رياضة

دروس في الأحلام..!

| مالك حمود 

ليس المهم لأحلامنا الرياضية أن تتحقق، بقدر ما هو الأهم منطقية تلك الأحلام وملامستها حدود الواقع بعيداً عن الخيالية.
من حق الجميع أن يحلموا بمراتب وميداليات لسورية في الأولمبياد الرياضي العالمي، ولكن هل كان بالإمكان أفضل مما كان؟!
دعونا من الأحلام الوردية وخيالاتها الواهمة ولنفكر بمنطقية.
كيف ومتى يمكن لنا إحراز ميدالية أولمبية؟!
أو بالأحرى كيف نصنع لبلدنا تلك الميدالية البراقة، ميدالية تلبي طموح العمر وأحلامه؟
الكلام يبدو قريب المنال من خلال بطل الوثب العالي مجد غزال الذي يسير بخطا منطقية وتصاعدية وأرقامه تضعه على عتبة الميدالية البرونزية، ولكن هل من بوابات أخرى؟!
هل من مواهب صاعدة وواعدة يمكن العمل عليها منذ الآن وصولاً للأولمبياد القادم بعد أربع سنوات، أو الذي بعده أي إلى ما بعد ثماني سنوات؟!
المسألة بحاجة للنفس الطويل ولأكثر مما تتخيلون، لأنها صناعة بعيدة المدى وكغرسة الزيتون التي يزرعها الأب وهو يعرف بأن ثمارها لن تظهر على (حياة عينه) وستكون من نصيب أبنائه وأحفاده، ومع ذلك فهو يزرعها ويعتني بها بمنطقه الإستراتيجي البسيط.
وهكذا هي الرياضة، فعندما نريد لبطلتنا الشابة بيان جمعة المنافسة أولمبياً فالمطلوب العمل منذ الآن لعلنا نقطف الثمار في الأولمبياد القادم، وبالطبع ليس بالضرورة أن يكون الثمر ميدالية، فنحن نعمل وغيرنا يعمل وينفق ويدعم أيضاً، وبالتالي فالأجدر ألا نضع البيض كله في سلة واحدة، وأن يكون تركيز الدعم والاهتمام متوزعاً على أكثر من حالة رياضية تحمل الموهبة الفذة والقابلة للتطور وبلوغ العالمية وفق المقاييس والمعايير الرياضية الأكاديمية، وعلينا الاستفادة من دروس الماضي وما أكثرها.
فالحديث عن الماء وأبطاله وبطلاته يعيدني بالذاكرة للبطل السوري الناشئ القادم من حلب بسام المصري الذي لمع فجأة في الدورة العربية الخامسة التي استضافتها سورية عام 1977 بدمشق وبدا مشروع بطل دولي بموهبته الرائعة ولاسيما في سباحة الفراشة الذي تألق فيه ولفت الأنظار لدرجة أن أحد المدربين الروس الذي أشرف على تدريبه أكد أن هذا البطل إذا ما تم التركيز عليه فسوف يتطور ويمكنه دخول التصفية النهائية لأولمبياد موسكو بسباق 200م فراشة، لكن الكلام بقي كلاماً، والحلم الأولمبي تبدد بين رغبة التحول لسباحة المسافات الطويلة، والمرض بسبب الإقامة في المسبح بجانب مستودع الكلور الذي أثر في كبده ليأخذ طريقه إلى الاعتزال، ويبقى الحلم الأولمبي بعيد المنال!
فهل نتعلم؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن