رياضة

في كرة السلة: الأندية الصغيرة أولى بالدعم المالي

| مهند الحسني

تعيش الرياضة السورية بشكلها العام في حالة من عدم الاستقرار بكل أشكاله، وتأتي هذه الحالة انعكاساً للأوضاع التي تشهدها البلاد، والتي أثرت بشكل سلبي فيها، وساهمت في تراجع أغلبية ألعابها، وعلى الرغم من كل هذه المنغصات والصعوبات ما زالت القيادة الرياضية قادرة على تسيير أمور الأندية والاتحادات والمنتخبات الوطنية، وإن كانت غير موازية للطموح لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.

أندية واستثمارات
شهدت بعض الأندية قبل حلول الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد حالة مستقرة من الناحية المالية، نتيجة استكمال استثماراتها التي كانت تدر عليها الملايين، وتقيها شر المعونات والهبات، وكانت قادرة على المشاركة في جميع المسابقات المحلية بألعابها كافة، وتحمّل نفقات وأجور الحكام والإقامة والسفر من دون أي مساعدات مالية من القيادة الرياضية، وشهدت هذه الأندية انفراجات مالية قوية تمثلت في تثبيت مشاركتها بالبطولات والاستحقاقات العربية والقارية وعلى حسابها الخاص، فيما بقيت بعض الأندية تدور في حلقة مغلقة نتيجة عدم استثمارها الجيد للمنشآت والاستثمارات الموجودة لديها، فكانت لا تتوانى عن طلب المعونة من المكتب التنفيذي الذي بدوره لم يتوان عن تقديم أي مساعدة حسب إمكاناته المتاحة لهذه الأندية بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الشخصية، وكانت هذه الأندية تحقق نتائج إيجابية حتى على الصعيد الخارجي توازي حجم العطاء المقدم، فكانت هذه الأندية تسير بألعابها من دون أي منغصات.

عطاء
لا نغالي كثيراً إذا قلنا: إن الأزمة الحالية أثرت في أنديتنا وأرهقتها وخاصة من الناحية المالية نتيجة خسارتها لاستثماراتها التي كانت بيضة القبان لها، وهذا الوضع الصعب وضع القيادة الرياضية أمام حقيقة مفادها أنه من الضروري تقديم المساعدات والإعانات للأندية وخاصة التي تضررت، فقرر في خطوة إيجابية تجشم عناء مشاركة جميع الأندية في لعبتي القدم والسلة وتحمل نفقات وأجور الحكام والإقامة والإطعام، رغبة منه في تخفيف الأعباء المالية عن أنديته وتوفير الأجواء المناسبة لتثبيت مشاركتها في المسابقات المحلية، على أمل أن تبقى رياضاتنا قائمة، وقام المكتب التنفيذي بتوزيع إعاناته المالية على الأندية بنسب معينة، بما يتناسب ويتماشى مع واقع كل ناد على حدة رغبة منه في تحقيق مبدأ العدالة بين جميع الأندية، وهذه بادرة إيجابية للمكتب التنفيذي تسجل له، لكونه وقف على مسافة واحدة بين جميع الأندية والاتحادات وخاصة النشيطة منها، ووفر لها سبل المشاركة في جميع المسابقات المحلية وبجميع الألعاب من دون استثناء، وهذا من أهم أسبابها بقاء لعبتي القدم والسلة في مقدمة الألعاب على أقل تقدير، بعدما قررت بعض إدارات الأندية الاستغناء وإلغاء بعض مشاركاتها المحلية لعدم وجود السيولة المالية لديها، لكن ومع وجود الدعم المادي باتت هذه المشاركات سهلة وقائمة ولجميع الأندية من دون استثناء.

لابد
في الفترة الحالية هناك أندية بدأت استثماراتها بالعودة مجدداً مشكّلة قوة مالية لخزائنها، وخاصة أندية العاصمة التي بدأت استثماراتها تعود إلى ألقها السابق، وبدأت تدر أرباحاً مالية كبيرة، لذلك لابد للمكتب التنفيذي هنا من الالتفات نحو الأندية التي ما زالت تتطلع لهبات القيادة الرياضية لعدم امتلاكها للاستثمارات ضمن منشآتها بالأصل، باستثناء بعض الموارد التي لا يمكن أن تتناسب مع حجم ومصاريف الألعاب لديها، وعليه دعم هذه الأندية مادام دعمه للأندية الكبيرة قد يصل هذا الموسم إلى حدوده الدنيا، ولا ضير من توجيه هذه الكتلة المالية لتلك الأندية التي باتت تعمل بطريقة رياضية جيدة، ونتائجها الإيجابية أكبر دليل على ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن