رياضة

الاختصاص

| ناصر النجار 

الأولمبياد الذي أنهى فعالياته اليوم خرجنا من منافساته من دون أي بصمة، وإذا كان الغزال وحده الذي اقترب من منصات التتويج، فإن بقية لاعبينا خرجوا من العرس العالمي من دون أي أثر بعد أن حلوا في المراكز الأخيرة.
وبعيداً عن المجاملات وكلمات العزاء والتبريرات التي حفظناها عن ظهر قلب، فإن الأولمبياد وضع رياضتنا في الموقع الصحيح على الخريطة العالمية.
ونحن في هذه الحالة لن نشكك بالأرقام التي حققها لاعبونا في البطولات السابقة باعتبار أن أرقامهم استعصت عن الحضور في البرازيل، ولن نشكك في بطولاتهم التي حققوها، باعتبار أنهم حصلوا على المراكز الأخيرة في المحفل العالمي، إنما نحتاج إلى وقفة مع الذات لنصلح حال رياضتنا، لعلنا في الأولمبياد القادم نسجل ولو حالة حضور واحدة على لوائح الميداليات.
وبكل الأحوال وجدنا دولاً مغمورة جداً وضعت اسماءها على جدول الترتيب بفضل لعبة واحدة أو لاعب واحد، على حين لم نجد لنا أي موقع صغير أو كبير على جدول الميداليات لنسجل اسمنا عليه ونعزز ميدالياتنا الثلاث السابقة.
وهذا الأمر يقودنا إلى غياب الإستراتيجية والهدف في تعاملنا الرياضي.
ونحن نعتقد أن رياضتنا مازالت جماهيرية تعتمد على الهواية وتنتظر أي موهبة لتحقق لها طفرة رياضية، تماماً كما حدث مع غادة شعاع قبل عقدين من الزمان.
تجربتنا مع البطولات الكبرى القارية والدولية لم تكن ناجحة، وهذا يدل على خلل في البناء، وخلل في الإعداد والاستعداد، والخلل يبدأ من الاختصاص الذي مازلنا نفتقده.
المتابع للرياضات في الدول قاطبة يعرف أن الدول هذه مختصة بلعبة ما أو لعبتين، ومنها تنال حصتها من التفوق والميداليات، والقليل من الدول التي تدخل صراع الأولمبياد على كل الجبهات.
لذلك لا بد لنا من البحث عن الاختصاص بطرق علمية علّ هذا الاختصاص يقربنا من منصات التتويج القارية والدولية.
قبل عقدين من الزمن تم إقرار مشروع الاختصاص في رياضتنا، لكن هذا القرار بقي حبيس الأدراج، وعلى العكس شاهدنا فلتاناً في الكثير من الألعاب، وهذا من سوء الإدارة، فخسرنا الكثير من الألعاب التي غابت لإهمال الأندية، أو لتحكم البيوتات الرياضية فيها.
اليوم علينا إعادة البناء من جديد، والاختصاص يجب أن يكون في المقدمة، فمن خلاله نحصل على رياضة نوعية، نكون قادرين من خلالها على الوجود بقوة في البطولات العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن