مقتل قائد مجلس المدينة العسكري بعد ساعات من تشكيله … المدفعية التركية تمهد لاقتحام المسلحين جرابلس
| وكالات
جددت المدفعية التركية أمس قصفها لمواقع تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية شمالي سورية وذلك في بلدة جرابلس بريف حلب الشمالي، في وقت يستعد فيه المئات من مقاتلي الميليشيات المسلحة المدعومة من أنقرة في الجانب التركي لشن هجوم على التنظيم في البلدة الحدودية، على حين قتل مجهولون قائد «المجلس العسكري لمدينة جرابلس» عبد الستار الجادر، بعد أربع ساعات من تشكيله.
ونقلت محطة (إن. تي. في) عن القوات المسلحة التركية قولها: إن ثلاث قذائف صاروخية أطلقت من ناحية سورية سقطت في بلدة كلس التركية الحدودية وإن الجيش رد بإطلاق النار. ولم يتضح على الفور إن كان هناك ضحايا.
وفي وقت سابق من يوم أمس، نقلت المحطة عن الجيش التركي أنه قصف مواقع لتنظيم داعش في شمال سورية رداً على إطلاق قذيفتي مورتر من سورية على بلدة تركية حدودية. وأضافت المحطة: إن الجيش أطلق 40 قذيفة على أربعة أهداف لداعش في سورية.
من جانبها، ذكرت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء أن قذيفتي المورتر سقطتا على بلدة قرقميش لكن لم تحدث إصابات ويبدو أنهما أطلقتا خلال اشتباكات بين مقاتلين سوريين وعناصر داعش في شمال سورية. وتقع قرقميش قرب بلدة جرابلس شمال حلب التي تستعد ميليشيات مسلحة مدعومة من تركيا لمهاجمتها لانتزاعها من قبضة التنظيم المتشدد، وفقاً لتصريحات قيادي بارز في تلك الميليشيات في خطوة من شأنها أن تبدد آمال الأكراد في التوسع في المنطقة.
أمس الأول قصفت المدفعية التركية مواقع داعش في جرابلس بالتزامن مع هجمات مماثلة على مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة قرب مدينة منبج.
وذكر نشطاء أكراد أن هجوم المدفعية التركية جاء في الوقت الذي حاول فيه تنظيم داعش شن هجوم جديد على مواقع الأكراد في شمال مدينة منبج، وأضافوا: إن الاشتباكات استمرت مساء الإثنين لمدة قرابة 4 ساعات.
كما اتهمت وكالة «هوار» الكردية، وفق ما نقلت «روسيا اليوم» الميليشيات المسلحة بقصف حي الشيخ مقصود في حلب ذي الأغلبية الكردية، بقذائف الهاون وقذائف يدوية الصنع، تسببت في إلحاق أضرار مادية. كما ذكرت الوكالة أن مسلحي داعش خطفوا 142 شخصاً من قرى كردية في ريف حلب.
وحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، يأتي هذا القصف على حين يحتشد المئات من عناصر الميليشيات المسلحة المدعومة من أنقرة على الجانب التركي من الحدود تحضيراً لهجوم يهدف إلى طرد داعش من جرابلس، آخر المعابر الواقعة تحت سيطرة التنظيم في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وقال مسؤول تركي: إن هذه العملية ناجمة عن رغبة تركيا في منع القوات الكردية من أن تتمكن من السيطرة على البلدة ومن أجل فتح ممر لـ«المسلحين المعتدلين».
وتعتبر تركيا تنظيم داعش والوحدات الكردية، منظمات إرهابية وتحاربها وهي بذلك على خلاف مع حليفها الأميركي حول الأكراد، حلفاء واشنطن في الحملة على داعش في سورية.
وبعد أربع ساعات فقط من إعلان الميليشيات المنضوية في تحالف «قوات سورية الديمقراطية» تشكيل «المجلس العسكري لمدينة جرابلس»، قتل مجهولون مساء الإثنين «القائد العام للمجلس» عبد الستار الجادر، أثناء وجوده في قرية تتبع عين العرب بريف حلب.
وجاء مقتل الجادر، وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة، في ظروف غامضة، حيث تم استهدافه برصاصة قناص في قرية البياضية، حيث تعرض لإصابة خطرة أسعف على إثرها إلى مستشفىً قريب، ولم تفلح محاولات الأطباء بإنقاذ حياته.
وأكد الناطق الإعلامي لـ«كتيبة أحرار جرابلس» المنضوية في المجلس أرمانج جرابلس، «مقتل القائد العام لمجلس جرابلس العسكري»، وأكد أنهم بصدد إصدار بيان رسمي بهذا الخصوص.
ووجه الناطق الإعلامي ومصادر إعلامية مقربة من «الديمقراطية» أصابع الاتهام للمخابرات التركية بالوقوف وراء الحادثة، ونوه أيضاً بأنهم ألقوا القبض على بعض المشتبه فيهم ولا تزال عمليات التحقيق جارية لمعرفة الفاعلين.
وأعلنت مجموعة من الميليشيات المسلحة الإثنين عن تشكيل «مجلس جرابلس العسكري» وذلك عبر بيان أكدت خلاله أنها «ستحمي أبناء منطقة جرابلس وفق القوانين الدولية ولن تقبل بتدخل أحد». وتوعَّد «الجادر» في بيان مصور وفق ما نقلت شبكة «الدرر الشامية» الإخبارية المعارضة، تركيا، مهدداً بأنهم سيعتبرونها احتلالاً، وسيقاومونها.
وتناقلت مصادر ميدانية روايتين مختلفتين حول مقتل الجادر، ورجَّحت الأولى أن جهاز الأمن القومي التركي مَن قام بالعملية، على حين أشارت الثانية إلى أن أحد عناصر المجلس العسكري قام بقتله، نتيجة خلاف شخصي داخل مدينة عين العرب.