ثقافة وفن

افتتاح مهرجان الموسيقا العربية برعاية «سيريتل» … ميادة بسيليس.. صوت أصيل ذكرنا بالزمن الجميل … فنانون: انتعشنا فنياً وروحياً.. والحفل يليق بالفن السوري

| وائل العدس – تصوير طارق السعدوني

الخميس الماضي لم يكن يوماً عادياً على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون، حيث تراقصت الجدران وتموجت المدرجات على صوت الطرب الأصيل الذي ذكرنا بأغاني الزمن الجميل، وسط تفاعل جماهيري مميز.
هكذا افتتحت المطربة السورية ميادة بسيليس مع الفرقة الوطنية للموسيقا بقيادة المايسترو عدنان فتح اللـه مهرجان الموسيقا العربية الثالث برعاية شركة «سيريتل»، بحضور فني وشعبي كبير.
تضمن برنامج الحفل الذي قارب الساعة والنصف، خمس عشرة أغنية، منها ثماني أغنيات من ألبوم بسيليس الجديد «أنت بقلبي» الذي أطلقته مؤخراً وهي «أقل من بكرة»، و«شو تأملت»، و«حلب»، و«أنت بقلبي»، و«ويضلوا يقولوا»، و«وسختوا الصابون»، و«سرّي في الشام»، و«الشهيد».
كما قدمت عدداً من الأغاني الجماهيرية مثل «يا طيوب»، و«خليني على قدي»، و«كذبك حلو»، و«يا غالي».. إضافة إلى «احملني»، و«يا جبل ما يهزك ريح» وعزفت الفرقة موسيقا مسلسل «حرائر».
وتفاعل الجمهور كثيراً مع أغنية حلب، حيث جاء في مطلعها: «حلب.. لو مهما هانوكي لا تكوني زغيرة.. حلب ما فين يمحوكي ورح تبقي كبيرة.. لا تشكي انتي رح تبقي.. الفرح ما بيموت ولا بيعرف يبكي».
بسيليس قالت لـ«الوطن» إن محبة الناس لا يستطيع الإنسان أن يشتريها بمال الدنيا، وهي عندي أعظم ثروة يمتلكها، وقد شعرت بها من خلال الحفل.

إنجاز كبير
في افتتاح المهرجان قال مدير عام دار الأسد جوان قرجولي إن إقامة هذا المهرجان في دورته الثالثة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها سورية إنجاز كبير ومهم يدل على أننا نحن كموسيقيين سوريين سنبقى صامدين وسنستمر على المسرح حتى آخر رمق بحياتنا، شاكراً وزارة الثقافة على دعمها ولشركة سيريتل على رعايتها حفل الافتتاح.
أما في المؤتمر الصحفي الذي سبق المهرجان فلفت إلى أن إدارة المهرجان تلقت طلبات كثيرة من فنانين سوريين وعرب للمشاركة فيه ولكن المبالغ التي طلبها بعضهم لا تتناسب مع الميزانية المخصصة للمهرجان ما حال دون قبول مشاركتهم.
وأكد أن المهرجان يقام نتيجة لتضافر جهود ثلاث جهات هي وزارة الثقافة ودار الأسد للثقافة والفنون وشركة سيريتل، معرباً عن أمله أن يشهد المهرجان في دوراته القادمة المزيد من التطور ضمن مسعى الدار بتحديد برنامج ثابت لهذه الفعالية بصورة سنوية.

العنوان الأكبر
شدد الموسيقار طاهر مامللي أن العمل ناجح بامتياز رغم بعض العيوب التقنية، مؤكداً أن تفاعل الحضور وسحر الغناء والموسيقا كان العنوان الأكبر للحفل، حيث الجهد المبذول كان واضحاً وجلياً، وهذا يؤكد أن احترام المتلقي بتقديم فن راق لا يزال يلقى استحسان الجمهور وبالتالي من يرد أن يرتقي بفنه فعليه أن يعمل بمسؤولية وإخلاص.
وختم: شكراً ميادة بسيليس، وشكراً سمير كويفاتي وعدنان فتح الله.

افتتاح جميل
بدوره، أكد الممثل محمد خير الجراح أن حفل الافتتاح رائع ومشرّف، وقال: كنتُ سعيداً وشعرت بالاعتزاز بأن يكون بهذا الرقي والانسجام الجميل بين الكلمات والألحان والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وأضاف: «أشكر بشكل خاص المجهود الذي بذله المايسترو سمير كويفاتي على التنويع الموسيقي عبر الألحان، وباختصار افتتاح جميل ويليق بالفن السوري».

