الخبر الرئيسي

إغلاق مكتب حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي في موسكو قابله إغلاق معبر باب الهوى بإدلب … أردوغان يريد «ثمناً» للاستدارة وينتظر زيارة بايدين

لم يتسرب الكثير من المعلومات تجاه ما حصل في موسكو بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، وخاصة تجاه الملف السوري وما نشر عن معلومات حول طلب رسمي روسي بإغلاق الحدود مع سورية.
ووفقاً للمتابعين لملف الأزمة والحرب على سورية، فإن أردوغان يريد ثمناً اقتصادياً وسياسياً للاستدارة وتغيير مواقفه تجاه مكافحة الإرهاب والتخلي عن الفصائل الإرهابية التي يدعمها ويمولها مع حلفائه الخليجيين، وفي بادرة حسن نية ورداً على تجاوب الجانب الروسي بإغلاق المكتب التمثيلي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في موسكو، تم التداول بمعلومات عن إغلاق معبر باب الهوى نهائياً أمام دخول السلاح والجهاديين والعتاد باتجاه إدلب، مع الإبقاء على معابر غير شرعية ومعبر باب السلامة شمال حلب.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي غربي في موسكو تحدثت إليه «الوطن»، فإن أردوغان يريد أن يفاوض مع موسكو وطهران على كل معبر مع سورية، ويريد ثمناً اقتصادياً وسياسياً، على أن يبتز الشريك الأميركي بقراراته الأخيرة، وخاصة أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن سيصل إلى أنقرة في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.
ويقول المصدر: إن أردوغان وفريقه الإخواني لن يغيروا من مواقفهم العلنية سريعاً لأمرين، الأول أن التصريحات لها وقع وثمن، والثاني أن حكومة العدالة والتنمية ستنتظر حتى نهاية المعركة في حلب لتتباحث مع الشركاء الخليجيين حول مستقبل الجهاديين، أو ما سيتبقى منهم.
ويضيف المصدر: إنه لا مستقبل للجهاديين في حلب وأن المعركة سيحسمها عاجلاً أم آجلاً الجيش السوري وحلفاؤه، وآنذاك يمكن لأردوغان أن يعلن خسارة الفصائل الإرهابية وخسارة خزانهم البشري في إدلب ويدعو إلى مفاوضات جادة بين «المعارضة» والدولة السورية، ويغير من مواقفه، وهو يدرك أن الهجوم الأخير على حلب أدى، وسيؤدي إلى تهلكة الفصائل المدعومة خليجياً وتركياً.
وبات من الواضح، وفقاً للمصدر ذاته، أن روسيا وعلى الرغم من محادثاتها السياسية والعسكرية والأمنية مع الصديق التركي «الجديد»، إلا أنها كثفت من غاراتها الجوية والنوعية على مواقع وتجمعات الفصائل الإرهابية في محافظة إدلب، إضافة لتدميرها أغلبية مخازن السلاح والمقرات والمخابئ التي يستخدمونها، ولم تعرض على الأمم المتحدة سوى ثلاث ساعات من الهدنة في حلب لإدخال مساعدات إنسانية، ما يؤكد أن روسيا جادة جداً في استمرارها في الحرب على الإرهاب بالتعاون مع الجيش السوري والحلفاء، وليست بصدد تقديم أي تنازلات لأردوغان الذي، وفقاً للمصدر الدبلوماسي الغربي، لم يطلبها خلال زيارته الأخيرة إلى سان بطرسبورغ، لأنه يدرك أن الرئيس بوتين لن يساوم على الحرب على الإرهاب.
وختمت المصادر، أن الجيش السوري وروسيا سيحسمون معركة حلب قبل وصول وزير الخارجية الأميركي إلى أنقرة، وسيفتحون بالتزامن معركة إدلب، لقطع الطريق أمام أي بازار سياسي يمكن لتركيا أن تمارسه مع واشنطن تجاه سورية، وخاصة أن أنقرة تريد الآن وقبل أي شيء آخر البحث في الملف الكردي المدعوم أميركياً وقضية فتح اللـه غولن المتهم بترتيب محاولة الانقلاب على نظام أردوغان، وسيعمل أردوغان على ابتزاز واشنطن سياسياً قبل أن يعلن أي استدارة في موقفه تجاه دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن