سورية

مصطفى: دعم بكين لسورية يزداد سنوياً ولن تسمح بتكرار السيناريو الليبي

| وكالات

أكد سفير سورية في الصين عماد مصطفى أن الدعم الصيني لسورية يزداد سنوياً وأن القيادة العليا في بكين تهتم بشكل شخصي بما يجري في سورية وتعتبرها خطاً أحمر لا يسمح بتكرار السيناريو الليبي فيها، لافتاً إلى أن المرحلة القادمة في العلاقات بين البلدين ستشهد تعزيزاً واضحاً عما كان عليه الأمر في السابق.
وقال مصطفى في اتصال مع قناة «الميادين»، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «إن الدعم الصيني لسورية إستراتيجي وعميق ومستمر ولم يتوقف منذ بدء الأزمة وتجلى ذلك بشكل واضح في مجلس الأمن»، مشيراً إلى استمرار العلاقات الوثيقة بين البلدين على مختلف الصعد والتعاون العسكري والأمني والاقتصادي، إضافة إلى الكثير من المساعدات الإنسانية. وأضاف: «إن الفارق الآن هو الإظهار والإشهار لهذا التعاون بصورة لفتت أنظار جميع المراقبين في المنطقة وفي العالم الغربي ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية» موضحاً أن هذا التعاون شكل رسالة واضحة بأن الصين بمقدورها الدفاع عن مصالحها القومية والوطنية والتعاون مع الدول الحليفة والصديقة بالأشكال التي تراها مناسبة لدعم حلفائها ولدعم أمنها الوطني. وأشار مصطفى إلى أن العلاقات العسكرية بين دمشق وبكين قديمة وتسبق الأزمة بعقود واليوم لديهما المصلحة المتبادلة في التصدي للإرهاب العالمي، موضحاً أن ما يحدث في سورية يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي الصيني. وكشف أن الصين أدركت منذ البداية وقبل بدء تدفق الإرهابيين من ذوي الجنسية الصينية أن سورية هي موقع متقدم للصراع الإستراتيجي ويجب ألا تسمح بتكرار ما حصل في ليبيا ولاسيما بقرارات من مجلس الأمن. وأشار مصطفى إلى أن النظام السعودي بذل خلال السنوات العشر الماضية جهوداً كبيرة في نشر التطرف الوهابي بين أوساط مسلمي الايغور الذين شكلوا جبهة تسمى «جبهة تحرير تركستان الشرقية» التي تنادي بقيام دولة وخلافة إسلامية في إقليم شنغهاي الصيني، لافتاً إلى أن هؤلاء باتوا يشكلون تحديا خطيراً لأمن الصين القومي ليس لكونهم يمارسون أعمال الإرهاب والإجرام في سورية ويكتسبون مهارات وخبرات عسكرية وإرهابية فقط، بل لأنهم أصبحوا جزءاً من الشبكة العالمية للإرهاب المتطرف بحيث يستطيعون الاعتماد على جهات إرهابية في أماكن أخرى من العالم.
وبين أن الصين تواجه اليوم ضغطاً واندفاعة أميركية شديدة في مناطق نفوذها التقليدية بتحريض واستثارة جيران الصين ضدها لذلك تشعر أنها هي الأخرى ليست مستثناة من الاستهداف الأميركي في مرحلة لاحقة مستقبليا.
يشار إلى أن مدير مكتب التعاون العسكري الدولي باللجنة المركزية العسكرية الصينية قوان يو في زار منذ أيام دمشق واجتمع مع وزير الدفاع فهد جاسم الفريج، حيث جاءت هذه الزيارة لتؤكد استمرار النهج الصيني بدعم الحكومة السورية خاصة وان بكين أعلنت عن تعيين مبعوث خاص إلى سورية شي شياو يان في نيسان من العام الجاري بعدما كانت بكين أكدت في إستراتيجيتها الجديدة التي أعلنت عنها بداية العام الجاري عن نيتها الانفتاح باتجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية والمنطقة العربية خصوصاً. قوان يو في وخلال زيارته لدمشق «التي وصفتها وسائل الإعلام بالنادرة» لم يخف نية بلاده توثيق «علاقات عسكرية» مع سورية، رغم أن بلاده كانت اعتادت سابقاً ترك دبلوماسية الشرق الأوسط لغيرها من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن