سورية

طائرات روسية بقاعدة جوية إيرانية تدك «النصرة» وداعش في سورية عبر العراق وغموض في الموقف الأميركي … روسيا وإيران تنقلان تعاونهما ضد الإرهاب في سورية إلى مستوى استراتيجي

| الوطن – وكالات

أحدثت روسيا وإيران أمس نقلة في تحالفهما ضد الإرهاب في سورية إلى مرحلة «إستراتيجية». وألقت موسكو حجراً كبيراً في المياه الدولية بإعلانها عن نشر طائرات إستراتيجية في إحدى القواعد الإيرانية واستهداف مواقع الإرهابيين في حلب وإدلب ودير الزور انطلاقاً من تلك القاعدة مروراً من فوق العراق. هذا الإعلان الكبير في مضامينه على الساحة الجيوسياسة العالمية تلا إعلان وزارة الدفاع الروسية عن قرب إطلاق عملية روسية أميركية مشتركة ضد الإرهابيين في حلب.
العالم استيقظ أمس على بيان نشرته وزارة الدفاع الروسية، جاء فيه: أن قاذفات بعيدة المدى من طراز «توبوليف 22 أم 3» أقلعت من قاعدة همدان الإيرانية لتنفذ طلعات جوية على مواقع تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في محافظات حلب وادلب ودير الزور بسورية.
الوزارة أوضحت، أن الطلعات الجوية أسفرت عن «مقتل عدد كبير من الإرهابيين، وتدمير (5) مستودعات للأسلحة والمتفجرات والمحروقات تابعة للإرهابيين في محيط سراقب والباب وحلب ودير الزور إضافة إلى تدمير (3) مراكز قيادة في محيط قرية الجفرة ومدينة دير الزور».
البيان، الذي نقله موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني، أشار إلى أن قاعدة همدان هي «قاعدة مرابطة» القاذفات من طراز «توبوليف 22 أم 3»، إذ جاء فيه: إن مقاتلات من طراز «سوخوي 30» و«سوخوي 35» «انطلقت بدورها من قاعدة حميميم في اللاذقية، وقامت بمرافقة القاذفات الروسية أثناء أداء مهمتها، ومن ثم عادت جميعها إلى قواعد مرابطتها بعد أن أدت المهمة الموكلة لها بنجاح».
وبنشر طائراتها في إيران حلت موسكو معضلة تجديد حملتها على الإرهابيين في سورية من دون المرور بطرق يسيطر عليها حلف شمال الأطلسي «الناتو» مثل تركيا ومضائق البوسفور والدردنيل، واليونان.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام روسية، أن نشر الطائرات الحربية الروسية في الأراضي الإيرانية يتيح الفرصة لتقليص زمن التحليقات بنسبة 60 بالمئة، مشيرةً إلى أن القاذفات «تو 22 إم 3» التي توجه ضربات إلى الإرهابيين في سورية تستخدم حالياً مطاراً عسكرياً يقع في جمهورية أوسيتيا الشمالية جنوب روسيا، وأن قاعدة «حميميم» الجوية ليست مناسبة لاستقبال هذا النوع من القاذفات التي تعد من الأضخم في العالم.
وقبل ثلاثة أيام، وجهت 6 قاذفات توبوليف أقلعت من قواعدها في الأراضي الروسية، ضربات جوية على مواقع داعش في محيط مدينة دير الزور.
ومن طهران، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن بلاده فتحت منشآتها أمام روسيا في مجال محاربة الإرهاب، معلناً أن التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب في سورية «إستراتيجي»، وشدد على أنهما يقومان بتبادل القدرات والإمكانات بهذا الشأن.
شمخاني، الذي كشف خلال اجتماع طهران الثلاثي الإيراني الروسي السوري عن تعيينه منسقاً أعلى للتعاون بين إيران وروسيا وسورية، أكد أنه بسبب التعاون الفعال بين إيران وروسيا وسورية وجد الإرهابيون أنفسهم في وضع «حرج». وتوقع بأن تساهم العمليات واسعة النطاق الأخيرة إلى «محو الإرهابيين من سطح الأرض»، مشدداً على أن محاولات الإرهابيين استخدام المدنيين كدروع بشرية، وتغيير أسماء تنظيماتهم، لن تساعدهم في إنقاذ أرواحهم، في إشارة إلى تغيير «جبهة النصرة» اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، وهجوم «جيش الفتح» على غرب حلب.
وشدد على أن معاناة المنطقة من فتنة الإرهاب والأفكار المتطرفة لداعش وغيره من التنظيمات المتطرفة، تستدعي أكثر من أي وقت مضى الاعتماد على مبدأ المقاومة الشعبية واستثمار وتفعيل القوى المحلية في مواجهة التنظيمات الإرهابية من أجل إحلال الاستقرار واستتباب الأمن. وأكد أن المقاومة هي «السبيل الوحيد للتصدي للتهديدات الإرهابية والحفاظ على استقلال وأمن البلدان الإسلامية». وحذر شمخاني من ممارسات السعودية التي تخل بأمن المنطقة، وخصوصاً دعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية واليمن وغيرهما.
وجاء الإعلان الروسي الإيراني غداة إطلاق مناورات روسية في بحر قزوين بمشاركة سفن حربية حاملة لصواريخ مجنحة بعيدة المدى «كاليبر» إلى جانب سفن أخرى، وذلك على حين بدأت البوارج الروسية مناورات في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ورداً عن سؤال بشأن إمكانية قيام روسيا بضرب تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بصواريخ كاليبر أكد القائد السابق للأسطول الروسي في البحر الأسود فلاديمير كومويدوف أن «الأسطول قادر على توجيه ضربة كهذه».
وفي وقت سابق، أفاد مصدر عسكري دبلوماسي روسي، بأن روسيا طلبت من سلطات العراق وإيران السماح بتحليق صواريخ كاليبر المجنحة الروسية فوق أراضيهما. ويراهن الروس على أن بغداد ستوافق على الطلب بغض النظر عن الموقف الأميركي.
ويسيطر «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن على الأجواء العراقية وينفذ عمليات في القسم الشرقي من الأجواء السورية ضد تنظيم داعش. وسبق لواشنطن أن عارضت أي دور روسي في حرب «التحالف الدولي» على داعش ما لم يسبق ذلك إحداث تغيير في السلطة بسورية. وبدا أن واشنطن وموسكو قد ذللتا الخلافات بينهما في هذا الصدد مؤخراً، بعد الاتفاق الذي توصل إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو أواسط الشهر الماضي. وأول من أمس، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن قرب انطلاق عملية روسية أميركية مشتركة ضد الإرهابيين في حلب «فقط».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن