سورية

لافروف يعيد الحياة إلى 2165.. ويريد وقف تهريب السلاح مقابل الهدنة … موسكو وواشنطن يبديان حرصاً على التعاون رغم النقلة الروسية الإيرانية في محاربة الإرهاب

| الوطن – وكالات

على الرغم من الموقف الأميركي المتوجس من النقلة الروسية والإيرانية الإستراتيجية في تعزيز تعاونهما العسكري في مواجهة الإرهاب، إلا أن واشنطن وموسكو حرصتا أمس على إبداء عزم على استمرار التواصل فيما بينهما من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن وضع حلب.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد اعتبرت أن انطلاق القاذفات الروسية بعيدة المدى من إيران من أجل استهداف مواقع داعش والنصرة في دير الزور وحلب وإدلب، «غير المفاجئ»، لكنها حذرت من أن تكون هذه الخطوة خرقاً للقرار الدولي (2231) الخاص بالعقوبات على إيران.
ومن موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لا أساس لاتهام بلاده بخرق القرار 2231، موضحاً أن هذا القرار يشترط موافقة مجلس الأمن الدولي على توريد وبيع وتسليم أنواع معينة من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات الحربية، لإيران. وكان لافروف أول من أمس بحث مع نظيره الأميركي جون كيري الموضوع، إضافة إلى مسألة تنسيق الأعمال لمكافحة الإرهاب في سورية وضمان استمرار نظام وقف العمليات القتالية. كما ناقش الوزيران مسائل إعداد التنفيذ العملي للاتفاقيات، التي تم التوصل إليها خلال زيارة كيري لموسكو.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النيوزيلندي موري ماكالي، شدد لافروف على أنه في حالة نشر القاذفات الروسية في قاعدة همدان الإيرانية، يدور الحديث فقط عن موافقة إيران على استخدام مطارها من تلك الطائرات التي تشارك في عملية محاربة الإرهاب في أراضي سورية، تلبية لطلب من القيادة السورية، والتي تتعاون طهران معها أيضاً. وغمز لافروف من قناة الأميركيين وازداجيتهم في المعايير، داعياً من يهتم بتطبيق العقوبات المتبقية ضد إيران، أن ينظر أولاً في كيفية وصول كمية هائلة من الأوراق النقدية من الولايات المتحدة إلى إيران، وكيفية تحويل تلك الدولارات من الولايات المتحدة إلى إيران، على الرغم من أن القانون الأميركي يحظر ذلك قطعياً. لكن الوزير الروسي حرص على التركيز على آفاق التعاون بين واشنطن وموسكو لتحقيق التسوية السورية. وقال: «أعتقد أن ذلك كله يصرف انتباهنا عن المهمة الرئيسية التي تكمن في إطلاق تنسيق من أجل تسوية الأزمة السورية»، وذلك وسط تصاعد الحديث عن قرب إطلاق روسيا وأميركا عملية عسكرية في حلب.
وأكد لافروف، أن موسكو تبحث الآن مع الولايات المتحدة فتح «قنوات إضافية» بهدف إيصال المساعدات الإنسانية لسكان حلب وفرض رقابة على الشحنات القادمة عبر طريق الكاستيلو الواصل إلى تركيا، والتي من شأنها تعزيز الهدنة. واستطرد قائلاً: «نحن نبحث (إطلاق التنسيق بين روسيا وأميركا) على مستوى الخبراء والاستخبارات ووزارتي الخارجية. وبكافة هذه الصيغ، إننا نبحث آليات معينة لتطبيق الاتفاقات التي توصلنا إليها خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) إلى موسكو في 15 تموز». وأوضح أن ممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة يبحثون إمكانيات فتح ممرات جديدة لإيصال المساعدات إلى الأحياء الشرقية والغربية لحلب، وتكثيف الجهود لتطبيق المبادرة الإنسانية التي أطلقتها روسيا والحكومة السورية في مدينة حلب. وكشف أنه تم فتح 7 ممرات إنسانية للخروج من المدينة، أحدها لمرور المسلحين الراغبين في الانسحاب.
واعتبر رئيس الدبلوماسية الروسية، أن الإجراءات الرامية لتطبيق نظام وقف إطلاق النار في سورية وفق قرار مجلس الأمن، يجب أن تجري بموازاة قطع الطرق التي يحصل الإرهابيون عبرها على توريدات الأسلحة والذخيرة. ويبدو أن روسيا تعتزم إحياء القرار الدولي 2165، والذي نص على نشر بعثة للأمم المتحدة للرقابة على معبرين على الحدود التركية السورية وفي أراضي سورية. وكشف لافروف أن موسكو وواشنطن تساعدان الأمم المتحدة حالياً في جهودها لتنسيق آلية مثل هذه الرقابة مع الحكومة السورية. وتابع: إذا نجح المجتمع الدولي في فرض مثل هذه الرقابة، فتكون كل الأطراف، بما فيها الحكومة السورية واثقة من عدم استغلال الإرهابيين للهدنة من أجل الحصول على المزيد من الأسلحة، وهذا أمر من شأنه أن يسهل بقدر كبير التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمجموعات التي انضمت للهدنة، لكنها تخرقها باستمرار.
وأبدى الوزير الروسي تفهماً كبيراً تجاه مواقف واشنطن، مؤكداً أنه «لا يشكك في الرغبة الصادقة من جانب واشنطن في حل المشاكل المذكورة أعلاه». ومع ذلك أشار إلى أن إخفاق الأميركيين في الإيفاء بتعهدهم بالفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين، وقال: «لو وفوا (الأميركيون) بذلك لكان من الممكن حل تلك المشاكل منذ فترة طويلة». واستطرد «غير أنهم، للأسف الشديد، أقروا عملياً بعجزهم عن الوفاء بهذا التعهد». وتابع: إن موسكو لا تجعل من ذلك «مأساة». وأشار إلى أن اتجاهات العمل المشترك الحالية بين موسكو وواشنطن تسمح بالانتقال إلى مستوى أكثر فعالية من التعاون المنسق في محاربة الإرهاب.
وكان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش العقيد كريستوفر غارفر، أفاد بأن روسيا أخطرت واشنطن بعزمها استخدام قواعد جوية إيرانية لتنفيذ غاراتها داخل سورية، وذلك وفقاً لما تقتضيه «مذكرة التفاهم المتعلقة بسلامة الطيران». وأبدت واشنطن حرصاً على التعاون مع روسيا، وإن كانت أكدت أن الجانبين لم يتوصلا بعد إلى اتفاق حول تعاون عسكري في سورية.
وأوضح المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ناثان تك شروط بلاده للتعاون مع روسيا، والذي يجب أن يبدأ بتثبيت الهدنة في سورية، وأن تضغط روسيا على النظام السوري «لوقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة». واعتبر أنه يجب على روسيا أن «تسعى للسماح بإدخال المساعدات والدفع نحو الحل السياسي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن