سورية

روسيا دخلت على خط التوترات سعياً إلى «التهدئة».. وتركيا: الأكراد أصبحوا تهديداً لسورية … الجيش يستعيد جميع نقاطه في الحسكة و«الحربي» يتجاهل تحذير أميركا ويواصل طلعاته فوق المدينة

| الوطن – وكالات

تجاهل سلاح الجو السوري تحذيرات الولايات المتحدة الأميركية التي تنتشر لها قوات خاصة في شمال البلاد بصفة غير شرعية، وواصل طلعاته الجوية أمس فوق مدينة الحسكة، بينما استعاد الجيش العربي السوري له السيطرة على جميع النقاط التي توغل فيها الجناح العسكري لـ«حزب العمال الكردستاني» (الأسايش) والذي يحاول السيطرة على المدينة، ليسود فيها هدوء حذر بعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين مستمرة منذ أربعة أيام.
وفي أول رد فعل تركي على الأحداث في الحسكة، اعتبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن دمشق «فهمت» أن الأكراد أصبحوا «تهديداً لسورية أيضاً». وتدور معارك عنيفة منذ ليل الأربعاء بين قوات من الجيش العربي السوري والقوى الرديفة له من جهة و(الأشايس) من جهة ثانية في مدينة الحسكة.
وتصاعدت حدة هذه المعارك مع تنفيذ الطائرات السورية الخميس والجمعة غارات على مواقع لـ(الأشايس) للمرة الأولى منذ بدء الأحداث في البلاد قبل أكثر من خمس سنوات. وهي المرة الأولى أيضاً التي تتدخل فيها الطائرات الأميركية لحماية مستشاريها على الأرض من الطائرات السورية. فقد أعلنت الولايات المتحدة الجمعة إرسال طائرات مقاتلة لحماية قواتها التي تقدم الاستشارة العسكرية للمقاتلين الأكراد، بعد الغارات السورية على مواقع (الأشايس) في الحسكة. إلا أنه لم تحصل أي مواجهة عسكرية مباشرة لأن الطائرات السورية كانت قد أنهت طلعاتها حين وصلت الطائرات الأميركية. وبعد معارك عنيفة تواصلت طوال ليلة الجمعة وحتى صباح السبت، قال الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «يخيم هدوء حذر على المدينة بعد إعلان الجيش السوري استعادته السيطرة على جميع النقاط التي خسرها خلال الاشتباكات»، لافتاً إلى «تعالي الأصوات المنادية بحقن الدماء».
ونفذت طائرات حربية سورية أمس طلعات جوية في أجواء مدينة الحسكة، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض وصحفي متعاون مع وكالة «أ ف ب» برس في المدينة. وأكد الصحفي عدم شن الطائرات السورية أي غارات.
وأفاد الصحفي عن هدوء حذر في المدينة بعد ظهر السبت تزامناً مع اجتماعات برعاية روسية لحل الأزمة.
وقال مصدر حكومي رفيع المستوى وفق «أ ف ب»: إن «عسكريين روساً حضروا إلى مدينة القامشلي ويجرون حالياً اجتماعات منفصلة بين الطرفين بهدف التوصل إلى تهدئة».
وأوقعت المعارك في الحسكة منذ الأربعاء ما لا يقل عن 41 قتيلاً بينهم 25 مدنياً من ضمنهم عشرة أطفال، وفق «المرصد».
واعتبر الخبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن فابريس بالانش «من الواضح أن الأكراد يريدون السيطرة على كامل المدينة»، بينما تسعى القوات الحكومية للحؤول دون ذلك.
والخميس أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني «الأسايش» صعد في الآونة الأخيرة من أعماله الاستفزازية في مدينة الحسكة كالاعتداء على مؤسسات الدولة وسرقة النفط والأقطان وتعطيل الامتحانات وارتكاب أعمال الخطف بحق المواطنين الآمنين وإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار. وقالت القيادة العامة للجيش في بيان: إن هذه الأعمال أخذت طابعا أكثر خطورة بتطويق مدينة الحسكة وقصفها بالمدفعية والدبابات واستهداف مواقع الجيش العربي السوري بداخلها ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء العسكريين والمدنيين. وأضافت القيادة في بيانها: إنه رغم جميع المحاولات التي جرت لاحتواء الموقف وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المدينة إلا أن «الأسايش» لم يبدوا أي تجاوب واستمروا في ارتكاب جرائمهم بهدف السيطرة على مدينة الحسكة ما استدعى رداً مناسباً من الجيش العربي السوري باستهداف مصادر إطلاق النيران وتجمعات العناصر المسلحة المسؤولة عن هذه الأعمال الإجرامية.
وختمت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بيانها بالتوضيح أن الاعتداءات المتكررة على المواطنين والجيش العربي السوري هي من جانب «الأسايش» حصراً ولا علاقة لأي مكون سوري بها، مؤكدة في الوقت ذاته عزمها على التصدي لمثل هذه الاعتداءات من أي جهة كانت وبذل جميع الجهود الممكنة لعدم تفجر الوضع حفاظا على وحدة أراضي سورية وسلامة وأمن مواطنيها أينما كانوا.
وتدعم واشنطن القوات الكردية إذ تعتبرها القوة الأكثر فعالية في مواجهة تنظيم داعش. وتشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية» التي تحظى بدعم جوي من «التحالف الدولي» وتمكنت من طرد داعش من مناطق عدة.
ودفعت الغارات السورية ضد «الأشايس» الولايات المتحدة الجمعة إلى إرسال طائرات مقاتلة لحماية قواتها التي تقدم الاستشارة العسكرية للمقاتلين الأكراد.
وقال الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم «البنتاغون» الجمعة «سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر (…) ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن أنفسنا».
وأكد المتحدث عدم وقوع إصابات في صفوف القوات الأميركية، حيث نقلت إلى مكان آمن خارج المنطقة، بينما يقوم التحالف حالياً بدوريات قتالية جوية إضافية في المنطقة، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأكد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن عدم وجود قوات خاصة أميركية في المدينة، لافتا إلى أنها «موجودة في القواعد الأميركية الواقعة على مسافة نحو ستة كلم إلى الشمال».
ودفعت المعارك الآلاف من سكان المدينة إلى النزوح نحو شمال وغرب المدينة، وفق «المرصد».
وفي تعليقه على الأحداث في مدينة الحسكة، قال رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم «من الواضح أن النظام (السوري) فهم أن البنية التي يحاول الأكراد تشكيلها في شمال (سورية) بدأت تشكل تهديداً لسورية أيضاً»، على ما ذكرت «أ ف ب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن