رياضة

مليون دولار

| ناصر النجار

الكثير من المشاهد الأولمبية توحي بدروس ومواعظ يجب أن تتلقاها رياضتنا لتعتبر منها، فهي بمنزلة الدرس لمن أراد المنافسة في البطولات الدولية والقارية والأولمبية.
ودرس اليوم نستوحيه من سنغافورا هذه الجزيرة المتواضعة رياضياً على مر التاريخ والعصور، حيث حصل سباحها جوزف سكولنغ على ذهبية سباق مئة متر فراشة في السباحة نال على إثرها مليون دولار مكافأة الفوز من بلاده تقديراً لجهده وتشجيعاً لغيره على السير قدماً نحو تحقيق الميداليات والبطولات.
والمكافأة هذه كانت معلنة قبل المشاركة بالأولمبياد حيث وضعت الدولة مكافآت مالية مغرية لمن يحقق الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
مثل هذه الحوافز ضرورية في الدول النامية رياضياً لأنها تحرك عجلة النشاط والاستعداد بصورة أفضل وتجعل الرياضيين مكتفين ذاتياً دون البحث عن موارد أخرى ليضمنوا العيش بكفاف وليتقوا الفقر الذي سيلحق بهم مجرد اعتناقهم الرياضة مذهباً ومنهجاً وسبيلاً.
من هذه الصورة الجميلة نجد أن سنغافورا جعلت من الرياضة مقصداً آخر لتطور بلادها، فبعد أن نجحت سياحياً واستقطبت السياح من كل دول العالم لجمالها وطبيعتها الساحرة، ها هي تتجه للرياضة لتجذب المزيد من أنظار العالم نحوها، وخصوصاً أنها تتجه لتكون من كبريات الدول الآسيوية بكل شيء.
هذه الصورة نضعها أمام القيادة الرياضية لتراها على صورتها الحقيقية ولتأخذ منها الدروس والعبر، فالرياضة يجب أن تكون في المقدمة وعلينا أن نوفر لها الإمكانات لتتطور، الإمكانات ليست مادية فقط، فهناك إستراتيجية غائبة، فالدول المشاركة في الأولمبياد (على سبيل المثال) اختصت بألعاب معينة نالت منها ميدالياتها، كإيران التي راهنت بالأثقال فظفرت بميداليتين ذهبيتين زادت من رصيده الأولمبي إلى سبع ميداليات ذهبية بالأثقال فقط في جميع الدورات، وهكذا نجد الاختصاص هو إستراتيجية عالمية، فالمجر نالت ثلاث ميداليات ذهبية بلعبة واحدة وعبر سباحتها هوتو، والكلام نفسه ينطبق على كوريا الجنوبية في القوس والسهم، والأمثلة هنا كثيرة.
ما نود ذكره هنا أن تتجه رياضتنا نحو الاختصاص وأن ترعى ألعاباً تجد أنها قادرة على المنافسة، وهذا خير من أن نمارس ألعاباً كثيرة لا نملك ما يغطيها من نفقة ومصروف وعناية ورعاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن