سورية

معارضة الرياض تهاجم واشنطن والمجتمع الدولي وتحاول رفع سقف أمنياتها بمزاعم الكيميائي

يبدو أن «معارضة الرياض» وجدت نفسها منفردة في مواجهة الحكومة السورية بعد التقارب الروسي التركي الأخير وحديث أنقرة عن أن الرئيس بشار الأسد يمكن محاورته، فلجأت إلى رمي الاتهامات شرقاً وغرباً دون أدلة واضحة، قبل أسبوع من توجهها إلى لندن لعرض ما تبقى لها من «رؤية للحل السياسي» على مجموعة من الدول تحسب نفسها على «أصدقاء الشعب السوري» بات معظمها ينحاز للحكومة السورية، ولم يتبق لها من حليف سوى قطر والسعودية.
ورغم أن لا دليل حتى اليوم على إدانة الحكومة السورية باتهامات المعارضة وحلفائها السابقين بأن الجيش العربي السوري استخدم السلاح الكيميائي منذ ثلاث سنوات في غوطة دمشق الشرقية، إلا أن رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إلى محادثات جنيف أسعد الزعبي اتهم المجتمع الدولي «بالتواطؤ مع نظام (الرئيس) الأسد في ذكرى مجزرة الكيميائي بالغوطة الشرقية»، في إشارة إلى الاستدارات المتواصلة لحلفاء «معارضة الرياض» تجاه الحكومة السورية.
ورغم تأكيد الزعبي بحسب موقع «الدرر الشامية» المعارض أنهم زودوا الدول المعنية «بأماكن جديدة أخفى نظام الأسد فيها غاز السارين لكنهم لم يتحركوا بل أخبروه ليخفيها مجدداً» وفق زعمه متناسياً أن منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية ذاتها أعلنت في 23 حزيران من العام 2014 أن «سورية قامت بشحن آخر دفعة من مخزونها من السلاح الكيميائي الذي أعلنت عنه في السابق للتخلص منه خارج البلاد حسب الاتفاق الذي وافقت عليه دمشق العام الماضي».
وادعى الزعبي أن «المجتمع الدولي (قام) بإمهال نظام الأسد 3 شهور بعد مجزرة الكيميائي حتى يتمكن من إخفاء600 طن في جبال لبنان ومخابئ حزب اللـه».
الزعبي هاجم أيضاً الإعلام الأميركي والغربي واصفاً إياه بنقل «تصريحات كاذبة»، مضيفاً: إنها فقط من أجل «النفاق الإنساني وبأنها تخدير للشعب السوري الذي يعتبرهم شركاء إلى جانب (الرئيس) الأسد وروسيا في قتله». وتابع: «وبمناسبة ذكرى الكيميائي بكل وقاحة تطل علينا روسيا وأميركا وتطالبان ببقاء (الرئيس) بشار الأسد بدلًا من محاكمته».
ويبدو أن موقف الزعبي المتوتر جاء بعد الجدل الذي أثارته التسريبات بشأن مجريات اللقاء الذي انعقد الأسبوع الماضي بين المبعوث الأميركي الخاص لسورية مايكل راتني ووفد من «الائتلاف» المعارض برئاسة أنس العبدة، وكذلك لقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالمعارض «معاذ الخطيب» دون سواه من رموز «معارضة الرياض».
ووصفت الأنباء المسربة عن الاجتماع بأنه كان «ساخناً جداً»، مبينةً أن راتني أبلغ الائتلاف «ثلاث رسائل»، ركزت الأولى على «ضرورة أن يتصل الائتلاف بالروس لأنهم يمتلكون قسماً كبيراً من مفاتيح الحل»، على حين طالبتهم الثانية بالاتصال مع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم. أما الرسالة الثالثة فهي أن «واشنطن ليست لها مصلحة كما الائتلاف، أن تتصدر «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) الواجهة الميدانية أو السياسية أو الإعلامية» في معركة حلب. ولفت راتني إلى وجود فارق بين الأميركيين والروس فيما يتعلق بسورية، يتمثل في استعداد روسيا «لعمل أي شيء يخدم النظام السوري»، وأضاف: «أمّا نحن فلن نفعل معكم (المعارضة السورية) ذات الشيء».
وشملت مواقف الزعبي السخرية من موقف مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا قائلاً أنه «ما زال يتحرى قصف حلب بالكلور» زاعماً أن الرئيس الأسد «استخدم الكلور 10 مرات بعدها وعاد يقصف بالنابالم ريثما ينتهي دي ميستورا من التأكد»، رغم أن ما قيل عن قصف بالسارين في حلب أدى لإصابة أربعة أشخاص ومن المعروف أن السارين غاز يصيب العشرات في المناطق التي يتم استخدامه فيها ما يعني زيف ادعاءات الزعبي..
كما يمكن اعتبار أن الزعبي صعد في المواقف تمهيداً لسفر «العليا للمفاوضات» إلى لندن الشهر المقبل، بعدما أكدت وزارة الخارجية البريطانية أول أمس أنها ستستضيف «العليا للمفاوضات»، «لمناقشة الحل السياسي في سورية» في السابع من أيلول المقبل، رغم أن معارضة الرياض كانت أعلنت في وقت سابق الأسبوع الماضي أنها ستعرض «رؤيتها للحل السياسي» خلال اجتماع لمجموعة أصدقاء سورية في لندن نهاية الشهر الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن