سورية

هنغاريا تستخدم أساليب نفسية على حدودها بهدف منع اللاجئين من العبور … اللاجئون السوريون… بين قصص الموت ونجومية النجاح

| وكالات

يستمر السوريون في حبك قصص المواجهة بين الموت وإرادة الحياة، ففي حين يغيب الموت في عرض البحر بعضهم يرقى نجاح البعض الآخر بهم ليصبحوا نجوماً في دول اللجوء يروي الإعلام قصصهم، فمن قصة جثتي طفلتين سوريتين انتشلتا من البحر المتوسط إلى طفل لاجئ أصبح خلال أشهر مترجما للغة الألمانية.
في سياق متصل، كشفت صحيفة «سيدني مورننغ هيريلد» الهنغارية، أن الحكومة الهنغارية سمحت باستخدام أساليب نفسية على حدودها بهدف منع اللاجئين من العبور.
وكشف الصليب الأحمر الإيطالي عن وجود جثتي طفلتين سوريتين لا يتجاوز عمرهما الـ8 أشهر والـ5 سنوات، كانتا بين جثث المهاجرين الخمس التي انتشلت من البحر المتوسط إثر انقلاب قارب خشبي صغير، غرق على نحو 22 كيلومتراً بحريًّا قبالة السواحل الليبية.
وذكرت المنظمة الإنسانية على لسان رئيس فرعها الإيطالي فرانشيسكو روكّا، وفق ما نقلت شبكة «الدرر الشامية» الإخبارية المعارضة، أن «هناك حاجة ملحّة لإيصال المساعدات الإنسانية لجميع المهاجرين خلال رحلتهم، وطرق آمنة وقانونية لوصولهم، لتجنُّب المزيد من المآسي».
ووفقًا للناجين الـ21 من الحادث، والذين تم إنقاذهم من منظمة (برواكتيفا أوبن آرمز) الإسبانية، فقد «كان هناك 27 شخصاً على متن القارب قبل انقلابه، وبقي 6 منهم في البحر»، وأن «مجموعة المهاجرين تألفت من 8 أسر سورية، كانت تسافر معاً في البحر المتوسط بحثًا عن السلام والاستقرار».
ومنذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، تشير التقديرات إلى أن 50 ألف طفل فقدوا حياتهم، ووفقًا لمفوضية حقوق اللاجئين، فإن الفترة بين كانون الثاني وحزيران 2016، شكَّل الأطفال 27% من مجمل المهاجرين الوافدين إلى أوروبا.
من جانب آخر، أخذت قصّة طفل سوري لجأ مؤخراً إلى ألمانيا حيّزاً كبيراً من اهتمام الصّحف الألمانية، لإتقانه اللّغة الألمانية بعد أشهر من تعلّمه لها، عقب لجوئه مع عائلته إلى ألمانيا مطلع هذا العام 2016، حيث انتقل من متعلّم للّغة الألمانية إلى مترجم لها، ليصبح المترجم الأصغر سناً في ألمانيا.
وحسب «كلنا شركاء»، فإن عمّار عبد المجيد القسوم ابن قرية كفرسجنة في ريف إدلب، وابن اثني عشر ربيعاً، لجأ مع عائلته إلى ألمانيا، إلى قرية لاستروب التّابعة لولاية نيدرساتشين، وبعد دخوله المدرسة في القرية الألمانية وتلقّيه دروساً في اللّغة الألمانية، أصبح يتقن اللّغة بنسبة 90 بالمئة، وأصبح المترجم الوحيد في المدرسة، إضافة إلى أنه يترجم في مركز لإيواء اللاجئين.
وقال والد الطفل «عمار»: «لقد تمكّن عمّار خلال فترة قصيرة جداً من إتقان اللّغة الألمانية، وأصبح في البداية المترجم الوحيد في مدرسة لاستروب، وبعد فترة انتقل للعمل مترجماً للكاريتاس في مركز لإيواء اللاجئين في ولاية نيدرساتشين الألمانية».
وكانت صحيفتا «دير شبيغل» و«غلوبينغ بوغ» من بين الصّحف الألمانية الرسمية وأشهرها التي نشرت قصة الطّفل السوري عمّار المترجم الأصغر للغة الألمانية من بين اللاجئين إلى ألمانيا.
دفعت ظروف الحرب في سورية آلاف السّوريين إلى النّزوح خارج سورية، فخرجت آلاف العائلات السّورية منذ بداية العام 2015، إلى دول غربية كثيرة، وكان القسم الأكبر من اللّاجئين استقر في ألمانيا، بسبب التّسهيلات الكبيرة التي كانت تقدّمها الحكومة الألمانية.
وقصّة عمار تتكرر لدى الكثير من السوريين الذين لجؤوا إلى بلاد الغرب والبلاد العربية، حيث كان الطلاب السوريون من المتفوقين في عدة مجالات، وحصلت قبل فترة طالبة سورية على أعلى درجة في كلّية الطّب في تركيا، وفي الإمارات العربية المتّحدة قبل فترة تفوقت طالبة على الطّلاب الإماراتيين أنفسهم في الجامعة التي كانت تدرس فيها.
في سياق متصل، كشفت صحيفة «سيدني مورننغ هيريلد» الهنغارية، وفق ما نقل موقع «كلنا شركاء» الالكتروني المعارض، أن الحكومة الهنغارية خضعت لمطالبات اليمين المتطرف، الذي كان يصر على عدم استضافة أي من اللاجئين السوريين أو من الجنسيات الأخرى، لتسمح باستخدام أساليب نفسية على حدودها بهدف منع اللاجئين من العبور.
وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة قبل أيام، أن اليمين المتطرف اعتمد سياسة نشر «فزاعات» بأشكال مخيفة ومريبة على طول السياج الحدودي لهنغاريا لمنع اللاجئين من الاقتراب من البلاد.
وحسبما جاء في التقرير أيضاً، فإن هذه الطريقة كانت «ناجعة» في إبعاد بعض اللاجئين عن الحدود لفترة، لكن لم تكن نافعة مع الجميع.
وحسب التقرير الذي نشر الصور للفزاعات فإن أحد المواطنين الهنغاريين غرد بهذه الصور على حسابه على تويتر، منوهاً إلى أن هذه الطريقة غير إنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن