ثقافة وفن

صناعة الرسوم المتحركة في سورية شبه معدومة.. علماً أنها أكبر مصادر الإنتاج في العالم … وسام جمول: الكاريكاتور ليس للمرح فقط فهو العبرة والقصة والجمال

| سوسن صيداوي

من بين الألوان والأشكال، ومن بين المزج والخيال، ومن بين الأفكار والصور التي تنقلها العيون برسائل إلى الشخص نفسه ومن ثم إلى الآخر، يجلس الرسام وسام جمول في مرسمه كي يقدم ما هو مميز في الوقت الحالي، واضعا نفسه في مكان قريب جداً ولكن في الوقت نفسه بعيد.. البساطة والعبرة هما عنوانه، البسمة والفكرة فيهما طابَعه، السخرية والانتقاد يكونان هدفه، وسام جمول من مواليد 1990 وهذا ما يدفعنا للتفكير والتأمل بأن لنا في سورية فنانين هم أمل جميل ووعد صادق بأن السوريين معهم سيبقون بخير.
صحيفة «الوطن» التقت الرسام وسام جمول.. إليكم الحوار:

كيف كانت بداياتك مع الرسم والألوان.. وبمن تأثرت.. ومن شجعك؟
منذ الطفولة كانت البدايات من خلال جمع رسومات الكاريكاتور من صفحات المجلات المطبوعة، حيث كان لي اهتمام بالشكل الجمالي لهذا النوع من الرسم، وليس هذا فقط بل كنت أحاول دائماً تقليد الرسومات ونقلها، وفي تلك الفترة تأثرت جداً بهذا الفن وبمتابعتي لأفلام الرسوم المتحركة.

توجهت للكاريكاتور وتصميم الرسوم المتحركة… هل لأنك إنسان تحب المرح وفي داخلك طفولة لن تكبر؟
حبي لهذا النوع من الفن لم يكن بغرض الترفيه أو المرح المرتبط بحس الطفولة الموجود عند الأشخاص، وتعلقي فيه جاء انطلاقا من رغبتي في التعمق في مضمون الشخصيات البشرية وكذلك طريقة رسمها أو تحريكها، بالإضافة إلى أن الكاريكاتور فن متنوع ويمكن للفنان أن يبحر فيه بكل الاتجاهات، كما يتميز هذا النوع من الفن بصفات عديدة، المرح، واحدة من أبرزها، والجميع يتمنى ألا تكبر الطفولة بداخله ولكن للإشارة الكاريكاتور ليس للمرح، فقط، فهو العبرة والقصة والجمال، كما أنني أهتم جداً بالتفاصيل وأحاول في كل نشر أن يكون هناك إضافات، ولو كانت بسيطة، هذه الإضافات يمكن ألا يلاحظها المشاهد، أما أنا كرسام فأستطيع أن ألاحظ الفارق بين الخطوط في كل لوحة وأخرى، والتطور في العمل يكون ملحوظاً بشكل غير متوقع إذ غالبا ما يمر علينا نحن كفنانين فكرة سريعة في تطوير الخط وعند تطبيقها على العمل نلاحظ اختلافاً جمالياً مبهراً للوحة ونعتمد هذا الخيار ونسعى للأفضل.

أنت مصمم للرسوم المتحركة هل هناك أعمال تقوم بها في الوقت الحالي.. وكيف حال صناعة الرسوم المتحركة في سورية اليوم؟
بالنسبة للرسوم المتحركة، هذا النوع من الأعمال الفنية يحتاج إلى تفرغ كبير من الفنان لإنجازه، لأن أعمال هذا الفن هي من أكثر الأعمال صعوبة وتعقيدا كما يحتاج إلى الكثير من التركيز، وبالنسبة لي… مؤخراً قمت بأعمال تحريك بسيطة لشخصيات مشهورة من مطربين، وكان الهدف منها هو ترويجاً بسيطاً لهذا النوع من الرسم بين أعمالي التي أقدمها، وبخصوص صناعة الرسوم المتحركة في سورية فهي شبه معدومة، لأنه لا يوجد تقييم صحيح لهذا النوع من الفنون، علما أنها أكبر مصادر الإنتاج في أهم الدول في العالم.

ما رأيك بالرسوم الكرتونية الحديثة التي فيها الكثير من التشويه للأمور الطبيعية البشرية؟
تعتمد الرسوم الكرتونية الحديثة على السيطرة على العقل الباطني للطفل بطريقة سلبية، حيث تصنع الدول الغربية الرسوم المتحركة بشكل موجّه يهدف إلى تأمين مصالحها، وللأسف الشديد هذا الموضوع غير واضح للأهل بالدرجة الأولى فهم يعتبرون الرسوم المتحركة هي فقط فقرة ترفيهية للطفل، إنما لو دققنا بتفاصيل هذه الرسومات ومضمونها فسيتوضح التوجه والهدف الذي تسعى إليه شركات الإنتاج من خلال رسومات وبرامج كرتونية كهذه.

هل تفكر بأن تكون رسوماتك في المناهج المدرسية أو في قصص الأطفال؟
لا أتوقع أن تخدم رسوماتي المناهج المدرسية، لأن الكاريكاتور كأسلوب رسم يختلف عما يُعتمد في المناهج المدرسية، فهم يحتاجون إلى رسم من نوع كارتون مبسّط قريب إلى التصوير، أما في قصص الأطفال فأنا قدمت العديد من الرسومات القصصية في عدة مكتبات عربية في سورية ولبنان والسعودية، وكانت عبارة عن سلسلة لقصة واحدة بعدة أجزاء، وهناك مشروع قريب لقصة مصورة غير مكتملة تتوافق مع كل الأعمار وهي قيد العمل.

من خلال الكاريكاتور ترسم شخصيات فنية من دون تغيير ملامحها أو تحريفها.. هل تخشى من التجريح أم إنك لا تحب السخرية.. بعكس المقصد الطبيعي من هذا الفن؟
البورتريه في فن الكاريكاتور يميل بالأفضلية إلى المبالغة الزائدة وإظهار السمات بشكل أكبر وأصغر وتلاعب بزاوية الوجه حسب ما تلتقطه عين الرسام، وبالنسبة لي أنا لا أعمل على وتيرة المبالغة والتضخيم، لأن نظرة المتابع ستذهب للسخرية في حال وجود مبالغة في الرسم، وبما أنني أرسم شخصيات مشهورة، فتلقائياً لا يمكنني أن أقوم بتجريح من يتابع هذا الفنان ومن يراه بالصورة الأجمل، وكانت هذه الخطوة هي الأقوى بين رسوماتي.

ما الجديد في الوقت الحالي؟
في الوقت الحالي أنا أقوم بالتحضير لزاوية جديدة ومميزة تحتوي رسالة، سيطلقها الفنانون والشخصيات المشهورة من خلال رسوماتي وستكون جاهزة قريباً جداً..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن