سورية

حملة «سورية بلا ألغام» في منبج للمطالبة بوضع حد للمعاناة اليومية … تحسباً لهجوم … الدواعش يهربون عائلاتهم من جرابلس والباب

| وكالات

قام تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية بإجلاء أسر مقاتليه وقادته من بلدتي جرابلس والباب بريف حلب في مؤشر على أنهم يستعدون لمواجهة هجوم.
جاء ذلك في وقت بدا أن التنظيمات المسلحة المنضوية تحت ميليشيا «الجيش الحر» وميليشيا «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية تتسابقان للسيطرة على مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد أن تمكن كل طرف من السيطرة على مناطق إستراتيجية قريبة منها. في سياق آخر، أطلق ناشطون حملة «سورية بلا ألغام» في منبج، وطالبت الحملة المؤسسات والمنظمات الدولية بوضع حد للمعاناة من الألغام.
وسيطرت ميليشيا «الديمقراطية» الأسبوع الماضي على مدينة منبج في ريف حلب الشمالي لتترك مقاتلي داعش في جرابلس يواجهون خطر عزلهم عن باقي الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.
وحسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فإن أكثر من 50 أسرة لمقاتلي التنظيم وقادته وصلت إلى معقل التنظيم في الرقة من جرابلس ومن مدينة الباب الواقعة بين منبج وحلب. كما أكد مصدر «كبير» في «المعارضة» أيضاً الخبر ذاته.
ولم تعلن «الديمقراطية» حتى الآن هدفها القادم بعد السيطرة على منبج. ومن شأن النجاح في الزحف شمالاً أن يفصل تنظيم داعش عن الحدود التركية في حين يهدد الزحف غربا الباب وهي معقل مهم للتنظيم.
وبعد سيطرة «الديمقراطية» على منبج أعلن مقاتلون أنهم شكلوا مجلسا عسكريا لبلدة الباب، معربين عن اعتقادهم بأن هجوما على التنظيم في الباب سيبدأ قريباً. ونفت «الديمقراطية» أي علاقة لها بالمجلس.
وحسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، فإن التنظيمات المسلحة المنضوية تحت ميليشيا «الحر» و«الديمقراطية» تتسابق للسيطرة على مدينة جرابلس، بعد أن تمكن كل طرف من السيطرة على مناطق إستراتيجية قريبة منها.
وسيطرت تنظيمات مسلحة على مدينة الراعي شمال حلب وطردت داعش منها، فيما سيطرت «الديمقراطية» على مدينة منبج وطردت التنظيم منها أيضاً، وبدأت التحضيرات للتوجه نحو الباب قرب الحدود التركية في شمال سورية، بعد أن شكلت «المجلس العسكري لمدينة الباب» التابع لها، وفق «آكي».
وبدأت الأنظار تتجه لمدينة جرابلس، ومن الواضح أن كلا الطرفين، التنظيمات المسلحة و«الديمقراطية»، يخوضان منافسة حقيقية للسيطرة على المدينة التي يستحكم بها تنظيم داعش، لما تشكله من أهمية إستراتيجية لكل الريف الشمالي والشمالي الشرقي لمدينة حلب.
في سياق آخر، أطلق نشطاء حملة «سورية بلا ألغام» والمنظمات السورية التي تعمل في مجال التوثيق والعدالة وحقوق الإنسان في منبج، بهدف توعية المجتمعات السورية من أخطار الألغام التي زرعها داعش والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب. وأشار بيان للحملة التي تنطلق من مدينة منبج وريفها، وفق ما نقلت جريدة «زمان الوصل» الالكترونية المعارضة، إلى أن هذه المدينة تشهد أوضاعا إنسانية مأساوية، مؤكداً حدوث خسائر بشرية يومية نتيجة مخلفات الحرب والألغام المزروعة في المدينة وريفها.
وحسب مصادر خاصة للحملة فقد تمت إزالة آلاف الألغام حتى الآن ومازال هنالك الآلاف من الألغام المزروعة في منبج وريفها.
وأكد البيان نقلاً عن «المعهد السوري للعدالة» وفاة أكثر من 104 أشخاص نتيجة انفجار ألغام في السكان المدنيين، عدا عشرات الإصابات وحالات البتر.
وأهاب القائمون على الحملة بجميع الهيئات الإعلامية والفعاليات المدنية في منبج وريفها دعم الحملة وإيصال صوتها لجميع المعنيين، وخاصة المدنيين على أمل الحفاظ على أرواح السكان وتنظيف المدينة وريفها من جميع الألغام ومخلفات الحرب.
كما طالبت الحملة في بيانها من المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية وهيئات الأمم المتحدة التدخل الفوري من أجل وضع حد لهذه المعاناة اليومية والتي تهدد حياة عشرات آلاف المدنيين في سورية.
وكان «المعهد السوري للعدالة» قد وثق في تقرير له صدر الخميس أعداد ضحايا الألغام في منبج منذ بدء الحملة العسكرية لـ«الديمقراطية» على المدينة الواقعة شرقي حلب، حتى تاريخ 18 آب 2016.
وكشف أن من بين 678 شخصاً قضوا على أيدي «التحالف الدولي» و«الديمقراطية» وتنظيم داعش، قضى 222 على أيدي التنظيم، جراء عمليات القصف والإعدام الميداني والموت بالألغام المتفجرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن