داعش يسلم جرابلس إلى تركيا.. وحكومة أردوغان تتحدث عن «قرار الشعب السوري» وقواتها تتوغل … دمشق: أي حرب على الإرهاب في سورية يجب تنسيقها مع جيشنا
| الوطن – وكالات
دون أي معارك وفي سرعة فائقة، أعلنت عدة ميليشيات مسلحة بعد ظهر أمس سيطرتها على مدينة جرابلس، الحدودية مع تركيا، التي انسحب منها مقاتلو داعش بهدوء منذ نحو الأسبوع ليسلموها إلى تركيا التي توغل جيشها داخل الأراضي السورية تحت مسمى «حماية الحدود».
وبينما دعت موسكو الأتراك إلى التنسيق مع دمشق، أكدت الخارجية السورية أن أي حرب على الإرهاب فوق الأراضي السورية يجب أن تكون بالتنسيق مع الجيش السوري.
وأعلن الرئيس التركي في مؤتمر صحفي صباح أمس إطلاق عملية «درع الفرات» شمال سورية وتستهدف إزالة المخاطر الناجمة عن تنظيم داعش وحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي قائلاً: إن العملية هدفها وضع حد للهجمات على تركيا، وأن لا نوايا أخرى لديه سوى مساعدة الشعب السوري، وبدا لافتا أن أردوغان هذه المرة لم يتحدث عن الرئيس بشار الأسد كما اعتاد في خطاباته السابقة.
وفي استدارة لافتة لحكومة أردوغان قال نائب رئيس الوزراء نعمان قورطولموش: «دعوا الشعب السوري يقرر من يحكمه لا دول الجوار أو غيرها»، وهذا ثاني تصريح للمسؤول التركي خلال أسبوع يشير إلى «قرار الشعب السوري» بعد خمس سنوات من الحرب على سورية وإنفاق مليارات من الدولارات «لإسقاط النظام السوري» وتسليم سلطتها لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها أردوغان ويدعمها.
ويشكل التنظيم الإخواني أغلبية الميليشيات التي أعلنت السيطرة على مدينة جرابلس أمس، ولاسيما أن «الائتلاف» المعارض رحب في بيان له «بالدعم الذي تقدمه تركيا والتحالف الدولي للعملية العسكرية في جرابلس».
وأدانت دمشق التوغل التركي في الأراضي السورية، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين: إن «محاربة الإرهاب ليست في طرد داعش وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا». واعتبر أن ما يجري في جرابلس الآن «ليس محاربة للإرهاب كما تزعم تركيا بل هو إحلال لإرهاب آخر مكانه»، مطالباً بـ«إنهاء هذا العدوان».
واعتبر المصدر في بيان بثته وكالة «سانا»: أن الجمهورية العربية السورية إذ تؤكد أن محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري الذي يخوض هذه المعارك منذ أكثر من خمس سنوات، تدين في الوقت نفسه هذا الخرق السافر لسيادتها.
ومساء، قال قيادي في ميليشيا «فيلق الشام» طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات نقلتها «رويترز»: إن أغلب مقاتلي تنظيم داعش في جرابلس انسحبوا وسلم بعضهم نفسه.
في غضون ذلك اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن الوضع على الحدود التركية السورية «يثير القلق» مع «احتمال استمرار تدهور الوضع في منطقة النزاع، بما في ذلك احتمال سقوط ضحايا بين المدنيين وتصعيد الخلافات العرقية بين الأكراد والعرب».
سبق ذلك بساعات دعوة مصدر في الخارجية الروسية أنقرة إلى تنسيق جهودها مع دمشق بعدما اعتبر أن جهود محاربة الإرهاب على الحدود السورية التركية تكتسب في المرحلة الراهنة أهمية أكبر من أي وقت مضى.
وبدا لافتاً أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أمس أن طائرات التحالف الدولي شاركت في عملية «درع الفرات» بثماني غارات.
وبينما رحب البيت الأبيض بالعملية أعلنت الخارجية الألمانية دعمها لها، بدورها نقلت «رويترز» عن مسؤول تركي أن بلاده ستواصل عملياتها في سورية لحين تحييد التهديدات الوشيكة المحدقة بأمنها القومي»، معتبراً أن الهدف من العملية «وقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل دائم، وقطع خطوط الإمداد إلى الجماعات المتشددة».