ثقافة وفن

ميشيل رامبو في (عاصفة على الشرق الأوسط الكبير) وحكاية سورية الموحدة … ميشيل رامبو : بشار الأسد آخر حصن لسورية الحضارية المتسامحة … هيلاري كلينتون: بشار الأسد عنصر من عناصر الحل إن لم يكن الحل

| إسماعيل مروة

«هل أدرك كل من الإسلاميين الخارجين عن السيطرة والأنظمة التيوقراطية الشرعية التي سعت للسيطرة عليهم عن طريق التكفل بهم مادياً، أنهم أخطؤوا في حساباتهم عندما اختاروا أن يكون انتقال السلطة بالقوة؟ أصيبت الحركة الثورية الكاذبة بعد نحو أربعة أعوام من انطلاقها بالإنهاك، وهبط رصيدها إلى أدنى درجاته، وأصبحت الجهات الغربية الإمبراطورية من جهتها مجبرة على خفض سقف طموحاتها وغطرستها، بعد أن فقدت هيبتها وسقطت أقنعتها، وتزعزعت دعاماتها بصعود قوى برزت أو انبثقت من جديد».
هذا ما يقوله ميشيل رامبو في كتابه «عاصفة على الشرق الأوسط الكبير» الذي ترجمته ترجمة عالية الأستاذة الدكتورة لبانة مشوّح، فقدمت شهادة غربية فرنسية تحاول أن تجلو الحقائق، كما يراها باحثون فرنسيون، وليس أي نوع من الباحثين، بل يقدمه رامبو الذي عمل زمناً طويلاً في الدبلوماسية الفرنسية، فالتقى مع السياسة الفرنسية، وافترق عنها، لأن نظرته كانت مختلفة، لذلك يقول ريشار لابيفيير في تقديمه له: «كتاب ميشيل رامبو سيفرض نفسه من دون شك كأحد الكتب المرجعية التي تتناول الشرق الأوسط، وذلك لثلاثة أسباب أساسية: فهو يختلف ويلتقي بوضوح شديد وذكاء متقد مع المدونات المحلية والإقليمية والدولية للأحداث، والتي تتناول الشرق المعقد، ويضع على طاولة التشريح دولاً خرجت منذ زمن بعيد من شاشة الرادار العالمي، كالبحرين واليمن والسودان وموريتانيا، وهو أخيراً يعيد النزاع العربي- الإسرائيلي إلى موقعه المركزي الأساس على محور الأزمات في الشرقين الأدنى والأوسط، وهو موقع قامت مدارس المحافظين الجدد الأميركية والفرنسية بإزاحته عن المركز، وتهميشه، لا بل وإنكاره» إن هذا الاقتباس يظهر حكمة الدكتورة مشوّح في اختيار هذا الكتاب وترجمته إلى العربية، وفي التقديم الموجز والمعبر يظن المقدّم أن رامبو لم يكن خارج دائرة القرار الفرنسي، ولم يكن معها في الكامل، كما أنه ينفي مبدأ المؤامرة الاعتباطية، ويضع المؤامرة في إطار مخططاتي استراتيجي بعيد المدى، ولا يخفى على القارئ ما أشار إليه من المدونات الإقليمية والعالمية، وما أشار إليه من المحافظين الجدد في الإدارتين الأميركية والفرنسية، أما الإشادة بالدراسة، وهي الأكثر أهمية مع أنها كانت أخيرة، فهي أن المؤلف يعيد حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي إلى الواجهة، هذا الصراع الذي قد يكون السبب الأساسي في الرؤية الغربية الاستراتيجية للشرق الأوسط، وما من عبث أنه أشار إلى أن دوائر الأبحاث تحاول إبعاد هذا الصراع عن الرؤية ليكون الهدف أنظمة وشعوباً!!
وما معنى أن يشير التقديم إلى إعادة دول خرجت من الرادار العالمي؟ إنه إشارة واضحة إلى أن الشرق الأوسط يتم العمل على تفكيكه وترتيبه بصورة تدريجية، ولا يحق لباحث منصف وعلمي وخبير أن يتناول ما يجري مما أطلق عليه الربيع العربي بمعزل عن الأحداث السابقة التي أخرجت دولاً من الرادار، وبصورة أدق من الصراع ودائرته، والمقصود هنا، معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.

أسماء ونتائج كارثية

ليس عرضاً للكتاب ما أقصده، ولا شروحات بقدر ما هو إعادة قراءة، وخاصة أن الكاتب ليس صحفياً يمكن أن يتم اتهامه، وإنما هو دبلوماسي عتيق، لا يكتب ويرتحل بغاية الكسب والسبق والشهرة، لكنه يستل من وثائقه ليقدم دراسة مرجعية، ليست موجهة لنا بالأصل، وإنما هي موجهة للقارئ الغربي والفرنسي خاصة، ويأمل الكاتب أن يعاد النظر في الدور الفرنسي الذي يراه تابعاً وهامشياً، ويصفه بأوصاف مؤلمة للفرنسي الذي يحب فرنسا، لذا كان اختيار الكتاب لترجمته يؤدي- إن أحسنا- إلى تحديد مرجعية موثوقة تبنى على أساسها سياسات حالية للخروج من الأزمات، وسياسات مستقبلية فيما يتعلق بالفكر الإمبراطوري والأقطاب والتحالفات، الحرب مهما طال أمدها فسوف تنتهي، وسيجلس الأفرقاء إلى الطاولة، وتعود عجلة الحياة بمن بقي، ولكن مثل هذا الكتاب يجب أن يوضع في الحسبان للوصول إلى نقطة لا تتكرر فيها المأساة مرة أخرى.. والكاتب يقف عند الأسماء البراقة مثل الربيع والثورات، ليفصل في حقيقتها، وفي النتائج الكارثية التي تسببت بها الأسماء البراقة التي جاءت بعد عقود من وجود أنظمة سياسية أسهمت بشكل واسع في وجود هذه الفوضى، من خلال ممارسات إقصائية أحياناً، واحتوائية في أحايين أخرى، ويضرب الكاتب أمثلة حاضرة في الذهن استغلتها دوائر الغرب الاستخبارية ومراكز الأبحاث فيها «هل اهتزت الشرعية التاريخية للإسلام السياسي؟ لقد تعرّضت هذه الحركة للإبعاد والاضطهاد في كثير من الدول العربية أو العربية- الإسلامية، همشها الغرب أو سخر منها واستخدمها ضد السوفييت أو البلشفية، قبل أن يرتقي بها إلى رتبة عدو الشعب رقم واحد بوصفها خليفة الشيوعية، ثم عادت لتصبح مفيدة كلما أريد منها تقويض استقرار قوى ممانعة، علمانية كانت أم شيعية، أو خدمة المصالح الظلامية أو الإمبراطورية، لكن حركة الإسلام السياسي تستحق أن تكون أكثر من خادم توكل إليه كل المهام، أو عميلاً مزدوجاً، أو فزاعة كما يريد لها المحرضون على حركات التمرد العربية» بعبارات موجزة بسيطة يحدد رامبو الإسلام السياسي ومستقبله بتساؤل، والدور الذي أنيط به، وبلغ غاية الإنصاف عندما أشار إلى أن الإسلام السياسي كمفهوم يستحق أن يؤدي دوراً، وينتقد ما تعرض له من تهميش واستخدام، أسهم إسهاماً كبيراً في تحول هذا الإسلام السياسي من مفهوم الحياة المثالية القائمة على التسامح إلى إسلام يحمل «يافطات» لا تتعلق به، وتمييز الكاتب جاء غاية في الدقة والعلمية، وفي الموضع ذاته، وعباراته فيها المنطق الكثير، وتبتعد عن العاطفة والانفعالية، لأنه متابع حيادي «وإذا ما أنكرنا وجود جهات غربية تتدخل على الأرض وتعج بها الكواليس، فإن الثورات أو بالأحرى المجموعات التي أوجدتها والمعادية في حقيقتها للثورات، يقودها بشكل أساسي مسلحون ومقاتلون يدّعون أنهم يأتمرون بأمر الله الرحمن الرحيم، تتصف هذه الثورات أو المجموعات التي أوجدتها بسلوك وممارسات شائنة، وترتكب المجازر التي لا يبدو، وهذا أقل ما يقال فيها، أنها تتفق ورسالة الأمل والتسامح التي بلّغها الرسول الكريم إلى البشرية، لا يمكن أن يدفعنا احترام الإسلام، والحضارة الغنية التي نشرها، والقيم التي يحملها إلى اعتبار الجرائم التي ترتكب مسألة نسبية، فهي مدانة من دون شك، ويجب أن تكون مدانة بلا أي تردد أو تحفظ».
أظن أن هذه العبارات هي للمؤلف، وأنفي أي تصرف للمترجمة فيه، فهو يفصل فصلاً تاماً بين الإسلام والرسول الكريم ورسالته، وبين ما يتم عمله على الأرض تحت تسميات إسلامية ودينية، ومهما كانت صلة الوصل بين المجموعة على الأرض، والإسلام كرسالة، فإن ما يتم جرائم شائنة تلقى الإدانة، وثمة بون شاسع بين الرسالة والرسول، وما يتم على الأرض باسمهما، وبون بين الرحمن الرحيم وما يرتكب تحت اسمه وأوامره.

ذهب وحروب وإيديولوجية

يتحدث رامبو عن الثورات الخضراء و«الربيع العربي» والكيفية التي ينتشر بها، والآلية التي واجهت بها السعودية هذه الثورات، ففي الوقت الذي كان من الممكن للثورات أن تمتد إلى منطقة الخليج التي لم تكن بمنأى عنها سارعت السعودية إلى المواجهة والاحتواء قبل الانتشار «بدا أن دول المشرق ودول الخليج تقف بمنأى عن القدر الديمقراطي المشؤوم، كان هناك طبعاً استثناءان لم يستطع أحد إخفاءهما: اليمن حيث المحتجون، والبحرين.. لا يمكن السماح بالتخريب في مكان يقع بجوار قبلة الإسلام، وفي أرض المقدسات التي تحميها القديسة أميركا! أمام هذا الواقع المستجد وغير المتوقع على الإطلاق، كان على السعودية أن تلجأ لكل كنوز البهلوانية أو المخادعة السياسية والدبلوماسية لتخرج منه لبعض الوقت، كالشعرة من العجين» فالغاية هي إيقاف هذا الأمر قبل الوصول إلى السعودية، ولو لبعض الوقت، وكأن الكاتب يؤكد أن هذه الرياح، رياح التغيير يمكن أن تمتد في مرحلة لاحقة، ولن تجدي معها كل محاولات إيقافها، ولننظر إلى تحليل عميق يقف عنده رامبو، ومن خلاله يمكن أن يصل القارئ الذي أوتي القليل من التحليل إلى حقائق ما يجري «تتكيف الثورة على النمط الغربي- التركي- العربي- القطري بحسب الظروف، فتأخذ صفة الواجب شبه الديني بالنسبة للدول التي يلائمها ذلك، من دون أخذ الإرادة الشعبية بالحسبان على الإطلاق، وتوصف بأنها عملية زعزعة استقرار وتهديد للسلام والأمن لا يمكن القبول بها، عندما تزعج الثوار الجدد المرتجلين في عقر دارهم، في الحالة الأولى، يعاد تدوير الانتفاضة على زمنين وثلاث حركات لتصبح جهاداً ضد الأنظمة الكافرة، في الحالة الثانية تصبح حركة مخرّبة مدمرة تسيء للإسلام وقيمه، فإذا ما تحولت هذه المعايير المزدوجة إلى قاعدة ثابتة كما يفعل الإسلاميون، لن يصبح مستغرباً أن ترى أن الدول العربية الإسلامية التي عكرت الاضطرابات سماءها ليست متساوية أمام النزعة الثورة.. فالثورات العربية لا تطول إلا الأنظمة العلمانية، أما الأنظمة الترببية (التيوقراطية) التي يتم فيها تجاهل آمال الناس، وليس فقط الأقليات، فتظل بمنأى عنها.. ألا تشبه ثورات الربيع تقاطع طريقين ليسا على مستوى واحد كما في السكك القديمة؟!».
اقتطعت هذا النص لمدلولاته الكثيرة، مع أن كل ما في الكتاب القيم والمهم يستحق أن يكون مثالاً، لأن هذا النص احتوى أشياء كثيرة:
الحراك يكون واجباً شبه ديني حسب دوافع الدول الداعمة.
يتحول إلى حراك وثورة ضد الدول ذات الأنظمة الكافرة.
الدول العلمانية العربية هي التي طالتها الحركات في الربيع العربي.
الدول التي تتجاهل كل حقوق الإنسان، وليس حقوق مواطنيها بقيت بمعزل.
وهذه القضايا بجملتها تجعلنا نقف أمام ما يجري، لنتعرف إلى مثيريه وداعميه، وإلى الأسباب التي تجعل الحراك إن ناسب التيوقراطية ثورة، وإن خالفها صار تمرداً وضارباً للاستقرار.
كل ذلك يجري في حضن الذهب والمال والكسل.
ومثل هذا الفهم من المفترض أن يكون عاماً ومعمماً على شرائح المجتمع والقراء، بسبب تداخل المفهومات بين الحرية والديمقراطية والاستبداد والفساد، فوجود فساد واستبداد لا يعني أن الأنظمة الأخرى أفضل حالاً، ولا يسوغ لنظام لا يقدم أي شيء لمواطنيه أن يسعى لتحقيق أشياء يفتقدها في دول أخرى ومواطنين آخرين، والسبب الذي يدفعه هو رؤية خاصة، ومحاولة للابتعاد من بؤرة الحدث!
ومنذ بداية ما أطلق عليه الربيع العربي ونحن نستمع إلى نغمة الديمقراطية من الدول التي دعمت الحرب والدمار والخراب، في الوقت الذي ترى في هذه الدول كل ما يجري على أرضها وفي جوارها نوعاً من التخريب والدمار الذي يجب أن يجابه ويقابل وينهى، لأن التمرد فوضى، فكيف تهيأ لهم أن يروا ما يجري على أرض الآخرين ثورات وما يجري على أرضهم حركات تمرد؟!

سورية والجحيم

ميشيل رامبو باحث حقيقي، لذلك لم يقف عند الحاضر فقط، بل درس بعلمية الأوضاع في سورية، وبدأ من بدايات القرن العشرين، وظهور فكرة القومية العربية، والتحرر من النير العثماني، واستفاض في مكونات سورية والشعب السوري الذي جعله بؤرة يمكن أن يتم العمل عليها مستقبلاً لتصبح دولاً إسلامية متعددة!
واستعرض الدولة العربية، واتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور، وقيام إسرائيل والحروب والانقلابات التي شهدتها سورية والمنطقة، ليصل إلى جوهر مكانة سورية «أصبحت سورية معقل الفكر القومي العربي، واكتسبت أهمية ومكانة لا تجاريها فيها أي دولة عربية أخرى، بغض النظر عن الاختلافات والتناقضات، وأصبح السوريون يفتخرون بموقع بلدهم الذي غدا فاعلاً أساسياً على الساحتين الإقليمية والدولية لا يمكن لأحد تجاوزه» رامبو الدبلوماسي والباحث يتحدث عن مكانة سورية كما يرى، وليس أحد السوريين، أو أحد المسؤولين السوريين، وهذا يعني أن مكانة سورية لم تكن شعاراً يطلقه السوريون أو قادتهم، وإنما كان حقيقة عملت سورية على أن يكون حقيقة حين حملت همّ القومية العربية على كاهلها.. ليخلص إلى أسباب الحقد على سورية، «هذا التاريخ العريق لسورية الكبرى جعلها هدفاً للإسلامويين التكفيريين، فمثل هذه الدولة، الأمة يجب في نظرهم أن تدمّر وتحوّل إلى مقدونيا قبلية يمكن أن تتجمع لاحقاً في إمارات إسلامية، عندما يقوم الجهاديون بإطلاق صيحتهم بلهجة شجاعة كاذبة: بعد ليبيا.. هلمّ إلى طريق الشام».
ومما يحمد للمؤلف والمترجمة العلمية المطلقة، وأن يطبع الكتاب كما هو عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، فهو مع أنه يحرص على سورية الدولة، إلا أنه يتابع الأمور بعلمية منذ تسلم الرئيس بشار الأسد مقاليد الحكم حتى بداية ما أطلق عليه (الربيع) ويرصد الفعل وردة الفعل بتصوير دقيق «لم يقدر الرئيس بشار الأسد في البداية حجم الخطر المحدق، وقد أقر بذلك لاحقاً، فالمراد الانحراف السريع للاحتجاجات إلى مرحلة الصراع المسلح والإرهاب والجهادية، ثم ما لبث أن أدرك أن الحراك لا يهدد نظامه فحسب، بل يهدد وجود سورية الدولة- الأمة».