هوية سورية
وعبّرت الممثلة ميسون أبو أسعد عن سعادتها برؤية المسرح مملوءاً بالجمهور ومعافى، والأجمل تفاعل الحضور مع الأغاني وترديدها.
وقالت: حفلات السيدة الراقية ميادة بسيليس والأستاذ سمير كويفاتي لا تفوت، فهي تنعشنا فنياً وروحياً لأصالتها وتقديمها هوية سوريّة سواء على صعيد الكلمة والموضوع أم على صعيد التأليف الموسيقي، فهذا الثنائي مصر على تقديم أغنية سورية جميلة تطرب لها الآذان وتستحق الذهاب للمسرح لحضورها والاستمتاع بها، ووجهت شكرها لهذا الثنائي والفرقة الموسيقية بقيادة عدنان فتح اللـه على الأداء الجميل.

قامة كبيرة
بدوره أشار الممثل يامن الحجلي إلى أن ميادة بسيليس قامة فنية كبيرة، تسمع بصوتها عبق حلب وأصالة سورية، وتابع: نحن اليوم بأمس الحاجة لقامات فنية تكون معنا حتى نبقى موجودين، أما تفاعل الجمهور فكان كبيراً، لأن بسيليس أثرت فينا بشكل كبير، فأفرحتنا وأبكتنا في الوقت نفسه.
الكلمة السورية

ورأت الفنانة إيناس لطوف أن الحفل جميل، وقد أحببت أغنيات وتأثرت بأخرى، وأهم شيء أحترمه وأقدّره تركيز الست ميادة والأستاذ سمير على الكلمة السورية، وخاصة أن اللكنة الحلبية واضحة دائماً بالمغنى، والجو العام كان جميلاً، وتفاعل الجمهور كان لافتاً.
وقالت: أبارك لهما على الحفل والألبوم، وخاصة أن الأستاذ سمير يركز في موسيقاه على شكل الأوركسترا الشرقية ويستخدم آلات مميزة ويسخرها للعمل الشرقي المعاصر بطريقة راقية وخاصة فيه.

لأجل سورية
إبراهيم برهوم مدير وحدة الشركات وكبار العملاء في شركة «سيريتل» قال: عندما يكون اللحن والصوت سلاحاً بوجه الحرب، ولأجل سورية، فمن الطبيعي أن نكون معه وندعمه بكل خطوة، عدا أن الفنانة بسيليس تتميز بأعمال نادرة تنفرد بها لا نجدها لدى أي فنان آخر، كما أنها تقدم الفن السوري بصورة تليق به دائماً.

صوت منفرد
من جانبه قال رئيس قسم الإعلام في شركة سيريتل علاء سلمور: الصوت عندما يغني الحب والوطن، عندما يغني الشهيد وسورية، عندما يغني الواقع والأمل، نراه متكاملاً وخاصة عندما يكون منفرداً لا شبيه له، صوت يشبه حضارات سورية باق صامد، وعندما يكون لحن الحياة صادقاً بكل نغماته ونوتاته الموسيقية نحن ندعمه. مضيفاً إن رعايتنا للمتألقة ميادة بسيليس جاء من إيماننا بالمواهب المتميزة والأصوات الراقية الثمينة التي تحلق في سماء الإبداع، ندعمهم لنكمل معهم رسالتهم الصادقة، لأنهم سوريون ولأن سيريتل سورية بكل اعتزاز.

أخيراً
يستمر المهرجان حتى السبت القادم حيث تحييه أوركسترا دمشق بإشراف محمد زغلول وبقيادة عاصم مكارم (يوم أمس)، والفنان إياد حنا والفرقة الموسيقية بقيادة نواف هلال اليوم، والفنان مصطفى هلال والفرقة الموسيقية بقيادة عبد الحليم الحريري يوم الإثنين، والفنان طاهر خانطوماني والفرقة الموسيقية بقيادة عبد الحليم الحريري يوم الثلاثاء، والفنان اللبناني رضا والفرقة الموسيقية بقيادة نظير مواس يوم الأربعاء، والفنانة ليندا بيطار والفرقة الموسيقية بقيادة عدنان فتح اللـه يوم الخميس، ويختتم المهرجان بأمسية للفنان اللبناني الكبير مروان محفوظ وأوركسترا ندى بقيادة حسام الدين بريمو وبمشاركة كارمن توكمه جي وذلك يوم السبت القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن