مقاطع ثان يقول إنه سينهي مقاطعته لحكومة ليبيا المدعومة من الأمم المتحدة … «البنيان المرصوص» تدخل آخر معاقل «داعش» في سرت
دخلت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية صباح أمس الأحد المعقلين الأخيرين لتنظيم «داعش» في سرت، مع انطلاق «المرحلة الأخيرة» من عملية استعادة المدينة الساحلية. وأكدت مصادر في قوات عملية «البنيان المرصوص» لوكالة فرانس برس، أمس أن «القوات توغلت في المعقلين الأخيرين لداعش في سرت، في الحي رقم 1 (شمالاً) والحي رقم 3 (شرقاً)»، مضيفاً إن «المرحلة الأخيرة من معركة سرت بدأت».
وذكرت المصادر ذاتها أن نحو ألف مقاتل من القوات الحكومية يشاركون في هذا الهجوم، مشيرة إلى أن دبابة تابعة لهذه القوات قامت في بداية الهجوم بتدمير سيارة مفخخة قبل أن تصل إلى هدفها. كما ذكرت وكالة «فرانس برس» أن مجموعة من الدبابات والآليات العسكرية الحكومية تتقدم باتجاه الحي رقم 1، وأن صوت إطلاق نار وانفجار قذائف صاروخية سمع عند مداخل هذا الحي الواقع في شمال المدينة.
إلى ذلك أكد المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»، على صفحته في موقع «فيسبوك» أن التقدم أمس جاء «بعد ليلة من الغارات الجوية لطيران الدعم الدولي»، في إشارة إلى الضربات الجوية الأميركية.
وفي السياق ذاته قتل 18 من عناصر قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وأصيب 120 آخرون بجروح في معارك مع تنظيم «داعش» في سرت التي اندلعت أمس حسب حصيلة جديدة لمصدر طبي.
وعدد المستشفى الميداني الخاص بالقوات الحكومية في سرت على صفحته في موقع «فيسبوك» أسماء 18 عنصرا من هذه القوات قضوا في سرت اليوم، معلنا أيضاً أن عدد المصابين وصل إلى 120. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل ثمانية عناصر وإصابة 16 عنصراً آخر بجروح.
ويشارك نحو ألف مقاتل في الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية في الحي رقم 1 شمالاً والحي رقم 3 شرقاً.
هذا وتمكنت قوات «البنيان المرصوص» بليبيا في اليومين الماضيين من السيطرة على أحد السجون التي كان يستعملها تنظيم «داعش» لاعتقال مناوئيه.
سياسياً، قال عضو في قيادة الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة والمقرب من فصائل قوية منافسة في شرق البلاد أنه سينهي مقاطعته للحكومة في طرابلس.
ومن شأن قرار علي القطراني تقوية حكومة الوفاق الوطني الليبية إذ يأتي بعد بضعة أيام من إعلان عضو آخر مقاطع من المجلس الرئاسي الليبي المكون من تسعة أعضاء أنه سيستأنف دوره في الحكومة.
لكن القطراني أشار في بيان صدر مساء السبت مجدداً إلى مخاوفه المتعلقة باستمرار النفوذ السياسي لجماعات مسلحة في ليبيا المنتجة للنفط.
وكانت فصائل في شرق البلاد عطلت البرلمان الذي يوجد مقره في الشرق عن الموافقة على حكومة الوفاق الوطني قائلة إنها تعتقد أن الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة تعتمد على جماعات مسلحة وتقوض القوات في الشرق بقيادة اللواء خليفة حفتر.
وتعول الدول الغربية على حكومة الوفاق الوطني باعتبارها الخيار الأفضل للتعامل مع حالة الفوضى السياسية والفراغ الأمني والانهيار الاقتصادي الذي تشهده ليبيا منذ الاحتجاجات الليبية التي أطاحت بمعمر القذافي قبل خمس سنوات.
ونتيجة لاتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة ووُقع في كانون الأول وصلت حكومة الوفاق الوطني إلى العاصمة الليبية طرابلس بغرب البلاد بعد ذلك بثلاثة أشهر وبدأت تدريجياً في تعيين الوزراء.
لكنها فشلت في كسب تأييد البرلمان القائم من قبل تشكيلها في الشرق وهو أمر يعتبر ضرورياً لتتمكن من بسط نفوذها في مختلف أرجاء البلاد.
وقال المجلس الرئاسي الأسبوع الماضي إنه سيعيد إرسال قائمة بالوزراء للبرلمان في الشرق بعد أن صوت مشرعون هناك للمرة الثانية على رفضها.
وقال القطراني: إنه سيستأنف دوره استجابة لدعوة لحضور اجتماع أمس من فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني والمجلس الرئاسي.
وقال: إن أكثر ما يقلقه هو حقوق منطقة برقة وهي المنطقة الشرقية من ليبيا وسكانها الذين يمثلهم وتضحيات أبنائهم في الشرطة والجيش.
وقال القطراني: إنه أدهشه انتقال المجلس الرئاسي من تونس إلى طرابلس في آذار رغم أن الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة ينص على أن مقر اجتماعات المجلس الرئاسي سيكون العاصمة الليبية طرابلس لكن فقط بعد أن تغادرها الجماعات المسلحة.
وأضاف: إنه لذلك لن يستجيب إلى دعوة للاجتماع ما لم يكن مكان الاجتماع في مدينة ليبية تسيطر عليها الشرطة والجيش النظاميان.
والبرلمان الذي يتخذ من شرق ليبيا مقرا له غادر طرابلس عام 2014 عندما سيطرت عليها قوى معارضة مسلحة وأقامت فيها مؤسسات موازية. وحلت حكومة الوفاق الوطني محل الحكومة السابقة في طرابلس لكنها تواجه صعوبة في كسب تأييد شعبي.
(روسيا اليوم– أ ف ب- رويترز)