التغيير والمستفيدون

يقف المؤلف راصداً مجريات ما حدث في سورية منذ تسلم الرئيس بشار الأسد، فقد تحقق الكثير، ولكنه بعين الناقد الباحث يشير إلى أمرين، أحدهما يتعلق بالشرائح التي لم تصل إليها فوائد التطوير والتحديث «من لم يستفد مما تحقق رأى الأمور من منظور آخر، وكانت حسابات مختلفة تماماً، رغم هذا التقدم الذي لا ريب فيه، فبالنسبة لهؤلاء لم تتحقق مطالب الناس في إنهاء التعسف اليومي، ووقف قمع المعارضين، ومكافحة الفساد، ووضع حد للمحسوبيات وتدخل المقربين ومحيط السلطة، كما لم يكن هناك أيضاً تغيير للوجوه التي تعمل في السياسة.. وإن كانت المدن الكبيرة قد استفادت من التحديث القائم، فإن سكان الأرياف، وهم الذين سعى حزب البعث في عهد حافظ الأسد لتقديم الخدمات لهم، أهملوا بعض الشيء في بلد ما زال التنافر والتناقض قائماً فيه بين الريف والمدنية».
أزعم أن هذه الدقائق التي تناولها رامبو من الأهمية بمكان، وكان من الممكن أن يتم العمل عليها، وهي ملاحظات دقيقة لرجل يحب سورية، ويستعرض بعلمية قوى المعارضة التي تشكلت، ويقدم الأدلة على أن وجود سورية- الأمة هو المهدد، ويحذر من مغبة الانسياق، ويقدم الوثائق التي ربما لم يطلع عليها كثيرون، وربما اطلع عليها بعضهم لكن لم يرد أن يقرأ، وخاصة الوثيقة التي تتضمن ثلاثة عشر بنداً أسماها المؤلف العهد الجديد للمخطط الإسلاموي الإمبراطوري، ومن هذه البنود:
تخفيض عدد أفراد الجيش إلى 50 ألف جندي.
إسقاط الحق بالمطالبة بالجولان.
إلغاء المطالبة بلواء اسكندرون.
إلغاء كل المعاهدات والاتفاقيات مع روسيا والصين.
مدّ أنبوب الغاز القطري.
السماح بمرور القنوات المائية من سد أتاتورك إلى إسرائيل.
تعهد قطر والإمارات بإعادة بناء ما تهدم شريطة الاستثمار في النفط والغاز.
تحول النظام السوري إلى نظام إسلامي.
هذه الوثيقة نشرت في دوريات غربية، ومعروفة على مواقع الإنترنت، لذلك لا يجد المؤلف غضاضة في أن يقول بالحرف «يظهر بشار الأسد في نهاية المطاف كآخر حصن لسورية الحضارية المتسامحة، فهو يستطيع أن يتفوق لتمتعه بقاعدة شعبية متنوعة، وهذه الحقيقة هي التي تفسر مقاومة النظام والدولة وصمودهما خلال المحنة القاسية التي كابدتها سورية بسبب الحرب الكونية، أليس هو الرئيس الذي حاز 60 – 80% من تأييد السوريين بحسب استطلاعات الرأي، وبحسب وكالة الاستخبارات الأميركية نفسها؟!».
يصعب على المرء أن يختصر أو يوجز ما جاء في كتاب (عاصفة على الشرق الأوسط الكبير) لميشيل رامبو، فهو كتاب علمي موثق، وإن وصفه أحدهم بالمتعاطف مع سورية- الأمة، فهب أن جزءاً منه يملك الحقيقة، فهو يكفي للتمسك بسورية الوطن والإنسان، والرؤية المدنية التي تحول دون تحول سورية إلى مجمعات إسلامية فئوية.. يبقى أن أشيد باللغة العالية السهلة التي قدمت الكتاب إلى قراء العربية، من خلال الأستاذة الدكتورة لبانة مشوح عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، إنه ليس مجرد كتاب، إنه كتاب يستحق أن يكون بين أيدي السوريين جميعاً، وبين أيدي المعنيين لتلافي الكثير من الأخطاء من أجل سورية القوية الموحدة.

خلاصات ميشيل رامبو والعاصفة

مواجهة بين إسلام السيف وقطع الرؤوس وإسلام الروحانية والتسامح.
مواجهة ترضي أعداء الإسلام ويمكن أن تعود بالفائدة على الإمبراطورية.
لا شيء حسناً يمكن أن يرتجى من زعزعة استقرار الدول إذا ما أعلنت ثورات الربيع العربي نهاية الإسلام الذي أوحي به إلى الرسول الكريم.
الحرب التي اندلعت هي حرب دولية أكثر منها حرباً عالمية.
بعيداً عن الدائرة التي رسمها الربيع العربي فإن نتيجة هذا الصراع الهائل الذي أشعل الشرق لم تحدد بعد.
واضعو استراتيجيات القوى الناشئة مقتنعون بأن ساعة الحقيقة حلت وأنهم جميعاً ولدوا من جديد.
سورية تدفع مع حلفائها في المنطقة ثمناً باهظاً للتحول الجيو- سياسي.
يا لهذا الربيع العربي القبيح الذي زرع العواصف وأعاد القناعات الراسخة من أن النظام العالمي ثابت ومستقر.
التطرف الإسلامي واستبداد الحكام وجهل الشعوب حليف الرأسمالية الأضمن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن