سورية

أنباء عن اتفاق روسي تركي لمنع تمدد «الإقليم الكردي» مقابل إغلاق الحدود أمام الإرهابيين … أوساط في «العليا للمفاوضات»: بوغدانوف أبلغ الخطيب أن موسكو تبلغت من واشنطن أنه «لا يمكن التخلي» عن الرئيس الأسد

| الوطن – وكالات

لا تزال تداعيات الاجتماع المثير للجدل بين مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وبين المعارض معاذ الخطيب، تهيمن على الوسط السياسي وبالأخص المعارض. ولفت في هذا السياق ما تسرب حول تأكيد الدبلوماسي الروسي الرفيع أن روسيا وتركيا توصلتا إلى اتفاق على منع تمدد الإقليم الكردي مقابل قيام الأتراك بإغلاق الحدود مع سورية أمام الإرهابيين. وبدا من التسريبات التي بثتها مصادر المعارضة أن بوغدانوف يحاول ترتيب عملية سياسية يقودها الرئيس بشار الأسد، وخصوصاً وأن روسيا تبلغت من الولايات المتحدة أنه «لا يمكن التخلي» عن الرئيس بشار الأسد لأن بديله سيكون تنظيم داعش.
وبعد يوم من لقاء بوغدانوف – الخطيب في العاصمة القطرية الدوحة، الذي هز الهيئة «العليا للمفاوضات والاتئلاف» المعارضين، وأظهر عزم روسيا على تجاوزهما ورعاتهما الخليجيين، صدر بيان عن وزارة الخارجية الروسية شرح أن اللقاء الذي حضره إلى جانب الخطيب اللواءان الفاران محمد الحاج علي ومحمد نور خلف، فضلاً عن الدبلوماسي الفار حسام الحافظ، ناقش «الأوضاع في سورية»، حيث جرى «تبادل صريح ومعمق» لوجهات النظر حول تطورات الوضع العسكري والسياسي والإنساني في سورية. وأضافت الوزارة: إن بوغدانوف أكد على «عدم وجود بديل عن التسوية السياسية للأزمة التي طال أمدها في سورية»، وحدد آلية التوصل إلى هذه التسوية عبر «الحوار الشامل بين الأطراف السورية» على أساس بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي و«المجموعة الدولية لدعم سورية». ونقلت قناة «الجزيرة» القطرية عن مصادر مطلعة لم تحددها، أن بوغدانوف قال خلال لقائه مع الخطيب: إن «موسكو توافقت مع تركيا على منع تمدد الإقليم الكردي في مقابل قيام الأتراك بإغلاق الحدود أمام.. الإرهابيين». كما تحدث المسؤول الروسي بحسب المصادر، عن «الضغوط» التي تمارسها بلاده على إيران لتخفيف «تشددها تجاه الملف السوري».
في المقابل، ذكر عضو وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» إلى محادثات جنيف محمد صبرا أن بوغدانوف طرح خلال لقائه مع الخطيب تشكيل لجان «أمنية وعسكرية واقتصادية وسياسية»، استعداداً للاجتماع مع لجان حكومية مقابلة.
واعتبر صبرا في تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن الهدف من تشكيل هذه اللجان هو الوصول إلى حل «سوري سوري» يكون تحت «سقف قيادة (الرئيس بشار) الأسد للمرحلة الانتقالية»، كاشفاً أن بوغدانوف قال خلال اللقاء إن الولايات المتحدة أبلغت موسكو بأنه «لا يمكن التخلي عن (الرئيس) الأسد لأن بديله سيكون.. (داعش)». وركز بوغدانوف، بحسب صبرا، على ضرورة التعاون مع منصات القاهرة وموسكو وحميميم، حيث اعتبر المسؤول الروسي بأنه «لا يمكن التحاور مع كل أطياف المعارضة، بسبب أن كل طرف له توجهه ومرجعيته وأفكاره المستقلة والتي لا تتفق مع الطيف الآخر في المعارضة».
وأبرزت تصريحات صبرا الامتعاض العميق لدى أعضاء «العليا للمفاوضات» من اجتماع بوغدانوف – الخطيب. وفي هذا السياق، تساءل مصدر سياسي سوري معارض عن كيفية لقاء الخطيب مع الدبلوماسي الروسي الرفيع من دون استشارة «العليا للمفاوضات». واستغرب استعجال قبول الخطيب لقاء بوغدانوف من دون أن يشترط الأخير بوقف الهجمات الجوية التي تنفذها طائرات العدوان الروسي على المناطق المحررة في حلب وإدلب تحديداً. ونبه المصدر إلى أن الخطيب حاول التسويق لحركته «سورية الأم»، عندما كشف تفاصيل اللقاء من خلال بيان صادر عن الحركة، متهماً الخطيب بالسعي إلى «حجز» مقعد لحركته، ينافس من خلاله «الهيئة العليا» كممثل وحيد للشعب السوري.
وذكرت «سورية الأم» في بيانها، أن لقاء بوغدانوف – الخطيب «قيم الوضع في سورية والمنطقة، وخاصة بعد الاتصالات الإقليمية والدولية الأخيرة»، مشيرةً إلى أن «الجانب الروسي أكد التزامه بوحدة الأراضي السورية، وحل سياسي بين السوريين وضرورة استئناف المفاوضات وفقاً لقوانين الشرعية الدولية». وأشارت الحركة إلى أن الخطيب طالب الروس بوجوب وجود تهدئة لكل العمليات العسكرية، ووقف القصف الجوي في كل سورية، وخاصة حلب وإدلب ومناطق ريف دمشق.
وشدد الخطيب، بحسب البيان، على عدم جواز إبرام أي اتفاقيات أو تفاهمات بين الدول الإقليمية أو الدولية في ما يتعلق بسورية، إلا بوجود «قوى الشعب السوري وثورته». وأكد رفضه وسم أي جهة سورية «بالإرهاب»، إضافة إلى رفضه «الجماعات التكفيرية ووجود أي قوى عسكرية أجنبية في سورية، وعلى رأسها القوى المرتبطة بإيران وميليشيات حزب اللـه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن