شؤون محلية

«فهلوة» التشغيل!

| هني الحمدان 

تثبيت العمال المؤقتين والمياومين خطوة تسجل لا شك في صحيفة حسنات الحكومة، إجراء مهم وجاء بوقته، ينهي معاناة لآلاف الحالات من العاملين، ويرمم بعض النواقص بالشكل المطلوب… إلى مزايا كثيرة كالاستقرار الذي يأتي في المقدمة لدى شريحة المثبتين… بعيداً عن ايجابيات ما أقدمت عليه الحكومة، نستذكر قضية لا يستهان بها أبدا، قضية تُرحل من حكومة لأخرى، ستصطدم بمفرزاتها البشعة حكومتنا الحالية، ستنفجر بوجهها أرقام ومؤشرات جد خطيرة، في وقت يشهد به الشأن الاقتصادي صعاباً جمة أدخلته في نفق مظلم بفعل سياسات لم تكن على مستوى ينتشله من أي صعوبات قد تنشأ..! البطالة ملف لم يعالج كما يجب، ملف أدارته الحكومات السابقة بأسلوب إعلامي رديء، سوقت لإنجازات وهمية لا تتعدى الخطابات، وفعليا الظاهرة تنمو وتتوسع بشكل ملحوظ ومقلق دون حس من المسؤولية للأخذ بنواصي التعاطي السليم مع قضايا الشباب والعاطلين عن العمل…!
تم إحداث وزارة للعمل، ومن ثم إدماجها مع الشؤون الاجتماعية، لم تقدم شيئا، هي والجهات المعنية بالتشغيل، ما تم ممارسة لأنواع وأساليب من «الفهلوة» في التعاطي مع مسائل العمل والتوظيف، مستغلة عدم المساءلة وضعف الرقابة، مسؤولون مارسوا من السلوكيات والتصرفات المجحفة بحق مسؤولياتهم وشباب عاطل، فقط «التهوا» بمنافع مصلحية ضيقة، وعندما حاولوا استقطاب الأيدي العاملة وتوظيف الخريجين أعدوا مسابقات وفق مؤطرات خاصة شابها الفساد والإهمال، ما أدى إلى إخفاق المسابقات وإعادتها، وتاليا خسارة لمئات الحالمين بفرصة عمل..!
أرقام البطالة تسابق الزمن، والعاطل عن العمل قنبلة موقوتة، وكل ما عملت الجهات المختصة حيالها إنجازات ورقية صادرة عن جهات حكومية حول أرقام العمل المقدمة، لكن الوقائع تسير بوضوح إلى ارتفاعات غير مسبوقة في معدلات البطالة… أمام الحكومة مسألة لا يستهان بها أبدا، وإذا كانت البداية مشجعة بإقرار الثبيت لآلاف من العاملين تحت تسميات مختلفة، لكن هناك طالبو عمل جدد وينتظرون ويحتاجون إلى فرص.
هل نبقى نعزف بالأدوات ذاتها.. أم ستتغير الصورة والعمل بشفافية مطلقة.. وهل نشهد مسابقات «نظيفة» معياريا؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن