شؤون محلية

محافظ طرطوس يهاجم مجلس مدينتها: خافوا اللـه… من يتاجر بدم الشهداء لإقامة ثروات فهو خصمي ليوم الدين

| طرطوس- الوطن

الكلام الموضوعي الشفاف الذي تحدث به محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى خلال استضافته في منبر الصحفيين الشهري فيما يخص مجلس مدينة طرطوس وأداء رئيسه وأعضائه يستحق الوقوف عنده وقراءة ما بين سطوره.
المحافظ وفي معرض ردّه على مداخلة لأحد أعضاء مجلس المدينة أكد أن الصوت قد يعلو ولكن زعلاً على طرطوس وحرصاً عليها.. وبنبرة حادة تحمل الكثير من الإشارات أوضح أن مجلس المدينة مسؤول عن المخطط التنظيمي وليس المحافظة وأنتم ورئيس المجلس لا تقومون بواجبكم وهذه ليست مسؤولية المحافظ أو المكتب التنفيذي للمحافظة.. وإذا كان المطلوب فتح تحقيق فهذه مسؤوليتك أنت ومجلس المدينة.. فعندما أجلس أنا في بيتي المطلوب أن يأتي غيري ليعمل.. وإذا لم يكن لديكم إرادة العمل فتنحوا جانباً واتركوا أصحاب الشهادات والسلوك الحسن يقودوا المدينة فأنا لا أستطيع أن أعمل عملكم.
وبكثير من الحرص كشف المحافظ عن وجعه قائلاً: «لم يمرق ع راسي مثلكم»..
«والأنكى من ذلك هناك من سمعكم ويسمعكم ويدافع عنكم ليل نهار، هل معقول أن تدافع عن المخالفة والأبراج.. وكل شيء!!».. وأضاف مخاطباً رئيس وأعضاء مجلس المدينة: «خافوا اللـه.. من يتاجر بدم الشهداء لإقامة ثروات هو خصمي ليوم الدين ومن يغطِّ على تجار المخالفات الذين يقومون بالأبراج فهو شريك لهم وهذا الملف هو ملف فساد بامتياز.. تحت مسمى (أسرة شهيد) يريدون إقامة أبراج تباع بمئات الملايين..!!».
وتابع: «خافوا من اللـه.. طرطوس أمانة في أعناقكم وتريدون إقامة حزام (مخيم يرموك ثانٍ) على خاصرة طرطوس.. أنتم لا تقومون بواجبكم ومن لا يقدر على حمل الأمانة يجب أن يمشي.. لماذا ليس لدينا مشاكل في القدموس أو بانياس أو الدريكيش.. فقط المشاكل في مجلس مدينة طرطوس..؟!!»
«فلا نظافة.. ولا موارد رغم استثمارات حدائقكم وندعمكم بالمال كل يوم.. ومخالفاتكم في كل مكان.. ترى هل المواطن الفقير يستطيع إقامة بناء من مئة عمود..!!».
وبكثير من الوضوح عبّر المحافظ عن خشيته من إقامة استثمارات للمجلس فوق سطوح منازل المواطنين..!!
وبيّن المحافظ أنه حين يتم تكليف الجهات المعنية بمؤازرة المدينة لقمع المخالفات يذهبون لغرفة أو مطبخ ويقومون بهدمها وللأسف تكون لأسرة شهيد وبجوار هذه الغرفة بناء من أربع أو خمس طوابق مخالف بالكامل ولا يشاهدونه.. وهذا الأمر طبعاً يغضب المحافظ وكل إنسان يحب طرطوس، لأننا نتمنى أن تكون طرطوس مثلاً يحتذى به.. ولا نريد لطرطوس أن تكون محاصرة بزنار من المخالفات وأنا أستطيع أن أطنش فأنا ضيف هنا لشهر أو شهرين أو سنة ويمكن أن أقول لنفسي استفد كما يستفيد الشباب ولكن ذلك لا يعمر بلداً…!!
وختاماً أكد المحافظ بعد أن قدم شرحاً مستفيضاً عن كيفية نشوء منطقة المخالفات وتدخل أصحاب الأموال أن صوته يعلو لأنه يعلم خفايا الأمور وأنه ليس ضد أي أسرة تحتاج لشقة للسترة -كما قال- ولكن ممنوع استغلال اسم الشهيد وأسرته لتجارة مخربة قائلاً: «من تمتد يده على غرفة لأسرة شهيد سأقطعها أياً كان من يفعلها».
وختم المحافظ كلامه الحميمي الصريح قائلاً: «لست غيوراً على طرطوس أكثر منكم ولا أدعي ذلك ولكن أحاول أن أساعد البعض من أجل الحفاظ على طرطوس ونحن ننظر إلى طرطوس الواعدة التي ستكون لؤلؤة الشرق بحق وستكون المحافظة المتميزة اقتصادياً وتجارياً وعلمياً… نرجو من الجميع ألا يغلب مصلحته الخاصة على مصلحة طرطوس أم الشهداء».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن