بين العظماء

| خالد عرنوس 

عندما تسلم أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان رأس الهرم الفني لعملاق الكرة الإسبانية توقع له الكثير من المراقبين والأنصار والمحبين نجاحه بل تنبأ البعض بأن زيزو سيكون له شأن كبير في عالم التدريب على غرار ما كان على أرض الملعب أيام كان نجماً لامعاً مع الديوك وفي يوفنتوس أو الريال.. حجة هؤلاء أن زيزو امتلك رؤية ثاقبة فوق المستطيل الأخضر ولعب دور القائد والموجه و(المدرب) على رفاقه في المنتخب الفرنسي ولذلك فمن السهل عليه لعب هذا الدور وخاصة في فريق بات يعرف خباياه من خلال لعبه فيه سنوات عديدة وكان ضمن كادره التدريبي والفني.
في عالم كرة القدم يندر أن نجد لاعباً عظيماً ينجح في عالم التدريب وهاهو بيليه رفض الدخول من الأساس في هذه التجربة في حين مارادونا لم ينجح فيها، أما بوبي تشارلتون فآثر العمل الإداري وحقق ثنائي ريال مدريد الخالد بوشكاش ودي ستيفانو نجاحات محدودة والأمثلة كثيرة فلم نر سقراط أو روماريو ولا الظاهرة رونالدو يدخلون عالم التدريب وقبلهم توستاو وريفيلينو اللذان فضلا الإشراف على مدارس الصغار، وعلى الصعيد الفرنسي بالذات سجل بلاتيني فشلاً ذريعاً وقبله فونتين، بالمقابل نجد أن الراحل كرويف أحد أساطير اللعبة والضلع الرئيس في الكرة الشاملة نجح في تأسيس ما بات يعرف بدريم تيم مع برشلونة وقبلها قاد أياكس بنجاح معقول، في حين القيصر بيكنباور الذي ابتُكر مركز اللاعب الليبرو لأجله حقق حدثاً نادراً بأن أصبح الثاني الذي يحمل كأس العالم لاعباً ومدرباً أما الأول فكان البرازيلي زاغالو الذي يعد من المدربين الناجحين بعد بصماته الكبيرة في المونديال، ولا ننسى يوب هاينكس وكارلو أنشيلوتي والأخير كان أحد أركان ميلان ثم مدرباً كبيراً مع اليوفي وميلان وريال.
إذاً زيدان مصنف بين هذه الفئة الأخيرة حسب المقدمات فقد استطاع حصد بطولتين قاريتين خلال فترة وجيزة من استلامه الفريق، وتبقى المهمة الأصعب التي ستواجه (زيزو) وهي استعادة لقب الليغا بعد أربعة مواسم سيطر عليها البرشا وأتلتيكو، وغياب الريال عن اللقب هذه المدة يحدث للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين.
اليوم بعد مباريتين نجد أن الفريق الملكي أعلن جاهزيته لقطف كأس بطولة الدوري بفوزين أثبت (زيدان) من خلالهما أنه مدرب يعرف من أين تؤكل الكتف ولاسيما أن فريقه افتقد النجم الأعلى رونالدو والمهاجم الخبير بنزيمة ورافقهما بالغياب عن الأولى مودريتش، لتستمر انتصارات الريال للمباراة 15 على التوالي وهو رقم قياسي يحسب لزيدان.