سورية

اعتبر أن شخصيته تحولت إلى «العقدة الأساسية» في الانقسام الدولي والإقليمي.. والهجوم عليه سببه «رمزيته» … كليب: الرئيس الأسد أحد العوامل الأساسية في صنع الواقع والتأثير فيه

| مازن جبور

اعتبر الكاتب والإعلامي سامي كليب، أن شخصية الرئيس بشار الأسد تحولت إلى «العقدة الأساسية» في الانقسام الدولي والإقليمي الحاصل، لافتاً إلى أنه تبين فعلياً أنه «أحد العوامل الأساسية في صنع الواقع والتأثير فيه»، وأن الهجوم عليه سببه «رمزيته» باعتباره يمثل محور المقاومة. جاء ذلك خلال محاضرة له حول كتابه «الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج.. الحرب السورية بالوثائق السرية»، أقامها مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد) في مدينة الشباب بدمشق، وحضرها حشد غفير من الدبلوماسيين والمسؤولين والسياسيين وكبار الإعلاميين والكتاب والمثقفين والمحللين.
وقدم كليب خلال محاضرته أمس شرحاً لكتابه، وأوضح أن الهدف الحقيقي من كتابته هو تبيان دور شخصية الرئيس الأسد في الحرب، وذلك من خلال محاضر ووثائق سرية ومقابلات شخصية عديدة مع شخصيات تشكل أطرافاً في الأزمة في داخل سورية وخارجها.
ولفت إلى أن السؤال الرئيسي للكتاب هو: هل تدمير سورية كان ممنهجاً ومستنداً إلى مشاريع إعادة رسم خريطة المنطقة وتقسيم دولها وفق وثائق وخرائط إسرائيلية وتبعا لنيات أميركية؟.
واعتبر كليب، أن شخصية الرئيس الأسد تحولت إلى «العقدة الأساسية في الانقسام الدولي والإقليمي الحاصل» وأن فكرة تصوير الرئيس الأسد بأنه «منفصل عن الواقع» فكرة «خاطئة» حيث تبين فعليا أنه «أحد العوامل الأساسية في صنع الواقع والتأثير فيه».
ورأى أن الهجوم على الرئيس الأسد بهذا الشكل سببه «الرمزية التي يمثلها» فهو يمثل محور المقاومة، وبالتالي فإن الهجوم عليه هو هجوم على محور المقاومة.
ومن وجهة نظره، فإنه مهما قدم الرئيس الأسد من إصلاحات لن ينفع والدليل على ذلك الكم الكبير من الإصلاحات التي بادرت إليها الحكومة السورية تلبية للمطالب الشعبية، لكن التدمير استمر وازداد، وهذا يشكل دليلا على أن سورية مستهدفة.
وأشار كليب إلى أن الأجواء المحيطة بالعام (2000) الذي تولى فيه الرئيس الأسد الحكم كانت صعبة نظرا لزحمة المشاريع والتغيرات الدولية والإقليمية، حيث كان هناك مشروع المحافظين الجدد، والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، وأحداث 11 أيلول في أميركا، وقدوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السلطة، والانتفاضة الفلسطينية الثانية، وحرب العراق، وقدوم الإصلاحيين إلى الحكم في إيران.
وركز كليب خلال محاضرته على أهمية وثائق محاضر الجلسات التي تخص سورية والتي اتسمت بالوضوح والعلنية في المطالب والإملاءات، ومنها محضر جلسة الرئيس الأسد مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول، ومحضر لقائه مع المبعوث الفرنسي غوردن مونتانيو، ومحضر لقائه مع الوفد الوزاري العربي الممثل للجامعة العربية. وتكلم عن الطابع الشخصي للرئيس الأسد الذي يتسم بالتواضع لدرجة الخجل في حين أنه حازم بالمواقف الوطنية والقومية المبدئية لدرجة العناد وهذا يمثل مفارقة في شخصيته.
وقدم كليب مثالاً عن حزم الرئيس الأسد في المواقف المبدئية حين قدم باول له «الإملاءات» الأميركية حيث لم يستجب لها وبقي صامداً، رغم أن الوزير الأميركي قال له: «صدام حسين تم تدميره وإذا تعاونت سورية معنا فسيكون لها دور محوري فاعل في المنطقة».
واعتبر كليب أن مواقف الأميركان تعجيزية وتصب في ترك سورية لمحور المقاومة ودفعها للدخول في اتفاقية سلام مع «إسرائيل». واعتبر أن الحرب الإعلامية ومحاولة السيطرة السردية لعبتا دوراً مهماً منذ بداية الحرب على سورية، وأن الطرف المعادي لسورية سجل نقاطا في هذا المجال على حساب الطرف الآخر (المؤيد لسورية) بسبب امتلاكه منظومة إعلامية ضخمة ممولة ومزودة بأحدث التقنيات والأساليب.
والجدير بالذكر أن «مداد» هو مؤسسةٌ بحثيةٌ مستقلة تأسست عام 2015، تُعنى بالسياسات العامّة والشؤون الإقليمية والدولية والدراسات المستقبلية.
ويقوم «مداد» بإعداد الدراسات والأبحاث في مختلف المجالات الثقافية عامةً، وفي العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية خاصّةً، ما يسهم في تطوير بيئة سوريّة معرفية شاملة ومتجدّدة.
ويُذكر أن المركز كان قد أقام العديد من المحاضرات وورش العمل منذ انطلاقته تناول فيها الأزمة السورية، إضافة لتقديمه العديد من الدراسات والأبحاث والتقارير السياسية والاقتصادية.
وبإقامته لهذه المحاضرة يلعب المركز دوراً مهماً في رصد ومتابعة وتقييم ما يصدر عن سورية حول العالم لدعم صناعة القرار الوطني ورفد الرأي العام الداخلي والخارجي بقدرةٍ معرفيةٍ متميزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن