رياضة

غوارديولا يتنفس الصعداء في افتتاح البريميرليغ … الأحمران ينطلقان بقوة من خارج الديار

| محمود قرقورا

يبدو أن الذين راهنوا على أن الدوري الإنكليزي الممتاز سيكون مختلف الشكل والمضمون هذا الموسم واثقون من إطلاق أحكامهم، وهذه النبوءة بدت واضحة للعيان من خلال مباريات الجولة الأولى التي اختتمت في وقت متأخر أمس بديربي لندني هو الأول هذا الموسم بين تشيلسي الباحث عن استعادة اللقب الذي أحرزه 2015 مع ضيفه ويستهام الذي قدم موسماً متميزاً.
مباريات المرحلة الأولى لم تعرف من جس النبض سوى القليل فكانت المباريات الكبيرة حاضرة وليس أدل على ذلك أكثر من مباراة آرسنال وضيفه ليفربول التي كانت الصراع الأول بين العقول الكبيرة هذا الموسم من خلال الصدام الفكري التكتيكي بين فينغر وكلوب، فكانت الغلبة للألماني بعد مباراة ربما لا تتكرر فصولها الدرامية بين الأندية الكبيرة، لكن من يدقق في المباريات التي جمعت الناديين خلال الدوري الإنكليزي الممتاز يجد ذلك غيضاً من فيض، إذ كثيراً ما كانت مباراتهما مباراة الموسم.
مانشستر يونايتد بقيادة ربانه الجديد مورينيو روّض المضيف بورنموث الذي بدا لا حول ولا قوة لدرجة أن اليونايتد تقدم بثلاثية نظيفة بعد عشرين دقيقة من زمن الشوط الثاني فكانت المباراة باكورة الانتصارات التي يتمنى استمرارها جمهور اليونايتد مع العقل المفكر البرتغالي مورينيو الذي يراهن النقاد على أنه خير من يخلف الأسطورة أليكس فيرغسون.
المدرب المحبوب عالمياً والمشهود له بالكفاءة الإسباني غوارديولا صاحب النهج المتعارف عليه السيطرة على الكرة وإرهاق المنافس وجد صعوبة في تحقيق الفوز الأول علماً أنه لعب على أرضه وبين جماهيره فضلاً عن أن المنافس لم يكن من النخبة الإنكليزية، بل إنه واحد من الأندية التي صارعت للهروب من شبح الهبوط في المواسم الأخيرة، ولكن سندرلاند يبدو أنه يحسن التعامل مع النادي السماوي، وبالنهاية يعد الفوز جيداً لأنه في المرحلة الأولى لمدرب يخوض نزاله الأول في ملاعب البريمرليغ التي تحتاج جهوداً مضاعفة للقبض على اللقب وهذا يقر به كل نقاد اللعبة في العالم.
واللافت أن المرحلة الأولى انطلقت بخسارة حامل اللقب ليستر سيتي أمام النادي الصاعد هال سيتي لتتأكد حقيقة قالتها الصحافة البريطانية: سقوط مذنب فضائي في لندن يبدو أسهل من حفاظ ليستر على اللقب.

سجل النتائج
• هال سيتي × ليستر سيتي 2/1 سجل للفائز داياموندا وسنوغراس (45 و57) وللخاسر رياض محرز من جزاء (47).
• ساوثمبتون × واتفورد 1/1 سجل للمضيف ريدموند (58) وللضيف كابوي (9).
• إيفرتون × توتنهام 1/1 سجل لإيفرتون باركلي (6) ولتوتنهام لاميلا (60).
• ميدلسبرا × ستوك سيتي 1/1 سجل للأول نيغريدو (11) وللثاني شاجيري (67).
• بيرنلي × سوانزي صفر/1 سجله ليروي فير (82).
• كريستال بالاس × بروميتش صفر/1 سجله لاندون (74).
• مانشستر سيتي × سندرلاند 2/1 سجل للسيتي أغويرو من جزاء وماكناير بمرماه (4 و87) ولفريق القطط السوداء ديفو (71).
• بورنموث × مان يونايتد 1/3 سجل لصاحب الأرض سميث (69) وللضيف ماتا وروني وزلاتان (40 و59 و64).
• آرسنال × ليفربول 3/4 سجل للمدفعجية والكوت وتشامبرلين وتشامبيرس (31 و64 و75) وللريدز كوتينيو (45 و56) ولالانا وماني (49 و63).
• تشيلسي × ويستهام جرت أمس.

ملاحظات
سجل زلاتان إبراهيموفيتش في ظهوره الأول بملاعب الدوري الإنكليزي الممتاز ليكون النجم السويدي الذي يعد أسطورة بحق سجل في ستة دوريات معظمها كبرى، فسجل في السويد وهولندا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، وإذا علمنا أنه قاد اليونايتد للقب الدرع قبل أسبوع ندرك أن اليونايتد يضع ثقته بهذا النجم لإنهاء الجدل بشأن المهاجم القادر على التسجيل من أنصاف الفرص، وقول مورينيو بأن زلاتان سيصبح أسطورة في أولد ترافورد دليل على أن المدرب البرتغالي عرف كيف يقتنص هذا النجم بالمجان ولو أن راتبه الأسبوعي مرتفع، والملاحظ أن اليونايتد لعب من دون صفقته الجديدة الفرنسي بوغبا الذي كلف اليونايتد أكثر من مئة مليون يورو ليكون الصفقة الأعلى بتاريخ اللعبة.
الفترة التحضيرية التي خاضها ليفربول كانت كافية ليدخل بقوة وهذا ترجم على أرض الواقع من خلال أربعة أهداف بمرمى برشلونة في مباراة ودية ثم أربعة أخرى على أرضية ملعب الإمارات وهذا لم يحققه ليفربول في الألفية الثالثة بأرض المدفعجية، والفوز هو الثاني لليفربول على أرضية ملعب الإمارات بعد الفوز بهدفين مقابل لا شيء مع المدرب كيني دالغليش في الجولة الثانية لموسم 2011 – 2012 والدروس المستفادة من هذه المباراة كانت كبيرة، فدفاع الفريقين بحاجة إلى الكثير من العمل كما أن صفقة ليفربول الجديدة ساديو ماني أثبتت أنها ناجحة بامتياز ليس لتسجيله هدفاً خارقاً وإنما لدوره الفعال وحركته الدؤوبة وتأدية الواجبات الهجومية والدفاعية بشكل يستحق الاحترام، ولا نغفل أن ثنائية كوتينيو أعطته صدارة الهدافين وبحق يعد الهدف الأول برازيلياً بامتياز حيث بدا الحارس التشيكي الغني عن التعريف بيتر تشيك لا حول له ولا قوة، ولدرجة تفكيره بالأهداف الأربعة التي مني بها مرماه بدا مشتت الذهن خارج الميدان فزادها بحادث سير.
الفوز الأول ولو أنه تحقق بصعوبة إلا أنه البداية المطلوبة لمدرب عشق التحدي وهو غوارديولا الطامح لأن يصبح أول مدرب يحقق بطولة الدوري في الملاعب الإسبانية والألمانية والإنكليزية، وتسجيل النجم الأرجنتيني أغويرو مهم جداً ولو أن ذلك أتى من علامة الجزاء، والمهم أيضاً أن السيلستي لعب حتى الرمق الأخير فكان الفوز المتأخر بطعم النقاط الثلاث.
لم يكن هدف كوتينيو هو هدف المرحلة بل إن بداية الموسم شهدت هدفاً خارقاً على طريقة الكابتن ماجد وكان الهدف الأول بمرمى حامل اللقب، إذ سدد الكرة بطريقة أكروباتية لاعبان وليس لاعباً واحداً فاحتار الاتحاد الإنكليزي لمن يحتسب الهدف فكان الحل بإعطاء الأسيست للاعب والتسجيل للاعب الثاني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن