سورية

وزير الدفاع زارها.. والمسلحون أطلقوا عدداً من عناصر الجيش … داريــــــا بـــلا ســـــــلاح ولا مسلحــــــين

| الوطن – وكالات

انتهى أمس تنفيذ اتفاق مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية بريف دمشق وباتت «خالية من السلاح والمسلحين»، تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة والأهالي إليها، وسط أنباء عن إطلاق المسلحين لعدد من عناصر الجيش العربي السوري كانوا مختطفين لديهم، ووصول دفعة من المسلحين وعائلاتهم، إلى مدينة إدلب في شمال غرب البلاد. وزار وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج المدينة ظهر أمس وهو أول مسؤول سوري يزورها بعد تطبيق الاتفاق.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن رئيس بلدية داريا مروان عبيد قوله: إن «المدينة أصبحت الآن خالية من المسلحين». وأكد عبيد وفق الوكالة، أنه «تم الانتهاء من مراحل اتفاق خروج المسلحين، الذي بدأ أمس (الجمعة). وأشار إلى أن المرحلة الثانية والأخيرة من الاتفاق تم الانتهاء منها بخروج 800 مسلح وعائلاتهم من داريا باتجاه محافظة إدلب.
وزار ظهر أمس وزير الدفاع مدينة داريا، بحسب «سبوتينك» التي ذكرت أن الفريج هو أول مسؤول سوري يزورها بعد تطبيق الاتفاق.
من جانبها ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أنه «انتهت بعد ظهر اليوم ( السبت) المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإخلاء مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية من السلاح والمسلحين تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة والأهالي إليها». وقالت: إنه «بانتهاء المرحلة الثانية من تطبيق الاتفاق تكون داريا أصبحت خالية تماماً من الإرهابيين وذلك بعد أن تم نقل آخر دفعة من المدنيين إلى مركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة إضافة إلى نقل من تبقى من المسلحين مع عائلاتهم إلى ريف إدلب». وأوضحت أن المسلحين قاموا بإحراق العديد من مقراتهم داخل المدينة بما فيها من حواسيب وأجهزة اتصال وكل ما يمكن أن يدل على جهات ارتباطهم الخارجية.
إلى ذلك قام محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم بجولة في بعض أحياء مدينة داريا اطلع خلالها على الوضع العام في المدينة، حيث أكد في تصريح للصحفيين أن المحافظة ستعمل على إرسال الفرق الهندسية إلى المدينة لدراسة وضع خطط لإعادة إعمار المدينة بمشاركة الأهالي.
ولفت المحافظ إلى أنه يتم نقل الأهالي من المدينة إلى مركز إقامة مؤقتة في قرية الحرجلة بمنطقة الكسوة يضم 724 شقة سكنية منها 300 جاهزة للسكن مباشرة ومزودة بجميع مستلزمات الإقامة.
وخلال متابعته وأمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي همام حيدر استقبال الأهالي في مركز الإقامة المؤقتة بالحرجلة أكد المحافظ أن اللجنة الفرعية للإغاثة في ريف دمشق قدمت جميع المستلزمات اللازمة للأهالي في مركز الحرجلة بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري إضافة إلى تقديم الرعاية الصحية والخدمات الأخرى اللازمة.
وأشار المحافظ إلى أن أهالي داريا المحاصرين منذ سنوات أصبحوا الآن تحت رعاية الدولة السورية مضيفاً «سيتم العمل خلال الفترة القادمة على إعادة تأهيل البنى التحتية الخدمية التي دمرها الإرهاب في المدينة وبالتدريج تمهيداً لعودة الأهالي إلى منازلهم».
بدوره نوه أمين فرع الحزب بالبطولات التي يسطرها بواسل الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب والجهود التي تبذلها الدولة لإعادة الأمن والأمان إلى المناطق التي حاصرتها ودمرتها قوى الإرهاب.
وشدد حيدر على أهمية استثمار مرسوم العفو رقم 15 لعام 2016 لتسوية أوضاع المتجاوزين وخاصة من حمل السلاح منهم وانخراطهم ضمن برنامج المصالحات الوطنية الهادف إلى إعادة الأمان إلى كامل تراب سورية.
من جانبه أكد رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية العميد سمير سليمان في تصريح للصحفيين أن ما قام به الجيش العربي السوري في داريا يأتي في إطار الإنجازات التي حققها ويحققها على الأرض في حربه على الإرهاب حيث تأتي أهمية هذا الإنجاز من خلال تحطيمه كل المرامي التي كانت التنظيمات الإرهابية تحاول أن تبلغها بتوجيه من أعداء الشعب السوري.
وأشار سليمان إلى أن هذا الإنجاز دليل جديد على قدرة وإرادة الجيش المصمم على دحر الإرهاب بالكامل وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من أرض سورية وعلى قدرة الشعب السوري المحب للحياة والقادر على تحقيق كل أهدافه.
وبين سليمان أن هذا الاتفاق الذي يتضمن بشكل أساسي إخراج المسلحين وتسوية أوضاع من يرغب منهم بالعودة إلى حضن الوطن وخروج من لا يرغب بتسوية وضعه مع أسرته إلى إدلب لم تتدخل فيه أي جهة إقليمية أو دولية وأنه جرى بسلاسة وسهولة حاملاً رسالة إلى كل سوري غرر به وحمل السلاح ضد الدولة بأهمية المصالحات وإمكانية تنفيذها في أي وقت وأي مكان.
وكانت بدأت صباح أمس المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإخلاء مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية من السلاح والمسلحين تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة والأهالي إليها.
وكان قائد ميداني أكد الجمعة في تصريح للصحفيين أن هناك عدداً من المسلحين طلبوا تسوية أوضاعهم وأن الحكومة السورية وافقت على تسوية أوضاع كل من يطلب ذلك وفق القوانين والأنظمة النافذة.
وتم أمس وأمس الأول إخراج جميع الأهالي من مدينة داريا ونقلهم إلى مركز إقامة مؤقتة في الحرجلة بينما تم نقل نحو 700 مسلح مع عائلاتهم إلى ريف إدلب بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة لوحدات الجيش والقوات المسلحة التي نفذت مؤخراً عمليات مكثفة على أوكار الإرهابيين ما أجبرهم على الاستسلام.
وتم الجمعة إخراج الدفعة الأولى من الأهالي إلى مركز الإقامة في الحرجلة وعدد من المسلحين حيث تم نقلهم بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى ريف إدلب. وحسب شهود عيان تحدثوا لـ«الوطن» فإنه تم الجمعة خروج عشرة باصات محملة بمسلحين وأهال.
وذكر مصادر مطلعة لـ«الوطن»، أن المسلحين «أطلقوا 9 عسكريين (من الجيش العربي السوري) كانوا مختطفين لديهم».
كذلك ذكر «المرصد»، أن سيارات إسعاف دخلت إلى مدينة داريا، تحضيراً لإخراج «نحو 20 أسيراً على الأقل لدى الفصائل في داريا»، معظمهم من عناصر قوات الجيش العربي السوري والمسلحين الموالين لها، إضافة لنقل جثث الشهداء من عناصر قوات الجيش والدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها.
على خط مواز، وصلت أمس أول دفعة من مقاتلي داريا وعائلاتهم، ممن تم إجلاؤهم من داريا، إلى مدينة إدلب. وأكد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن وصول «خمس حافلات على الأقل إلى مدينة إدلب تقل مقاتلي المعارضة وعائلاتهم المهجرين من مدينة داريا» مقدراً عددهم بـ600 شخص بين مقاتل ومدني.
وهي الدفعة الأولى غداة بدء تنفيذ الاتفاق الذي يقضي بخروج 700 مقاتل إلى إدلب وأربعة آلاف من الرجال والنساء مع عائلاتهم، إضافة إلى تسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن