رياضة

فيليبس والعرب

| خالد عرنوس 

نجح السباح الأميركي بحصد ميداليته الذهبية الثالثة والعشرين في تاريخ مشاركاته بالألعاب الأولمبية وهو رصيد لم يصل إليه أحد من قبل ليصبح أسطورة الدورات الـ28 التي أقيمت حتى الآن وفي الوقت الذي بلغت الولايات المتحدة الأميركية التي يبلغ عدد سكانها 325 مليون نسمة ميداليتها الذهبية الألف في سائر الدورات الأولمبية مازال العرب يبحثون عن مكان على خريطة الأولمبياد وقد حقق قرابة 300 مليون إنسان هم العدد الإجمالي للدول العربية ما حققه السباح الأميركي وحده ولم يبلغ عدد الميداليات العربية بألوانها كافة المئة ميدالية منها 4 فقط في الدورة المقامة حالياً في البرازيل.
مقارنة سخيفة ومزعجة لكنها حقيقة واقعة، فمنذ اتبع العرب سياسة (نحارب كما نلعب ونلعب كما نحارب) وهي مقولة شهيرة للإعلامي الرياضي الشهير نجيب المستكاوي بتنا نبحث عن أنفسنا في عالم الرياضة فلا نجد سوى فقاعات تكبر (عالفاضي) لكنها سرعان ما تنفقع لتذريها نسمة الهواء.
في رياضتنا العربية الأهم أن نفوز على بعضنا ولو بعد (خناقة) وفي بطولة لا يكاد يسمع صداها في كل أرجاء وطننا العربي، وشغلنا بالنا طويلاً بسياسة الرياضة الجماهيرية التي لم تأت بأي إنجاز يذكر سوى طفرات هنا وهناك وبطولة على الهامش بين الحين والآخر.
الغريب كما نتشدق دائماً أننا لا نقل عن الآخرين بالإمكانيات المادية ولا الجسدية ولا حتى الاجتماعية بعدما بات العالم كله قرية صغيرة مع التطور الهائل في نواحي الحياة، لكننا نحمل عقلية ليست كعقلية الآخرين ولذلك فمن الصعب أن نصنع ما يفعلون بسهولة، فعلى المستوى الرياضي وحديثنا كي لا يحمل أي تأويل (ضمن الرياضة) لم ينجح الكثيرون من محترفينا على المستوى الأوروبي ولا حتى ضمن الدوريات الصغيرة.
هذا على صعيد كرة القدم والقياس صعب على الرياضات الأخرى فالحال ليست أفضل سوى على صعيد بعض الرياضات الفردية الأخرى التي لا يهتم بها العرب كثيراً وهي التي تصنع الأمجاد في الدورات الأوروبية، فما يصرف على أصغر ناد في لعبة جماعية ما في دولة عربية متوسطة كفيل بتخريج أكثر من بطل فردي ووضعه على طريق العالمية.
وهذا لا يلزم بالضرورة إهمال الألعاب الجماعية لكن يجب توظيف المال حيث يجب وبالطريقة المثلى لكي نرتقي برياضتنا نحو السيادة القارية كي لا نشطح بأفكارنا ونقول العالمية (دفشة واحدة).
نحتاج للكثير من الصدق والعمل دون كلل بجد وذهنية صافية لكي نصنع أبطالاً أولمبيين يجارون الأبطال العاديين لا الخارقين أمثال فيليبس، فهل نصل يوماً لنرى رياضيينا ينافسون العالم على منصات التتويج؟… أعتقد أنه من الصعب حدوث ذلك على المدى المنظور.. وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن