سورية

بوغدانوف استقرأ موقف الرياض من عقد جولة جديدة من محادثات جنيف … السيسي يشدد على نزع سلاح الميليشيات والجماعات المتطرفة في سورية وتفعيل مؤسسات الدولة

| الوطن – وكالات

استبشر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خيراً من التطورات الأخيرة المحيطة بالأزمة السورية، وطرح محددات الموقف المصري لحلها، وتصدر تلك المحددات «احترام إرادة الشعب السوري»، و«نزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة»، و«تفعيل مؤسسات الدولة».
في الأثناء، أجرى مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف محادثات في جدة مع مسؤولين سعوديين، بهدف استقراء موقفهم من عقد جولة جديدة من محادثات جنيف، خصوصاً أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة تتخذ من الرياض مقراً لها. وحسب مراقبين، فإنه ومع نشاط الحركة الدبلوماسية بين روسيا وإيران وتركيا لوضع أسس تسوية الأزمة السورية، وجد الرئيس المصري أن الوقت مناسب لتحرك مصري يعكس مصالح الطرف العربي وثقله في المنطقة.
وخلال حوار صحفي أجراه مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية المصرية «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية»، شدد السيسي على أن مصر تسهم بقوة في الوصول إلى تسويات في سورية واليمن وليبيا من منطلق الحرص على الأمن القومي المصري والعربي، لافتاً إلى أن سياسات بلاده تقوم على مبادئ أساسية هي: عدم التدخل في شؤون الآخرين، ودعم إرادة الشعوب، والحلول السلمية.
وأوضح أن الموقف المصري تجاه الأزمة السورية «يتأسس على 5 محددات رئيسة هي: احترام إرادة الشعب السوري، وإيجاد حلّ سلمي للأزمة، والحفاظ على وحدة الأرض السورية، ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، وإعادة إعمار سورية وتفعيل مؤسسات الدولة».
وأضاف: إن «التفاهمات الأميركية الروسية ومرونة الأطراف الإقليمية التي لها مصالح مباشرة في سورية يمكن أن تؤدي إلى مخرج» للأزمة السورية، ولكن «هذا يحتاج إلى وقت». ولم يسم الأطراف الإقليمية التي أبدت مرونة مستجدة إلا أنه من الواضح أن الرئيس المصري كان يشير إلى تركيا.
وكانت تركيا، الجارة الشمالية لسورية والتي تعد طرفاً إقليمياً رئيسياً معنياً بالأحداث في هذا البلد، أبدت مطلع الأسبوع الجاري رغبتها في الاضطلاع بدور أكبر في هذه الأزمة. واعتبرت الحكومة التركية أن الرئيس بشار الأسد هو أحد الفاعلين الرئيسيين في الوقت الراهن.
وتدعم تركيا الميليشيات المقاتلة السورية وتشارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، وتضع في تصرفه قاعدة إنجرليك العسكرية (جنوب) لتوجيه ضربات إلى الجهاديين وكانت تطالب حتى وقت قريب برحيل الرئيس الأسد.
لكن أنقرة تصالحت مع روسيا وسرعت اتصالاتها مع إيران مع تبادل زيارات وزيري الخارجية إلى أنقرة وطهران خلال أسبوع واحد. ويتوقع أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طهران من أجل الاجتماع مع نظيره الإيراني حسن روحاني، وذلك بعد نحو أسبوعين من زيارته إلى سانت بطرسبورغ ولقائه الزعيم الروسي فلاديمير بوتين.
من جانب آخر، اتفقت موسكو وواشنطن في تموز بعد زيارة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى العاصمة الروسية على مزيد من التعاون في سورية بغية محاربة الجهاديين ووقف القتال.
وبالترافق مع تصريحات السيسي، أجرى مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف محادثات في جدة مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير.
ووفق مراقبين تحدثوا لـ«الوطن» فإن مباحثات بوغدانوف في جدة ترمي إلى تلمس احتمالات عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف السورية، لأن موسكو حريصة على استمرار هذه المفاوضات وعقد جولة جديدة حتى لو كان سقف ما سيتمخض عنها متدنياً.
وأشارت المصادر إلى أن موسكو ضمنت مشاركة الحكومة السورية في الجولة المقبلة مع إعلان دمشق استعدادها للمشاركة وكذلك ضمنت مشاركة تيارات معارضة أخرى من قبيل مجموعة حميميم ومنصتي موسكو والقاهرة، لكن المشكلة تبقى في «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة التي تتخذ من الرياض مقراً لها والتي «ما زالت تطرح الشروط المسبقة» للمشاركة، لافتة إلى أن موسكو «تجد أزمة في التعامل مع الهيئة العليا للمفاوضات».
ورأت المصادر أن محادثات المسؤول الروسي مع المسؤولين السعوديين يراد منها «استقراء الموقف» من عقد جولة جديدة من المفاوضات، والتي انتهت الثالثة منها في أواخر نيسان الماضي وعلقت خلالها «العليا للمفاوضات» مشاركتها فيها.
ومؤخراً أفاد مصدر دبلوماسي أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا ينوي عقد اجتماع مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف الأسبوع المقبل بهدف تحريك العملية السلمية في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن