رياضة

العرب والأولمبياد

| محمود قرقورا 

طُويت صفحة أولمبياد البرازيل بحضور عربي هو الأفضل من حيث النوع بتاريخ المشاركات العربية الأولمبية، إذ حصد الرياضيون العرب ست عشرة ميدالية بواقع ثلاث ذهبيات وأربع فضيات وتسع برونزيات وهو رقم قياسي يفوق الرقم السابق البالغ أربع عشرة ميدالية عام 2000 في سيدني.
الرقم إجمالاً لا يتناسب مع الآمال المعقودة ومع ذلك كان ممكناً أن يكون أقل لولا التجنيس الذي بدا أصحابه يقطفون ثماره، فالتجربة ما كان لها أن تدخل تاريخ الذهب الأولمبي لولا التجنيس على سبيل المثال.
العرب شاركوا بخمسمئة وسبعة رياضيين ينتمون لجميع الدول العربية، أكثرهم من مصر بمئة وعشرين رياضياً والأقل الصومال وموريتانيا برياضيين فقط شاركا بألعاب القوى.
تسع دول عربية ارتقى اسمها بين الفائزين بإحدى الميداليات وهي البحرين والكويت والأردن والجزائر وقطر ومصر وتونس والمغرب والإمارات وأربع عشرة لم تفز بأي ميدالية منها سورية، ومع ذلك ما زلنا نتصدر قائمة الدول الآسيوية العربية إلى جوار البحرين التي عادلتنا بذهبية وفضية وبرونزية، والصدارة العربية لمصر بتسع وعشرين ميدالية منها سبع ذهبيات ثم المغرب بثلاث وعشرين منها ست ذهبيات، وحتى اللحظة هناك سبع دول عربية لم تفز بأي ميدالية أولمبية وهي ليبيا وموريتانيا والصومال وجزر القمر واليمن وعمان وفلسطين.
مع إضافة الميداليات الست عشرة يصبح عدد ميداليات العرب 111 ميداليات بواقع 27 ذهبية ومثلها فضية و57 برونزية.
أما مسألة التجنيس فتختلف النظرة إليها، لكن من وجهة نظرنا أضحى واقعاً لا مفر منه، ونعتقد أنه احتراف جديد فالسبب الجوهري لقبول التجنيس السعي للمكاسب المادية وهو نوع من أنواع الاحتراف إن صح التعبير ويعود بالفائدة على الطرفين، فاللاعب تمتلئ جيوبه بالمال الذي هو العصب الأساسي لأي رياضة، والدولة تقطف الثمار بأن تنضم لركب الكبار بفضل هؤلاء المجنسين، تماماً كما يحدث مع الأندية الكبيرة في رحاب كرة القدم عندما تتعاقد مع أفضل اللاعبين العالميين وأكثرهم شهرة، وصحيح أن عديد الدول لا تنهج نحو التجنيس بل تعتبره من الكبائر ولها المبررات ومنها نحن لكنه أضحى واقعاً مفروضاً وتكفي الإشارة إلى أن أحد الأسباب المباشرة لتراجعنا السلوي مقارنة مع الآخرين على صعيد المنتخبات أن غيرنا وجد في التجنيس ضالته فصنع الفارق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن