اقتصاد

القلاع: البضائع المحلية بحاجة إلى الكثير من العوامل حتى تتصف بالجودة المطلوبة … جمعية الجودة: لا دافع لدى الحكومة لتطبيق أنظمة الجودة بشكل متكامل

أكد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق غسان القلاع خلال ندوة الأربعاء التجاري عن الجودة أمس أن موضوع الجودة لا يهتم به المعنيون بالشكل اللازم وهم جعلوه خلف ظهورهم والكثير من المنشآت وأصحاب الفعاليات الاقتصادية والتجارية والصناعية انشغلوا بالأحداث الجارية والآثار الناتجة عن الأزمة بعد توقف الأعمال وخسارة الورش والمعامل والمصانع والمهن عن ممارسة أعمالها.
وأضاف القلاع: إن المصانع السورية تفتقر للكثير من العوامل والعناصر المساعدة في اعتماد أنظمة الجودة مشيراً إلى أن البضائع تأتي من مصدرين أساسيين وهما بضائع الإنتاج المحلي والبضائع المستوردة، موضحاً أن البضائع المحلية بحاجة إلى الكثير من العوامل حتى تتصف بالجودة المطلوبة وهي ترتبط بشكل وثيق بإنجاز الأمن والاستقرار في حين تحتاج البضائع المستوردة إلى قيام الوزارة المختصة والجمعيات الأهلية بممارسة دورها في حماية المستهلك والتي سوف تساهم من خلال هذه الأدوار إلى رفع مستوى الجودة حيث تلعب هنا القدرة الشرائية دوراً أساسيا في الحالتين.
بدوره بيّن عضو الجمعية العلمية السورية للجودة هاني العلي غياب الدافع لدى الحكومة لتطبيق أنظمة الجودة بشكل متكامل حيث قامت بانتقاء ثلاثة من هذه الأنظمة لتطبيقها على المؤسسات مشيراً إلى أن سورية فقيرة بالبنية التحتية للجودة وبصعوبة تطبيق أنظمة الجودة بسبب التكاليف ومقاومة التغيير من العاملين.
وبين أن معظم الصناعات السورية تفتقر لمكونات الجودة المطلوبة ومنها ما يتم تصدير بضائعها إلى دول الجوار حيث تعاني بعض الصناعات من صعوبة توسيع أسواقها وولوج أسواق جديدة الأمر الذي لن يتحقق إلا باعتماد أنظمة الجودة العالمية المعروفة والتي أجمعت عليها أكثر من ثمانين دولة وأسسها 153 خبيراً في العالم ويستخدمها نحو 1.2 مليون مستخدم في العالم منذ العام 1987 وقامت بالإصدار الخامس للعام 2015 وقد قامت بتعديل هيكلها العام وأضافت عشرة بنود لتتوافق مع أنظمة الإدارات المختلفة في العالم على اعتبار أن أنظمة الجودة تحقق النهوض لمختلف المؤسسات وأدخلت كذلك مفهوم تحديد المخاطر والبيئة المؤثرة على الأعمال للوقاية من هذه المخاطر قائلاً: لا توجد شركة خاسرة وإنما إدارة فاشلة مستعيناً بالمقولة اليابانية التي مفادها أن الخطأ لؤلؤة نادرة تستحق أن نبحث عنها وبالمقارنة بما يسود لدينا من مفاهيم فإن العقلية القائمة لدينا تخاف من الأخطاء وتداريها وتقوم بالتعمية والتغطية عليها لتتفاقم وتتعقد في حين في اليابان يبحثون عن هذه الأخطاء لحلها.
من جانبه أشار مدير خدمات الجودة السياحية في وزارة السياحة زهير ارضوملي إلى غياب بعض المتطلبات التي تمكن معظم المؤسسات الصناعية من أخذ الاعتمادية في الجودة بسبب غياب المكونات الرئيسية للسلعة المنتجة محلياً، وكشف عن رغبة العديد من أصحاب الفعاليات التجارية والصناعية والسياحية بالحصول على الاعتمادية لمنتجاتهم خلال هذه الفترة بعد عودتها إلى ممارسة نشاطاتها وأعمالها في بعض المناطق بشكل اعتيادي في مختلف المجالات الأمر الذي دفع بالمعنيين إلى تفعيل عمل لجنة الاعتمادية وخاصة للفعاليات التي تعتمد على التصدير وتتمتع برخص منتجاتها وكلفها قياسا بدول الجوار حيث تسعى هذه الفعاليات إلى التصدير وجذب الاستثمارات والبحث عن الزبائن وبالتالي التسويق والبيع التي تحتاج كلها كعناصر إلى الاعتمادية في الجودة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن