عربي ودولي

تفجير غازي عنتاب.. 50 قتيلاً و90 جريحاً وأصابع الاتهام نحو داعش

ارتفع عدد ضحايا التفجير الذي استهدف السبت حفل زفاف داخل صالة حفلات في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا إلى 50 قتيلاً ونحو 90 جريحاً.
وحسب وسائل الإعلام التركية، فقد وصفت الحكومة التفجير بأنه «هجوم إرهابي» ربما نتج عن تفجير انتحاري نفسه، فيما رجح الرئيس رجب طيب أردوغان أن تكون لـ«داعش» يد في التفجير.
وقال مكتب الحاكم المحلي: «إن ما لا يقل عن 50 شخصاً قتلوا عندما فجر مهاجم انتحاري نفسه في حفل زفاف في مدينة غازي عنتاب بجنوب تركيا يوم السبت».
وبدوره أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن اعتداء غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا ارتكبه «انتحاري يراوح عمره بين 12 و14 عاماً، إما فجر نفسه وإما كان يحمل متفجرات تم تفجيرها من بعد».
وتحدث أردوغان في مؤتمر صحفي في اسطنبول عن سقوط 51 قتيلاً مكرراً أن الشبهات تتجه إلى تنظيم «داعش»، وأوضح أن 69 شخصاً لا يزالون في المستشفيات بينهم 17 في حال حرجة.
وقال «مهما كان مصدر الإرهاب، هذا لا يغير شيئاً بالنسبة إلينا. بوصفنا أمة، سنستخدم كل قوتنا، موحدين، يداً بيد، لمكافحة الإرهاب كما فعلنا في 15 تموز»، في إشارة إلى محاولة الانقلاب على نظامه. وتواجه تركيا تهديدات من إرهابيين في الداخل وعبر حدودها مع سورية.
وقال شهود: إن الاحتفال كان على وشك الانتهاء وإن بعض الأسر كانت قد انصرفت بالفعل عندما وقع الانفجار وأن من بين القتلى نساء وأطفال.
وقال مكتب الحاكم المحلي في بيان إن 50 شخصاً قتلوا في التفجير وأصيب آخرون بجروح وما زالوا يعالجون في المستشفيات بمختلف أنحاء المنطقة. وقال مكتب الادعاء أنه تم العثور على بقايا سترة انتحارية في موقع الهجوم.
ومن جانبها قالت مصادر أمنية إنه تم دفن 12 شخصاً على الأقل أمس وإن الجنازات الأخرى ستؤجل لأن الكثير من الضحايا تحولوا إلى أشلاء وستكون هناك حاجة لأن يجري الطب الشرعي اختبارات الحمض النووي (دي. إن. إيه) للتحقق من هوياتهم.
وذكر حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في بيان أن الحفل كان بمناسبة زواج أحد أعضائه وأن من بين القتلى نساء وأطفال.
وقال محمود طغرل عضو البرلمان عن غازي عنتاب وهو ينتمي لحزب الشعوب لرويترز إن الزفاف كان كردياً، ملقياً باللوم على تنظيم «داعش» في تفجيرات انتحارية استهدفت تجمعات كردية في الماضي إذ يحاول التنظيم إذكاء التوترات الطائفية.
ومن جهته قال أحد الموجودين أثناء العملية الإرهابية «نفذ (الهجوم) بطريقة وحشية، نريد نهاية لهذه المذابح. يعتصرنا الألم خاصة النساء والأطفال». وفي ردود أفعال دولية، عزّى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان بضحايا تفجير غازي عنتاب وجدد التأكيد على استعداد موسكو تكثيف شتى جهود التعاون مع الشركاء الأتراك في مكافحة الإرهاب. وورد في البرقية: «ترتعش الأبدان لوحشية ووقاحة العمل المجرم الذي استهدف حفل الزفاف في غازي عنتاب. لقد ترسّخت القناعة مرّة أخرى لدينا بأن الإرهاب لا يؤمن بأعراف المجتمع المتحضر، وبأبسط القيم الأخلاقية».
وأكد الرئيس بوتين في البرقية أن هذا العمل الإرهابي، يجدد التأكيد مرة أخرى على ضرورة حشد جهود المجتمع الدولي بأسره في الحرب على الإرهاب.
وأعرب بوتين عن استعداد روسيا لتعزيز سائر أشكال التعاون مع الشركاء الأتراك في مكافحة هذا الشر، وذلك في إطار الاتفاقات التي توصل إليها الجانبان الروسي والتركي مؤخراً في بطرسبورغ.
ومن جانبه أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «بقوة الاعتداء الإرهابي الدنيء»، مؤكداً بحسب بيان للرئاسة «أن فرنسا تقف إلى جانب جميع الذين يكافحون آفة الإرهاب».
كذلك أدان سفير الولايات المتحدة جون باس «الهجوم الوحشي على مدنيين أبرياء» وقال: «إننا متضامنون مع حليفنا تركيا ونتعهد بمواصلة العمل معاً بشكل وثيق للتغلب على التهديد الإرهابي».
وفي الفاتيكان قال البابا فرنسيس «لنصلي من أجل الضحايا، القتلى والجرحى، ولنطلب نعمة السلام للجميع».
هذا وصدرت إدانات مماثلة عن دول خليجية بينها السعودية والإمارات وقطر والبحرين.
وهذا هو أكبر هجوم من حيث عدد القتلى منذ تشرين الأول العام الماضي حين قتل انتحاريون 100 شخص في تجمع لنشطاء عماليين مؤيدين للأكراد خارج محطة القطارات الرئيسية في أنقرة. وفي حزيران قتل ثلاثة انتحاريين يشتبه بأنهم من تنظيم «داعش» 44 شخصاً بالمطار الرئيسي في اسطنبول.
وشهدت تركيا عدداً من التفجيرات تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي في حين حملت أحزاب المعارضة نظام أردوغان المسؤولية عنها بسبب استخدامه الإرهاب ورقة في تحقيق سياساته والتغاضي عن أنشطة الإرهابيين داخل تركيا.
ويشار إلى أن نظام أردوغان ساهم في انتشار الإرهاب والتطرف في المنطقة من خلال فتح أراضي تركيا أمام عشرات آلاف المرتزقة من كل العالم للدخول إلى سورية كما أقام لهم معسكرات تدريب على أراضيه وغرف عمليات لقيادتهم ولا يزال يرسل لهم الأسلحة والأموال عبر الحدود بواسطة الشاحنات التابعة لجهاز مخابراته.
رويترز – روسيا اليوم – تاس

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن