلى التأهيل ما بعد المرحلة التعليمية والتربوية وهذا ما ينقصنا وخصوصاً ما عندنا مفهوم التوجيه والإرشاد.
وقال النوري: إنه يجب أن نشتغل على الكفاءة المهارية المطلوبة للنجاح في الأداء المطلوب، معرباً عن استعداده للتعاون مع شبيبة الثورة لتأهيل الشباب للوقوف وراء الجيش السوري.
وأوضح النوري أنه حتى نصل إلى مرحلة التأهيل لا بد أن يقتنع الشباب والمنهاج التربوية بهذه المرحلة، ضارباً مثلا أنه في وقت سابق كان المجتمع لا يعطي أي قيمة لمادة التربية الوطنية إلا أن الأزمة أثبتت أنه كم هو بحاجة إليها مضيفاً: كنا دائماً دائما نأتي بأسوأ مدرسين لهذه المادة.
وقال النوري: يجب أن نرسّخ أخلاق المؤسسات وولاء المواطن فأنا رجعت إلى سورية بسبب الأزمة رغم إني كنت أعيش في أوروبا، موضحاً أن المحبة والعاطفة لا تكفي بل لا بد على كل مواطن أن يعرف البرنامج النوعي الذي يجب أن ينفذه لتحقيق الفائدة لهذا الوطن.
وأضاف النوري: إن الذي يحرق قلبي أن حتى هذه اللحظة أجد لدى الكثير من الشباب هذا الفكر الاستهلاكي رغم أنني لست محارباً لذلك.
وبيّن النوري أن الدولة بحاجة إلى خلق جو بيئي يتوافق مع سوق العمل عبر تحديث التشريعات التي تتوافق مع عملية إعادة الأعمار بالتعاون مع المؤسسات الاقتصادية التي تتعاون مع الحكومة، مشيراً إلى أن الأخيرة إن لم ترع هذه الكفاءة المهارية فإنها تضيع.
ورأى النوري أن الحكومة بحاجة إلى وضع إطار تنظيمي وتبسيط الإجراءات لتقديم الخدمات للمواطن مضيفاً: إنه يجب عدم لوم الشباب عن هجرتهم لكن لا بد من العمل على كيفية إرجاعهم.
وأعلن النوري أن الكثير من الكفاءات وخيرة الشباب هاجروا، مؤكداً أن المشافي تعاني نقصاً كبيراً بأطباء التخدير وهذا يدل بشكل واضح على نقص الكفاءات العلمية ومنهم الأطباء، مشدداً على دور الحكومة في خلق بيئة لعودة هؤلاء لإحداث مواءمة لسوق العمل.
واعتبر النوري أن سوق العمل معقدة لها فكرتها ومزاجيتها ولذلك رأس المال لا يرجع ببوسة الشوارب لكن لا بد من وعاء ناظم لها، موضحاً رأس المال يأتي حينما نكون نحن أهلاً لجلبه.
وأضاف النوري: إنهم يقولون إن الشعب غني أقول نعم هو غني بأخلاقه وثقافته وبأساور نسوانه وما تحت البلاطة قائلاً: «فإذا نحن ما عمرنا بلدنا بجيوبنا لا يظبط سوق العمل وإلا انطبق علينا مقولة تماسيح تطير», ودعا النوري إلى التفاؤل باعتبار أن الأسوأ مر وهناك توجه نوعي لتشجيع الاستثمار الشبابي والطبقة المتوسطة وإحيائها من جديد لأنه ثبت أن اقتصاد الدولة لا يبنى على مئة عيلة وهذه الفكرة انتهت، مشيراً إلى أنه لا بد من توافر جو إيجابي من المنظمات الاقتصادية ومؤسسات الدولة تقف وراء هذا المشروع.
وأكد النوري أن الحكومة ستحاول تبني سوق مهنية طويلة وهذا يحتاج إلى عمل كبير مضيفاً: أنا كسرت أحجار كثيرة حتى وصلت إلى هنا، سهرنا الليالي ومرت علينا أيام ليست سهلة ويجب أن يمر الشباب بهذه المرحلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن