طريق الإمداد إلى الأحياء الشرقية غير سالك … الجيش يعزز قبضته على «ثغرة الراموسة» بحلب
| حلب- الوطن
عزز الجيش العربي السوري قبضته النارية على ثغرة الراموسة التي أغلقها عقب الخرق الذي أحدثته ميليشيا «جيش الفتح» في 6 الجاري في محور حلب الجنوبي، وبات من الصعب جداً عبور الطريق الضيق من ريف حلب الجنوبي نحو الأحياء الشرقية من المدينة. وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش وحلفاءه تمكنوا من غلق كامل الثغرة التي تمر بمنطقتي الكليات والراموسة بالوسائط النارية المناسبة وخصوصاً بعد سيطرتهم على تلة أم القرع جنوب كلية التسليح وصدهم سبع هجمات شنها مسلحو «الفتح» لاستردادها وتقدم الجيش في المنطقة المحيطة بالتلة حيث أشرف نارياً على الطريق الذي يصل الراموسة بخان طومان جنوب غرب حلب. وبينما تحدثت مصادر إعلامية عن قطع الجيش على الأرض وليس نارياً طريق الراموسة- الأحياء الشرقية بساتر ترابي أقيم على عرض الطريق، لم يتسن لـ«الوطن» التيقن من صحة الخبر لكن مدنيين في تلك الأحياء أكدوا لـ«الوطن» أن أي وسيلة نقل عسكرية أو مدنية أو إغاثية لم تتمكن من عبور طريق الإمداد الوحيد منذ الأربعاء الماضي بسبب السيطرة النارية للجيش عليه.
وقال خبراء عسكريون لـ«الوطن»: إن الغاية الأساسية من إطلاق «ملحمة حلب الكبرى» من 22 فصيلاً من «الفتح» تزعمتهم ميليشيا «حركة الشام الإسلامية» و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) لم تتحقق بكسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية على حين أوجد الجيش العربي السوري طريق إمداد بديل للمدينة عبر الكاستيلو. وبيّن الخبراء أن مخططات وآمال المسلحين وداعميهم تراجعت في غضون ثلاثة أسابيع من السيطرة على مدينة حلب كاملة إلى فتح طريق الإمداد إلى الأحياء الشرقية وتوسيع هامش أمانه ثم استعادة السيطرة على تلة واحدة وهي «أم القرع» شنوا عليها 7 هجمات من دون فائدة ترتجى سوى مقتل وجرح مئات المهاجمين وخفض معنوياتهم إلى الحضيض. واستطاع الجيش بتكتيك عسكري بارع نقل المعارك من محيط الكليات الحربية (التسليح والمدفعية والفنية الجوية) إلى داخلها لتكبيد المسلحين خسائر باهظة في الأرواح والعتاد العسكري، كما استطاع فرض هيم نته على الأجزاء الشمالية من الأخيرة في انتظار شن عملية عسكرية كبيرة لمد نفوذه إلى الكليات كاملة ومنطقة الراموسة المتاخمة، وهو هدف غير بعيد المنال في ظل الاستهداف المتكرر لمواقع وتجمعات المسلحين في المنطقة بسلاحي المدفعية والصواريخ والتغطية الجوية المكثفة والتي تضرب بقبضة من حديد خطوط إمداد المسلحين الواصلة بين المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي للمدينة مع ريفي حلب الجنوبي والغربي وريف إدلب الشرقي.
وأمس شنت المقاتلات السورية ضربات مركزة على مراكز مسلحي «الفتح» في ريف حلب الجنوبي ودمرت آليات ونقاط تمركز عديدة لهم في خان طومان ومحيطها وفي برنة وزيتان والقراصي ومعراتة والعيس والزربة وصولاً إلى سراقب فالأتارب وأورم الكبرى ودارة عزة في ريف المحافظة الغربي.
وقتل في الاشتباكات المستمرة بين الجيش وحلفائه من جهة وميليشيات «الفتح» من جهة أخرى في المحور الجنوبي الغربي من حلب مسؤول ميليشيا «لواء بدر» التابع لـ«أحرار الشام» المدعو عبدو أبو صلاح غلى، ومسؤول «لواء الفاتحين» التابع للحركة عدي عبد الحكيم الخلف «أبو هادي» ومسؤول اللواء الإداري فراس الشامي.
وجراء قطع طريق إمداد المسلحين عبر الراموسة، أذعنت ما تسمى «غرفة عمليات فتح حلب» شريكة «جيش الفتح» في معارك حلب بقبولها في بيان لها دخول قوافل المساعدات الأممية إلى أحياء المدينة الشرقية من خلال طريق الكاستيلو الذي يقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري بعد اشتراطها دخول المساعدات عبر طريق الراموسة المقطوع كلياً أمام حركة المرور.