من دفتر الوطن

قصاصات من أوراقي!

| عصام داري 

أخطف اليوم وريقات كنت على مدى أعوام أخربش عليها ألحاني الفوضوية، وكلماتي الماجنة حيناً، والرزينة أحياناً، لكنها في كل ما فيها من فوضى وفرح وحزن وحب وغضب واحتجاجات هي أنا، بتقلباتي ومزاجيتي اللعينة، ورغبتي في الخروج من المألوف، إلى المتمرد، والراغب في عالم الحرية المصلوبة.

معزوفة صباحية
معزوفة الصباح حائرة بين الصبا والبيات، بين حزن بحجم وطن، وطرب بحجم حلم، لكن الصباح يأتي وحيداً، لا ينتظر دعوتنا له، أو تصنيف الألحان والمقامات، كل يغني على وطنه وليس على ليلاه، وعلى مواويل بقايا ليلة سكر فيها القمر، وداخت الأرواح، وهربت الدمعات لعل شعاعات الصباح الجديد تحمل أملاً في زمن اليأس.

التأمل
لم تعد تكفينا لحظة تأمل لنقرأ ما جرى لنا عبر سنوات الجمر والضياع، أصبحنا بحاجة إلى دهور من التأمل والغوص في الأعماق كي نكفّر عن أخطائنا التي اقترفناها، عندها قد نجد ساعة هاربة من الزمن نمضيها في سعادة حقيقية لم تمر سابقاً في تاريخنا الذي تحده من الشمال الأحزان، ومن الشرق البؤس، ومن الغرب الفوضى والجريمة والرذيلة، ومن الجنوب الفقر، ستأتي تلك الساعة الفرحة لا محالة، لكن توقيت سفرها إلى عالمنا في عالم الغيب، وعلينا الانتظار.

لحظة حرية
أتوق إلى لحظة حرية في عالمي الذي يعدُّ الحريات رجساً من عمل الشياطين والأبالسة، لحظة حرية واحدة تعادل حياة كاملة، تختزل إنساناً، ترسم حدود الكوكب، تؤهلنا كي نمتلك هويتنا نحن، وليس هويات فرضت علينا من المهد إلى اللحد، لحظة الحرية تعني الصدق المطلق، من يجرؤ على الصدق في زمن الخيانة والغدر والأكاذيب؟ من يستطيع أن يمارس عبادة الصدق؟
فضيلة التواضع

تأتينا شمس نهار جديد معلنة حالة ضعفنا الإنساني أمام عظمة وسعة الكون وتناثر المجرات، ليتنا نمعن النظر فيما حولنا، في «وسع السما» ورحابة الفضاء، فلربما تذكرنا فضيلة التواضع، لكن حالات إنسانية تعطينا الانطباع بأن «وسع السما» يأتي من ابتسامة صباحية رقيقة، وأن رحابة الكون هي امتداد لوجه صبية رسمته ريشة الخالق بلا رتوش ولا منكهات ولا ماكياجات تحمل في جوفها السموم وتخلف التشوهات.

ابتسامة
مع شمس النهار تشرق شموس أرضية تعطي الحياة نكهة خاصة، ويصبح لها معنى ومبرر كي نتمسك بالحياة الدنيا وحلاوتها، وعلى جمال لا حدود له، وابتسامة ترسم حدود الفصل والتماس بين الحقيقة والخيال.

الكتابة بالألوان
أكتب بالرمادي.. سأحاول الخروج قليلاً من موجة السواد التي غزت القلب والنفس ولونت كتاباتي لفترات طويلة ومتقطعة، وبصدق لا أتقن سواه، كانت الكتابات السوداء تثقل كاهلي وتتعبني وتعكر مزاجي، فرأيت أن أنتقل من الأسود الحالك، إلى الرمادي المائل إلى الزرقة، فقد أنتشل نفسي من البؤس، وأعود للكتابة بألوان الطيف، فتعالوا معي إلى رحلة رمادية تأخذنا إلى عالم الألوان ونسيان الأحزان، فعلى الرغم من الوجع الساكن فينا منذ دهور«ايه في أمل» كما غنت فيروز وكتب ولحن زياد.

ينبوع الحب
أنا موجود، صحيح أنني مكبل وتتنازعني الشكوك والكآبة والحزن والفرح.. لكن من رحم الحزن والأغلال قد ينبع تيار الحب.
نقطة. وقد نلتقي بعد أسبوع!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن