سورية

ميليشيات مقربة من السعودية تتهم الأردن بإغلاق معابره أمام جرحاها … سباق بين اندماج «فتح الشام» مع فصائل الشمال واكتمال الاتفاق الروسي الأميركي

تسابق «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) وبقية المجموعات المتحالفة معها ضمن ما يعرف بـ«جيش الفتح» في الشمال الغربي من سورية، الزمن من أجل إرساء هيكيلة جديدة تحميهم من الاتفاق الروسي الأميركي الذي بات على الأبواب.
يأتي ذلك في حين انشقت عدة قيادات بارزة عن «فتح الشام» اعتراضاً على فك الارتباط عن القاعدة، والذي كان قد أعلنه زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني قبل نحو شهر. فك الارتباط جاء بعد أسبوعين من توصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى اتفاق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يتضمن إنشاء مركز أميركي روسي في العاصمة الأردنية عمان، بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق العمليات ضد تنظيم داعش و«النصرة». ولم يعلن عن فحوى الاجتماع بشكل كامل. وتجري في الوقت الحاضر مفاوضات بين الخبراء الروس والأميركيين في كل من عمان وجنيف من أجل وضع اللمسات الأخيرة عليه.
وبعد تسريبات لمواقع معارضة حول قرب اندماج كبريات الميليشيات المسلحة خلال الأيام القليلة المقبلة، أكد الناطق باسم «حركة أحرار الشام الإسلامية» المدعو أبو يوسف المهاجر، بحسب فيديو على موقع «يوتوب» انعقاد «جلسات تحضيرية» بين كبرى المليشيات على الأرض السورية بغرض دراسة «مشاريع اندماج» في جسم عسكري واحد. ومن بين هذه الميليشيات «أحرار الشام» و«فتح الشام»، التي تعمل على «الاندماج بجسم عسكري واحد».
ووصف المهاجر في تصريح لوكالة «سمارت» المعارضة الاندماج بـ«الخطوة الفعالة» و«السبيل الوحيد» لاتقاء الحملة العسكرية من قبل النظام وإيران وروسيا والصين.
وسبق للمفتي العام لـ«جيش الفتح» السعودي عبد اللـه المحسيني أن أعلن عزمه «مبايعة جسم جديد» سينبثق خلال الأيام المقبلة من دون أن يفصح عن اسمه أو يقدم أي تفاصيل. وأكد أنه لن يدعو لمبايعة «أحرار الشام» أو «فتح الشام»، بل سيبايع جسماً جديداً «يقوم على الشورى وينقذ الساحة (الجهادية) قبل غرقها في بحر التفرق والنزاع».
كما أعلن أحد قادة «أحرار الشام» أبو عبد اللـه تفتناز «انتهاء حكم أمراء الطوائف إلى غير رجعة»، مؤكداً أن «جيشاً واحداً» سيتشكل من «أغلب فصائل الشام»، وأنه سيكون تحت إمرة «أمير واحد».
واعتبر تفتناز في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «الثورة» ستشهد مرحلة جديدة هي مرحلة حروب الجيوش النظامية، معتبراً أن مطايا كثير من الدول ستختفي قريباً مثل «وحدات حماية الشعب» و«حزب العمال الكردستاني» و«الموك»، في إشارة إلى غرفتي التنسيق العسكري التابعة لواشنطن وحلفائها والموجودتين في تركيا والأردن.
وتحدث عن قرب «عزل» العديد من قيادات الميليشيات «ممن كان حجر عثرة في طريق الاندماج»، من دون أن يسميهم.
وتحفظت مصادر معارضة عن الحديث عن «أي معلومة ولو كانت بسيطة» عن المشاوات والحوارات الجارية بين قادة الميليشيات المسلحة وبررت تحفظها بالخوف من «فشل كل شيء». ونبه المحيسني إلى أن الاندماج يجب أن يكون بين «كافة المسلمين» لا بين «الإسلاميين» فقط. وقال «الوحدة يجب أن تكون بين (ميليشيا) الجيش الحر والفصائل الإسلامية»، في ذات السياق نقل موقع «عربي 21» عن مصادر معارضة لم يسمها، أن الاندماج يشمل «أحرار الشام، وجبهة فتح الشام، وأجناد الشام، ولواء الحق، وجيش العزة، وحركة نور الدين زنكي»، والمجموعات الثلاث الأخيرة تتبع لميليشيا «الجيش الحر».
وعلى خط منفصل، وبعد أيام من إعلان أبو همام الشامي تركه «فتح الشام» لفك ارتباطها عن القاعدة، أعلن كل من إياد الطوباسي (أردني الجنسية) الملقب بـ«أبي جليبيب الأردني»، وبلال خريسات الملقب بـ«أبي خديجة الأردني»، تركهما الجبهة بعد أربع سنوات من العمل فيها.
وقال «مزمجر الشام» في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «(الداعية السلفي المتشدد) أبو محمد المقدسي يسعى لإقناع أبي جليبيب وأبي خديجة بالعدول عن قرار تركهما التنظيم». وأكد أبو جليبيب رفضه القاطع والتام لفك الارتباط بالقاعدة، مبيناً أن ما دفعه إلى ترك التنظيم وجلاء موقفه منه هو «ظهور المشاريع الجديدة والتسارع فيها»، من دون أن يحدد طبيعة تلك المشاريع.
في سياق منفصل، تتهم ميليشيات معروفة بقربها من السعودية الأردن بإغلاق معابره أمام جرحاها وجرحى المدنيين. ويبدو أن قرب التوصل إلى اتفاق على تأسيس مركز معلومات أميركي روسي في عمان، إضافة إلى تفجير الركبان الإرهابي، هو ما دفع الأردن إلى إغلاق الحدود أمام تدفق السلاح والأشخاص.
وتريد السعودية المحافظة على دور في الأزمة السورية انطلاقاً من درعا خوفاً من أن يؤدي التقارب الروسي الإيراني التركي إلى إغلاق طريق إمداد المسلحين عبر الأراضي التركية.
جاء ذلك وسط شكوى ميليشيات من وطأة غرفة «الموك» والمخابرات الأردنية عليها ومنعها لأشهر من فتح أي معركة في درعا. وبرز تحرك للخروج من هذا الوضع مع إعلان 21 مجموعة مسلحة في حوران عن تشكيل تنظيم «شباب السنة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن