الأخبار البارزةشؤون محلية

الزراعة الأسرية بين الحاجة والأحلام … مجاهد: حدائق دمر وضاحية قدسيا تكفي دمشق من الخضر

| محمود الصالح

أدت الأزمة الأخيرة التي تمر بها البلاد إلى تراجع أهم مقومات الحياة وهما الأمان والغذاء. وهذه منعكسات الحروب أينما حلت.
اليوم وبعد مرور ما يقرب من ست سنوات على بداية هذه الحرب الطاحنة التي تتعرض لها البلاد تراجعت مستويات التنمية إلى نسب كبيرة نتيجة فقدان الأمان وتقطع الطرق وارتفاع تكاليف الإنتاج وفقدان الأيدي العاملة الخبيرة. هذا الحال انعكس بشكل كبير على معيشة الناس وبشكل خاص على الغذاء حيث ارتفعت أسعار جميع أنواع الغذاء بنسبة 2000% بمعنى أن سعر كيلو البندورة كان في عام 2010 بحدود 4-7 ليرات سورية خلال الموسم واليوم 175 ليرة سورية وكذلك الحال في البقوليات واللحوم والفواكه. ونتيجة محدودية الموارد في ضوء تراجع الدخل بشكل كبير.
فلم تعد مصادر الدخل موجودة باستثناء الرواتب التي تقدمها الحكومة لجميع العاملين في الدولة وهي التي تشكل اليوم السبب في حركة العجلة الاقتصادية. كل ذلك أدى إلى انتشار كبير في حالة الفقر والعوز الغذائي ولم تستطع الحكومات الثلاث السابقة معالجة هذا الموضوع ولو بشكل جزئي نتيجة عدم تركيزها على دعم القطاع الزراعي. الذي بقي بعيداً إلى حد ما عن اهتمام الحكومة وتراجع دوره إلى المرتبة الخامسة في أولويات الحكومات الثلاث السابقة.
اليوم تطرح الحكومة الجديدة ومنذ أيامها الأولى مشروعاً لدعم الزراعة الأسرية والزراعة المنزلية. وبغية إنجاح مشروعها حشدت لذلك جهوداً توعوية وإعلامية مواكبة لقرارات ربما لم تصل بعد إلى مرحلة التنفيذ العملي. اليوم نحن بأمس الحاجة إلى دعم الزراعة الأسرية والمنزلية منها تحديداً. لأن الزراعة الأسرية تختلف عن الزراعة المنزلية ولكن الأخيرة ربما تأتي في إطار الزراعة الأسرية. المهندس فادي مجاهد الخبير في الزراعة العضوية والإعلام والمعلوماتية يؤكد أن الزراعة المنزلية هي الأساس في تحقيق الأمن الغذائي ومن نفسه يبدأ قائلاً: أنا أزرع على سطح منزلي مساحة 15م2 ضمن عبوات بلاستيكية وفرت لي معظم الخضر التي أحتاجها لأسرتي. هناك 70% من حاجة روسيا للخضر يتم تأمينها من الزراعة المنزلية الأسرية. ومن خلال دراسة قمنا بإجرائها لمناطق ضاحية قدسيا ومشروع دمر والحدائق في هذه المناطق تبين أن زراعتها بالخضر يكفي دمشق بشكل كامل من جميع أنواع الخضر. وعن الزراعة العضوية بيّن مجاهد أن جميع مستلزمات الزراعة العضوية الأسرية مجانية ابتداء من العبوات التالفة إلى (الكمبوست) وهو أوراق الأشجار المخمرة الذي يستخدم بديل عن التربة والسماد. ويمكن لأي أسرة أن توفر الغذاء للعائلة بالاعتماد على الذات. الدكتورة رائدة أيوب قالت عن المشروع الحكومي للزراعة الأسرية: إن ارتفاع عدد العائلات التي أصبحت تعيلها النساء نتيجة فقدان المعيل في هذه الحرب إما بسبب الوفاة وإما مغادرة البلاد أدى إلى تحميل المرأة مسؤولية اقتصادية. لذلك كان لا بد من دعم الأسر الفقيرة لتوفير مقومات الحياة لديها والخطة الأولى لمشروع دعم الزراعة الأسرية يشمل تمويل 5 آلاف أسرة بمنحة مقدارها 150 ألف ليرة سورية لإقامة مشروع زراعة أسرية يحقق الاكتفاء الذاتي للأسرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن