شؤون محلية

الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحفز وتدفع النساء للالتحاق بدورات محو الأمية

| رجاء يونس

بعد سفر أولادها الثلاثة إلى الخارج لم يبق أمام أم سعيد سبيل للتواصل مع أبنائها سوى الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ولكونها غير قادرة على الكتابة والقراءة وجدت نفسها عاجزة عن استخدام هذه التكنولوجيا بنفسها ما اضطرها للاستعانة بأشخاص يساعدونها على ذلك.
أم سعيد (المرأة الستينية) التي حرمها المجتمع وعاداته من إتمام تعليمها بسبب زواجها في سن 12 لم تستسلم لواقعها وبعد رحلة من التفكير اتخذت قرارها بمحو أميتها والتحقت بأحد مراكز الاتحاد النسائي بدمشق وأصبحت قادرة على فك الخط بل تابعت تعليمها عبر دروس خاصة في بيتها.
في مركز الاتحاد النسائي بمنطقة الميدان عشرات النساء على مقاعد الدراسة يتلقين دروس محو الأمية والغرفة لا تكاد تسعهن، نساء وفتيات من أعمار متفاوتة ولكن جلهن على عتبة الستين والبعض تجاوز هذه العتبة وتوزع الباقي بين عمر الرابعة عشرة والثلاثين.
وتروي أم فوزي حكايتها مع دورة محو الأمية حيث جاء قرارها سريعاً لاتخاذ هذه الخطوة التي جددت حياتها وتقول «لدي اثنا عشر حفيداً وكثيراً ما كان ينتابني الخجل من أحفادي وأسئلتهم المتكررة لعدم قدرتي على القراءة والكتابة واستعانتي المتكررة بأبنائي أو جيراني من أجل قراءة الرسائل التي تصلني عبر الموبايل أو الرد عليها كتابة فكان لابد من اتخاذ هذه الخطوة والالتحاق بدورة محو الأمية التي بنظري ستحدث تغييراً كبيراً في حياتي».
«المجتمع ظلمنا كثيراً بعاداته ولكننا نستطيع اللحاق بسكة القطار والحياة أمامنا» بهده الكلمات عبرت أم الخير عن فرحتها وهي تتلقى دروس القراءة والكتابة وهي تعترف أن شعورها بالنقص تجاه هذه الأمر تنامى بشكل أكبر عند امتلاكها لجهاز موبايل حديث حيث وجدت نفسها عاجزة عند استخدام تقنياته المتعلقة بوسائل الدردشة مع أبنائها وحتى صديقاتها.
وتوافق السيدة أماني كلام صديقتها أم الخير وبرأيها أن الاستعانة بالآخرين من أجل كتابة الرسائل على النت غير مجدية لأن هذه الرسائل تحمل طابعا شخصيا وعائليا ولا يجوز للآخرين الاطلاع عليها وهذه الأمر كان من أبرز الدوافع التي جعلتها تدرك أهمية تعلم القراءة والكتابة.
وتؤكد تهاني أن حلمها بتعلم القراءة والكتابة تحقق وأن هذه الفكرة راودتها من زمن ولكن ظروفها الاجتماعية منعتها ولكن الفرصة أصبحت مؤاتيه الآن وقد لاقت تشجيعا من عائلتها والمقربين منها وهي وإن كان سبب التحاقها بالدورة رغبتها في الحصول على الشهادة الابتدائية وحفظ القرآن ولكنها لم تخف أن جانبا من هذه الرغبة كان سببه عدم قدرتها على اقتناء موبايل حديث واستخدام وسائل الدردشة.
وأما أم أحمد وأم الهادي وبالرغم من أن التحاقهما بدورة محو الأمية كان دافعه الأساسي حفظ القرآن الكريم إلا أنهما لم تخفيا أن استخدام الموبايل الحديث كان هاجسا بالنسبة لهما.
وأما سارة الفتاة الخجولة التي لم يتعد عمرها الثامنة عشرة فحلمها الحصول على الشهادة الابتدائية وقد وعدت زميلاتها في الدورة بأن تقيم لهن حفلة إذا تحقق حلمها وحصلت على الشهادة.
وتؤكد المعلمة المتطوعة في الدورة سماح الأحمر أن النساء الملتحقات بالدورة أظهرن الكثير من الرغبة في تعلم القراءة والكتابة من خلال المتابعة والحرص على الالتزام بالدوام والحصص الدراسية خلال مدة الدورة البالغة 6 أشهر مشيرة إلى أنه بناء على رغبة النساء بمتابعة الدروس تم رفع مقترح إلى الاتحاد العام النسائي بإجراء دورات تقوية للنساء اللواتي يتخرجن في هذه الدورات لرفع مستواهن والوصول إلى نتائج أفضل وقد تمت الموافقة على هذا الاقتراح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن