سورية

أنقرة تتحدث عن 3 عناصر للتسوية السورية.. وبوغدانوف يغادر طهران إلى الدوحة ولاحقاً إلى الرياض

| الوطن- وكالات

بعد أيام من القمة الروسية التركية، والمشاورات المكثفة بين موسكو وأنقرة وطهران، كشفت تركيا عمّا يبدو أنها العناصر الجاري العمل عليها لحل الأزمة السورية. وتشمل تلك العناصر «حماية الحدود» السورية من دول الجوار، ومنع قيام دولة يسيطر عليها «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، وعودة اللاجئين المقيمين في دول الجوار، معلنةً أن هيكل السلطة لن يقوم على «تفوق» إحدى المجموعات المذهبية في سورية الجديدة.
وبعد مباحثات أجراها في طهران أمس تطرقت إلى سبل حل أزمة حلب و«خروج المحاصرين منها وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية»، يصل مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة لعقد لقاءات مع المسؤولين القطريين والمعارضة السورية، على أن يزور لاحقاً العاصمة السعودية الرياض.
وبعد أيام من إعلانه عن تطورات جميلة ستشهدها سورية خلال الأشهر الستة المقبلة، بث رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم جرعة جديدة من التفاؤل في الأجواء، معلناً «الاقتراب من حلّ الأزمة السورية».
وتصاعدت النبرة التفاؤلية التركية بعد القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية الأسبوع الماضي. وتمخضت القمة عن تأسيس آلية حوار روسية تركية من ثلاث شعب، سياسية، أمنية، عسكرية. وبعد القمة بيومين زار وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أنقرة واتفق مع المسؤولين الأتراك على وحدة سورية ومكافحة الإرهاب.
وقال يلديريم في لقاء مع صحيفة «قرار» التركية نشرت وكالة «سبوتنيك» الروسية مقتطفات منه، إن «الحل يشتمل ثلاث خطوات هي حماية الحدود وعدم السماح لإقامة دولة يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وعودة اللاجئين المقيمين في دول الجوار إلى بلدهم بعد تحقيق الحل النهائي».
وأكد أن تركيا ستعمل على تخطي المشاكل فيما يتعلق بتسوية الأزمة السورية من خلال «التعاون مع اللاعبين في المنطقة»، في إشارة إلى روسيا وإيران بشكل خاص، من دون أن يتطرق إلى أوروبا أو الولايات المتحدة.
وتحدث عن المبادئ التي ستوجه التسوية السورية. وقال: حل الأزمة السورية «(سـ)يستند إلى عدة مبادئ، هي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وهذا يعني عدم إقامة دولة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أن البناء الهيكلي للدولة لن يقوم على تفوق أحد الكيانات المذهبية والعرقية والإقليمية في المرحلة الجديدة وهذا يعني أن الرئيس بشار الأسد لن يكون موجوداً على المدى الطويل».
وشدد رئيس الوزراء التركي على أن «اللاجئين المقيمين في دول الجوار سيعودون إلى بلدهم في إطار برنامج محدد بعد إيجاد حل نهائي للأزمة السورية».
ومن العاصمة الإيرانية، ذكر بوغدانوف أنه يعتزم زيارة قطر اليوم. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن المسؤول الروسي الرفيع: «أتوجه غداً (اليوم) إلى الدوحة، وستكون هناك لقاءات مع الفلسطينيين والمعارضة السورية وممثلين قطريين. ثم سأتوجه إلى الأردن، وآمل أن تجري هناك لقاءات مع مسؤولين أردنيين والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأضاف بأنه يخطط للتوجه لاحقاً إلى السعودية، حيث سيلتقي مع مسؤولين سعوديين وبعض الممثلين اليمنيين.
وأفاد بوغدانوف، بأنه بحث مع وزير الخارجية الإيراني الوضع في سورية في ضوء الاتصالات الأخيرة بين موسكو وأنقرة. وقال: «بحثنا الوضع في الشرق الأوسط واليمن والعراق وفلسطين، ومنطقة الخليج وسورية، في ضوء اتصالاتنا مع الجانب التركي». كما بحث الدبلوماسي الروسي مع معاون وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري الوضع في سورية.
وأكد أنصاري في تصريحات للصحفيين بعد انتهاء المباحثات، أن روسيا وإيران تعملان على إنهاء الأزمة الإنسانية لحلب وخروج المحاصرين منها وعودتهم إلى الحياة الطبيعية. وأضاف: «طبعاً، وضع مدينة حلب هو جزء من الأزمة السورية، وهو مرتبط بحل أزمة هذا البلد، وهذه المسألة تولي لها إيران وروسيا أهمية كبيرة».
وأوضح أنصاري، أن استمرار المحادثات بين اللاعبين المؤثرين في الأزمة السورية هي مقدمة ضرورية للخروج من هذه الأزمة، وذلك في إشارة إلى الحوارات الجارية بين إيران، روسيا، تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن