عربي ودولي

مسلسل التطبيع السعودي الإسرائيلي قديم ومستمر … شخصية أمنية «إسرائيلية»: لدينا أصدقاء وشركاء سعوديون لا ينظرون لنا كـ«عدو»

| الوطن- وكالات

يبدو أن مسلسل التطبيع السعودي الإسرائيلي قديم ومستمر، وتتكشف تفاصيله يوماً بعد يوم، حيث كشفت شخصية أمنية «إسرائيلية» تولت مناصب رفيعة في جهاز «الموساد» (المخابرات العسكرية الإسرائيلية)، عن وجود أصدقاء وشركاء سعوديين لإسرائيل لا ينظرون لها نظرة العدو، وأكد أنهم أصدقاء ويقدرون العلاقة مع إسرائيل وبأنّ مقولة إن الدول العربية تريد تدمير إسرائيل، هي «صورة غير صحيحة».
وتعززت مؤخراً القناعات بأن علاقة النظام السعودي بـ«إسرائيل» ليست جديدة، إلا أنه قرر إعلانها ضارباً عرض الحائط بكل القيم والمبادئ الدينية والقومية والإنسانية، وربما كان استهداف سورية عاملاً بارزاً في الإفصاح عنها في هذا التوقيت.
وكشف مناحيم ناحيك نفوت الذي تولى في السابق منصب نائب رئيس الجهاز (الموساد)، ورئيس شعبة «تفيل» للعلاقات غير الرسمية مع الدول العربية والأجنبية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، حسب ما نقلت تقارير إعلامية، موقف الرياض من إسرائيل حيث قال: «في السعودية أصدقاء وشركاء كثيرون، وهم لا ينظرون إلينا النظرة إلى العدو. وفي معرض ردّه على سؤال إن كان السعوديون أعداء لإسرائيل، أكد أنهم أصدقاء، وهم يُقدرون جيداً العلاقة معنا، وها هم اليوم يعانون القلق إزاء الصراعات الدينيّة داخل العالم الإسلامي».
وتابع نفوت قائلاً: إن «الصورة لدينا بأن الدول العربية تريد تدمير إسرائيل، هي صورة غير صحيحة، وبالتأكيد غير موجودة اليوم»، لافتًا إلى أن أصل العلاقة الإسرائيلية مع العالم العربي كانت محلاً للصراع لدى العرب، فإسرائيل دولة منظمة وثقافية وعلى علاقة قوية جداً بالولايات المتحدة وهي تسهم في استقرار الشرق الأوسط».
وأكد نفوت، الذي تولى أيضاً الملف اللبناني في «الموساد» عام 1980، أن «الموساد» توقع ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، لكن رأي الجهاز لم يكن يعني الحكومة كثيرًا، لأن الجيش أفهمها بأن «الموساد لا يفهم الساحة اللبنانية وغير قادر على فهمها، وبعدما قضى بشير الجميل، كان يتعيّن القيام بأمر ما، إذ مثل مقتله فرصة جيدة للدخول إلى بيروت واحتلالها، حيث كانت هناك نية لدى القيادة الإسرائيلية لاجتياح بيروت».
وكشف أن إسرائيل أعدت لغزو لبنان قبل عام 1982 بسنوات، لكنها انتظرت فقط الذريعة. وشدد على أنه عارض حرب لبنان الأولى عام 1982، لافتاً إلى أن «الموساد» عارض، ولكن لمُعارضته لم يكن أي أثر. يشار إلى أن نفوت عمل أيضاً في منصب أمين سر لجنة المصالح السرية في «الموساد»، ومساعدًا شخصيًا لرئيس الجهاز الجنرال في الاحتياط مئير عميت، ومن بين المهمات التي أوكلت إليه مهمة إقامة تحالف ثلاثي بين المصالح السريّة لكلٍّ من إسرائيل وإيران الشاه وتركيا. وكشفت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية مؤخراً عن لقاءات سرية جرت على مستوى عال بين مسؤولي النظام السعودي ومسؤولين في كيان الاحتلال خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن صورة التحالف بين الطرفين بدأت تظهر بوضوح وتنتقل من المرحلة السرية إلى العلنية.
وتنص مبادرة السلام العربية التي اقترحتها الرياض عام 2000 في القمة العربية في بيروت على «إقامة الدول العربية علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 1967، بما في ذلك الجولان العربي السوري وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن