سورية

برلين على خط تهدئة الشهباء: لإلقاء مساعدات على حلب من الجو..!

| الوطن- وكالات

أقحمت ألمانيا نفسها في المشهد المعقد حول مدينة حلب. ويبدو أن الألمان المتوجسين من إقصائهم من واشنطن وموسكو عن الشرق الأوسط وشرق أوروبا، لم يعد أمامهم سوى التعويل على الوضع في حلب لتحصيل دور لهم في المنطقة. وضاقت الدوائر أمام الدور الأوروبي عموماً، والألماني خصوصاً، في سورية، جراء تصاعد التوتر بين أنقرة وبروكسل وبقية عواصم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. وزادت الانتقادات الغربية لأدائه في مرحلة ما بعد الانقلاب، من عزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إعادة توجيه سياسة بلاده بعيداً عن الغرب، وأكثر قرباً من روسيا وإيران. وضمن هذا السياق زار سانت بطرسبورغ والتقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واستقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وبعد هذه التطورات الإقليمية، بادر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى الاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف، وبحثا الأزمتين السورية والأوكرانية. واتفق الوزيران على اللقاء اليوم في إحدى المدن الروسية من أجل مزيد من البحث.
وعشية زيارته الروسية، اعتبر شتاينماير أن سكان حلب في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مشدداً على ضرورة إيصال المساعدات لهم في أسرع وقت ممكن.
ونبه شتاينماير في تصريح لإحدى الصحف الألمانية، وفقاً لما نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، إلى أن استمرار الأوضاع الصعبة للغاية، التي يعاني منها السكان في كلا قسمي حلب (الذي يسيطر عليه الجيش السوري وحلفائه وذاك الخاضع لسيطرة مسلحي غرفة عمليات فتح حلب وتحالف جيش الفتح)، قد يتطلب إنشاء جسر جوي تشرف عليه الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية، مبيناً أنه «يعتزم» بحث هذه الفكرة مع نظيره الروسي. وكشف أن ألمانيا تجري مباحثات مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا، بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب، عبر ممرات جوية يتم تحديدها تحت رعاية الأمم المتحدة على غرار مدينة دير الزور. والأسبوع الماضي، أطلقت وزارة الدفاع الروسية تهدئة إنسانية في حلب لثلاث ساعات، وطالبت الأمم المتحدة بتمديدها إلى 48 ساعة.
ورفض الدبلوماسيون الروس مطالب نظرائهم الغربيين إعلان هدنة في حلب، «يشارك بها الإرهابيون» في إشارة إلى «جيش الفتح» الذي توغلت عناصر ميليشياته من حي الراموسة باتجاه أحياء حلب الشرقية، انطلاقاً من شرق إدلب وجنوبي حلب.
وترفض روسيا مرور أي مساعدات إنسانية إلى داخل مدينة حلب، سوى من طريق الكاستيلو، والذي سبق أن استعادت قوات الجيش العربي السوري وحلفائه مدعومة بالطائرات الروسية السيطرة عليه في تموز الماضي. وتعتبر دخول المساعدات من غير طريق الراموسة دعماً للإرهابيين واعترافاً بالأمر الواقع الذي فرضوه غربي حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن