سورية

روبرت مالي: الأهداف المعلومة لواشنطن وموسكو في سورية «متطابقة»

لم تكن إدارة الرئيس باراك أوباما بحاجة إلى إعلان رسمي يوضح نياتها وخططها تجاه سورية منذ اندلاع الأحداث فيها قبل أكثر من خمس سنوات، فما كان يدور في عقول مسؤوليها لم يختلف عن ممارساتها على الأرض. لكن الجديد، أن روبرت مالي منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقية والخليج، الذي يشغل أيضاً منصب مساعد الرئيس الأميركي وفي مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي»، أراد أن تتطابق ممارسات بلاده مع أقوال مسؤوليها عندما قال: إن واشنطن تسعى للتعاون مع روسيا حول سورية من أجل تحقيق أهداف مشتركة، لكنها في حال إخفاق هذا التعاون مستعدة لاتخاذ خطوات تؤدي لإطالة أمد الصراع.
ولم يفت مالي التوضيح بأن الأهداف المعلومة لموسكو وواشنطن في سورية متطابقة بقوله: «الروس قالوا إنهم لا يعارضون الانتقال السياسي للسلطة، لكنهم يريدون تجنب نشوء وضع يؤدي لتدمير مؤسسات الدولة وتفكك البلاد وانتصار «الجهاديين». كما أنهم يدعون إلى الالتزام بنظام وقف إطلاق النار، لكنهم ضد أن تستغل «النصرة» هذه الهدنة. ونحن نشاطرهم موقفهم حول هاتين النقطتين». وفي الوقت نفسه، أوضح المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة تريد العمل مع روسيا من أجل إيقاف ضربات الطيران الحربي السوري على السكان المدنيين و«المعارضة»، إضافة إلى تكثيف التعاون من أجل محاربة «داعش» و«النصرة» وإطلاق العملية السياسية.
النتيجة التي وصل إليها مالي لم تكن مفاجئة، وهي أن هناك أسباباً كثيرة تبعث على الشك في نجاح مثل هذه المساعي، ومنها رفض موسكو ممارسة الضغوط اللازمة على الرئيس بشار الأسد. ومن منظور واشنطن فإن روسيا يجب أن تدفع الرئيس الأسد إلى التنحي الأمر الذي ترفضه موسكو وتؤكد أن مستقبل سورية والرئيس الأسد يحدده فقط الشعب السوري.
الصراحة الزائدة لدى المسؤول الأميركي بدت بقوله: «سواء إن كان هناك اختلاف بين ما هو على لسان موسكو وما يجول في ذهنها، أو إن كانت موسكو عاجزة عن إجبار النظام السوري على القيام بما يجب، فنحن لا نفقد شيئاً. إننا سنواصل تقديم الدعم للمعارضة السورية، والنظام لن ينتصر»، الأمر الذي يضمن استمرار الحرب ومزيداً من القتل والدماء والتدمير.
ولكن المسؤول الأميركي استدرك قائلاً: إن هذا السيناريو «ليس هو الأفضل بالنسبة لنا وبالنسبة للشعب السوري، لأن الحرب ستستمر»، ليضيف: إن هذا السيناريو أيضاً «ليس الأفضل بالنسبة لروسيا التي ستجد نفسها منجرة إلى حرب يتسع نطاقها»، محذراً من أن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة لن يتوقف، وحينها «لن تعود هناك أي آفاق لإنهاء الصراع قريباً». ودعا مالي إلى دراسة هذا الخيار باهتمام ومقارنته مع الخيارات الأخرى الموجودة على طاولة واشنطن، بما في ذلك خيار «التدخل العسكري المباشر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن