عربي ودولي

في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل المستوطنون يستبيحونه مرة أخرى.. عشرات الإصابات في باحات الأقصى والصمت العربي سيد الموقف

| فلسطين المحتلة– محمد أبو شباب

في ظل صمت عربي وإسلامي استباح المئات من المستوطنين أمس باحات المسجد الأقصى في ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل» بعد أن دعت 26 منظمة صهيونية لاقتحامه تمهيداً للتحضير لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، وفي تفاصيل العدوان على الأقصى فقد اعتدت قوات الاحتلال، على مصلين في المسجد الأقصى المبارك، تصدوا لمحاولات المستوطنين، لأداء شعائر وصلوات تلمودية داخله.
وتعالت أصوات المصلين بهتافات التكبير الاحتجاجية في رحاب الأقصى، خلال تصديهم للمستوطنين، الذين تجمعوا لأداء طقوس جماعية في باحاته.
كما نفذ المستوطنون أعمال عربدة، وعاثوا خراباً في العديد من قبور المسلمين بمقبرة باب الرحمة الملاصقة للأقصى من الجهة الشرقية، تخللها اشتباكات بالأيدي، بين المصلين، وشرطة الاحتلال، التي منعتهم من الاقتراب من المستوطنين.
وجاءت تلك الاقتحامات تلبية لدعوات «منظمات الهيكل المزعوم»، التي دعت أنصارها إلى أوسع مشاركة في اقتحامات جماعية في ذكرى ما سمته «خراب الهيكل» المزعوم الذي صادف أمس.
ويسود التوتر الشديد الأقصى ومحيطه، وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال، التي حولت المدينة وبلدتها القديمة، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية وانتشرت قوات الاحتلال لتأمين اقتحاماتٍ واسعة للمستوطنين.
في الوقت ذاته، أغلق الاحتلال عدداً من أبواب الأقصى أمام المصلين، شملت أبواب: الحديد، والقطانين، والملك فيصل، والمطهرة.
وكان ائتلاف منظمات الهيكل (عددها يزيد على الـ26 منظمة) دعت إلى أوسع مشاركة في اقتحامات الأقصى المبارك، والمشاركة في فعاليات تلمودية في ذكرى ما سمته «خراب الهيكل».
وقد نظمت هذه المنظمات الليلة قبل الماضية مسيرات استفزازية حول أسوار القدس القديمة ومحيط بوابات المسجد الأقصى، وسط هتافات عنصرية تدعو لقتل العرب والفلسطينيين، وإقامة الهيكل المزعوم مكان الأقصى، فضلاً عن الاعتداء على مقدسيين وممتلكاتهم في القدس القديمة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات وقيادات دينية ووطنية اعتبارية في القدس من هذه الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى، داعية إلى تكثيف شد الرحال إليه للدفاع عن حرمته وقدسيته.
بدوره دعت حركة «فتح» إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، والرباط فيه، أمام استمرار قطعان المستوطنين اقتحام باحاته، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي في تصريح صحفي، إن ما يجري في الأقصى بمنزلة «جريمة حرب»، واعتداء صارخ على أقدس المقدسات، وامتهان لكرامة الأمة الإسلامية أينما وجدت، واستهتار بحرمة الأماكن المقدسة، ودفع الأمور إلى الانفجار.
على حين أكد الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية أن الاحتلال يسعى لتهويد المدينة المقدسة، بالعديد من الإجراءات من بينها الدعوات المتكررة من الجماعات اليهودية لتكثيف الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى، مشدداً على أن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد على مدينة القدس.
في سياق متصل حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، من تصعيد إسرائيل لممارساتها العدوانية في القدس المحتلة، بما في ذلك مشاريعها الاستيطانية وسعيها المحموم لحسم موضوع القدس وفرض أمر واقع فيها.
وأشارت المنظمة إلى ما كشفته سلطات الاحتلال عن بناء ألفي وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة على أراضٍ فلسطينية تقع بين مستوطنة جيلو، المقامة هي الأخرى على أراضٍ فلسطينية، وبين شارع الأنفاق قرب بيت جالا، جنوبي الضفة الغربية.
وأكدت منظمة التحرير أن «ذلك يندرج ضمن سلسلة إجراءات سبق اتخاذها من حكومة نتنياهو للقدس عام 2020 ببناء 54 ألف وحدة استيطانية، حيث سيحتل المشروع الاستيطاني الجديد، الذي يعمل عليه جنرال في قوات الاحتياط التابعة لجيش الاحتلال، مئات الدونمات، معظمها ملكية خاصة، والأراضي التي يستهدفها المشروع تقع بالقرب من بلدتي بتير والولجة، التابعتين لمحافظة بيت لحم في المناطق المصنفة «C»، وفق اتفاقية أوسلو، على مشارف شرقي القدس».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن