رياضة

في سلتنا الوطنية: صفقات الانتقال … تصل إلى فرق القواعد والحلول غائبة

| مهند الحسني

ما زال الاحتراف الأعرج الذي يقود كرة السلة السورية يطبع بصماته في مرافقها كافة، وخصوصاً في الجوانب الفنية، فقد ظهرت مشاكل تنم عن بدائية الوعي الاحترافي في أغلبية الأندية، وخاصة الكبيرة منها، والتي بات هاجسها البحث عن ألقاب مسلوقة بأي شكل من الأشكال حتى لو كان ذلك على حساب بنيان اللعبة والنادي.

حقائق
ما سنتحدث عنه ليس مشهداً من أفلام الأكشن، وليس هو حكاية من كتاب ألف ليلة وليلة، وإنما هو حقيقة واقعة حدثت فصولها في أعرق وأكبر أندية العاصمة وهي مؤهلة للدخول في برنامج أمور لا تصدق، تصوروا أن نادياً عملاقاً بالعاصمة يضخ ملايين الليرات سنوياً في جميع مرافق كرة السلة لديه سخّر معيناً من أجل الوصول لشراء ثلاثة لاعبين من فئة الناشئين من نادي النصر (ورجاء دققوا في كلمة ناشئين) وتمت الصفقة بمبلغ مالي قدره مليونا ليرة ونيف انتقل هؤلاء اللاعبون (راشد وصلاح فتال ومحمد عبد النبي) من أجل المشاركة مع هذا النادي الكبير في بطولة الناشئين الأخيرة، هؤلاء اللاعبون الذين ما يزالون يأخذون مصروفهم اليومي من والدهم من أجل الذهاب للتمرين والعودة للبيت دخلوا في سوق الانتقال، وكأن نظام الاحتراف شمل فرق القواعد، اللاعبون الثلاثة وضعوا في تجربة كانت أشبه بالاستنساخ فجاءت النتائج ممجوجة وقبيحة، وخرج النادي الكبير الذي شارك بصفوفه لاعبون جاهزون، وبأسعار مالية كبيرة من المولد بلا حمص وبخفي حنين، وقدم مستويات متفاوتة وغير مقنعة، والسؤال هنا ماذا كان حال ونتائج هذا النادي الكبير والعريق بالبطولة لو لم يشتر هؤلاء اللاعبين (يسأل كثيرون)، الخبرات السلوية العاملة في هذا النادي، والتي تتحدث دائماً وتتحفنا بعملها الصحيح بقواعد اللعبة في ناديه، وبأنها تسير على الطريق الصحيح، كيف ترضى مثل هذه الطريقة المسلوقة في بناء اللبنة الأساسية للعبة في ناد كان في يوم من الأيام بطلاً للقارة الآسيوية للأندية.
أندية مستهلكة
أين وصل حال كرة السلة السورية التي على ما يبدو دخلت في نفق مظلم لا نهاية مشرقة له، تصوروا أن هذا النادي العملاق يبحث عن لاعبين من فئة الناشئين للمشاركة في البطولة، وقد لا يحالفهم الحظ في المشاركة أو ارتداء قميص النادي، لكن الغاية الحقيقية هي حرمان ناديهم الحقيقي من جهود أبنائه وضم أفضل وأقوى اللاعبين لهذا النادي على حساب الأندية التي تتعب وتبذل الكثير من الجهود المضنية في سبيل بناء جيل سلوي واعد، لتفرض لغة المال وجبروتها نفسها بقوة على احترافنا الأعرج والأعوج الذي أوصل سلتنا إلى حد الهاوية في حال لم تكن هناك حلول إسعافية سريعة وجذرية لاجتثاث مثل هذه الصفقات التي تؤكد بالدليل القاطع، أن الأندية الكبيرة التي كانت بمنزلة مصانع للنجوم وأكبر رافد للمنتخبات الوطنية، تحولت بفضل إداراتها وعملها العشوائي إلى أندية مستهلكة تبحث عن لاعب هنا وآخر هناك من أجل أن تبقى بين الكبار من دون البحث عن الأسباب الخفية لهذا التراجع المخيف في هذه الأندية بفرق قواعدها التي لم تعد تفرز مواهب وخامات كما كانت في سابق عهدها، وهذا نذير شؤم بات يخيم على أجواء سلتنا، ويجب الوقوف عنده مطولاً من قبل جميع القائمين على أمور السلة السورية.

لابد
اتحاد السلة يسعى إلى إصدار سلسلة من القرارات في مؤتمره السنوي المقبل وسيضعها في أولويات مناقشاته، وجل هذه القرارات يتعلق بوضع حد لحالة الشطط التي تمارسها الأندية الكبيرة في تعاطيها بموضوع اللاعبين وانتقالاتهم وخاصة في فرق القواعد، لا بل إن الاتحاد سيلوح بعصا المحاسبة ضد أي ناد لا يعمل على قواعده أسوة بعمله بفريق الرجال أو السيدات.
هذا الوضع الحالي إذا لم يكن هناك حلول جذرية له وتعاون كبير وخاصة من المكتب التنفيذي، فهو كفيل بإيصال سلتنا وأنديتنا ومنتخباتنا إلى الجحيم، لست متشائماً ولست من هواة جلد الذات في زمن تجلد سلتنا الوطنية علناً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن