ثقافة وفن

بسام كوسا يثير بداخلي أحاسيس جمّة … عمار شلق لـ«الوطن»: شوقي لسورية أكبر من الوضع الراهن

| وائل العدس

يخوض الممثل اللبناني عمار شلق ثامن تجاربه في الدراما السورية من خلال مشاركته بمسلسل «الرابوص»، بعد ظهوره في «البحث عن صلاح الدين» عام 2001، و«آخر الفرسان» 2002، و«الحجاج» 2003، و«فارس بني مروان» 2004، و«أبو جعفر المنصور»، و«قمر بني هاشم» إضافة إلى «مدرسة الحب» عام 2016.
درس علوم الحاسب الآلي لمدة عامين لكنه سريعاً ما اكتشف شغفه بالتمثيل والتحق بكلية الفنون المسرحية بجامعة لبنان وتخرج فيها عام 1993.
بدأ أول أدواره الفنية في مسلسل (أوراق الزمن المر) وبعده انهالت عليه العديد من الأدوار في الكثير من المسلسلات.
كذلك لم يقطع جذور تعليمه الأساسي ألا وهو المسرح حيث شارك في مسرحية (تشي) الذي أدى فيها دور المناضل الشهير (تشي جيفارا) و(الشر الأوسط)، إضافة إلى ذلك فقد شارك في دبلجة العديد من الرسوم المتحركة مثل: (كابتن رابح)، و(حرب الكواكب).
سينمائياً، شارك في العديد من الأعمال المميزة منها فيلم (فلافل) من إنتاج 2006 الذي حصل على جائزة (المهر) في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة أفضل عمل أول في مهرجان الإسكندرية السينمائي وجائزة السعفة البرونزية في مهرجان (فالنسيا) السينمائي، كذلك شارك في فيلم (خليك معي) أفضل فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، ومن أفلامه أيضاً فيلم (وعلى الأرض السماء) من إنتاج 2007 الذي افتتح مهرجان دبي السينمائي.
شلق حل ضيفاً على «الوطن» في الحوار التالي:

بدايةً، حدثنا عن تفاصيل الشخصية التي تؤديها في مسلسل «الرابوص»؟
ألعب دوراً رئيسياً، وأجسد شخصية رجل أعمال ثري اسمه «نزار»، لديه سر كبير في حياته يؤثر فيه صحياً ونفسياً نتيجة الكوابيس والأشباح التي تقلقه ليلاً وتطارده أكثر فأكثر مع مرور الوقت.
يبدأ بمراجعة طبيب نفسي لكن من دون جدوى، فتنشأ علاقة حب بينه وبين الممرضة التي تمنحه الحنان وتقف إلى جانبه لكن أيضاً من دون نتيجة، فينتهي به الأمر في مستشفى المجانين.

ما السر الذي يوصله إلى الجنون؟
السر في المسلسل خطير جداً، وهو جدير أن يدفع رجلاً إلى الجنون لكن لا أستطيع الإفصاح عنه حتى يتابعني المشاهد.

ما الذي دفعك إلى المشاركة في العمل؟
النص جذبني، فهو قوي وجميل وتجربتي مع إياد نحاس سابقاً في لبنان بمسلسل «ملح التراب» شجعتني على تكرار تجربتي معه، فهناك نوع من الكيمياء بيننا، كذلك اشتياقي لسورية دفعني للمشاركة.

ماذا أضافت لك الشخصية على الصعيد الشخصي؟
شخصية «نزار» مختلفة جداً عن الشخصيات التي أديتها سابقاً، وبإمكاني اعتبارها بصمة جديدة في مسيرتي الفنية، حيث أبذل فيها جهداً مضاعفاً، وأتوقع أن تكون النتيجة جيدة.

ما تقييمك للعمل حتى الآن؟
أعتبر العمل تجربة فريدة من نوعها في العالم العربي إذ إنها تندرج ضمن مسلسلات الإثارة والرعب. وما يزيدها قوة أنها بإدارة المخرج إياد نحاس وهو شخص رائع لا يهمل أي تفصيل سواء كان بإدارة كوادر التمثيل أم بحركة الكاميرات.
كذلك حبكة النص القوي وانسجام فريق العمل ككل من فنيين ومديرين وطاقم ممثلين قديرين له تأثير إيجابي كبير في حجم العمل.

إذا ما قارنا بين «الرابوص» وأفلام الرعب الأجنبية.. كيف ترى ذلك؟
هو شبيه بالأفلام الإسبانية المعروفة بقوتها لكونها تنطلق بالقصة الإنسانية إلى مشاهد الرعب من دون أن تنسى تفاصيل الحب والخير والشر.
وبإمكاني اعتباره قالباً درامياً متكاملاً مع إضافة جديدة وهي عنصر الرعب الموجود في المشاهد والعالم الافتراضي الذي بُني عليه المسلسل بشكل دقيق ومدروس سيقنع المشاهد حتماً.

ألم تكن لديك مخاوف من القدوم إلى سورية في ظل الظروف الراهنة؟
لا على العكس تماماً، نحن في لبنان تعايشنا مع هذه الأوضاع مدة 30 سنة، ولدي إيمان كبير بأن كل شيء مقدّر وسيحدث بغض النظر عن المكان والزمان.
وعلى العموم شوقي لسورية كان أكبر من الوضع الراهن.

كيف تقيم مشاركة اللبنانيين في مسلسل «خاتون» وأعمال البيئة الشامية؟
بصراحة لم أستطع متابعة حلقات المسلسل لكني أحببت الفكرة كثيراً، وهذا الشيء موجود في الدراما منذ زمن وليس بجديد وخصوصاً في المسلسلات التاريخية لكون اللهجة موحدة باللغة العربية الفصحى.
أما الآن فأعتقد أن الأعمال العربية المشتركة تخطت حاجز اللغة، ولاقت قبولاً كبيراً لدى المشاهد العربي.

هل تعتقد أن العمل العربي المشترك له تأثير إيجابي في الدراما؟
بالطبع، تنوع الثقافات العربية سيغني الدراما بشكل عام وسيجعلها بمنزلة مدرسة فنية فيما بعد وهذا ما اتبعته المدرسة الأميركية.
مَن مِن الممثلين السوريين نالوا إعجابك من حيث الأداء؟
الجميع تقريباً، فالممثلون السوريون معروفون بقدرتهم الإبداعية وطاقاتهم الرهيبة، لكن بشكل خاص يعجبني أداء عبد المنعم عمايري على الرغم من عدم تعاملي معه فنياً.
كذلك أعجبت بأداء الممثلة أمل عرفة التي تشاركني العمل في مسلسل «الرابوص» بدور الشبح، وأيضاً المبدع بسام كوسا الذي يثير بداخلي أحاسيس جمة، فهو عملاق الدراما العربية.

لاحظت نوعاً من الشغف أثناء حديثك عن السينما، ما هي أكثر الأفلام التي تستهويك؟
نعم، لديّ شغف بالسينما أكثر من الدراما والمسلسلات، وأحب متابعة الأفلام الإسبانية بشكل خاص.

ما أكثر فيلم عالق في ذاكرتك؟
أكثر فيلم أحببته هو الـ «العراب» بنسخته الأجنبية بأجزائه الثلاثة، ربما لأنه قريب من تركيبة بلدي لبنان وانقساماته الطائفية، وبشكل عام بإمكاني اعتباره إسقاطاً على عالمنا العربي.
هل تابعت مسلسل «العراب» بنسخته العربية؟
لا.. بصراحة لم تستهوني الفكرة كثيراً لكوني أغرمت بنسخته الأصلية لكني سمعت أنه لقي صدى إيجابياً لدى الجمهور.

على صعيد الدراما اللبنانية، ما هي آخر أعمالك؟
حاليا لا أستطيع القول إن هناك جديداً، لكنني بطور التحضير لمسرحية بعنوان «حبيبي مش قاسمين»، مع الممثلة رولا حمادة في بيروت وسيبدأ العرض بدءاً من الشهر القادم.

حدثنا عن المسرحية أكثر.. عما تدور أحداثها؟ وهل أحببت التجربة؟
المسرحية تندرج ضمن قالب ساخر وليس كوميدياً، وتتناول الوضع في المنطقة، وكالعادة هي عبارة عن طرح مشكلة من دون حلول.
أما عني فقد أحببت التجربة التي جمعتني مع رولا على المسرح وإن شاء الله نلق إعجاب الجمهور.

هل ستعيد خوض التجربة مع الدراما السورية؟
بالتأكيد، وهذا الشيء كما ذكرت ليس بجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن