خلافات بين ميليشيات حلب على طريق إدخال المساعدات
| الوطن – وكالات
اقترحت ميليشيات مسلحة تقاتل في حلب طريق «الراموسة» لإدخال المساعدات الأممية إلى حلب، بدلا من طريق «الكاستيلو»، نظراً لكونه «أكثر أماناً وأقصر مسافة»، بعد أن وافقت «غرفة عمليات فتح حلب» على دخول قوافل المساعدات إلى أحياء المدينة الشرقية من خلال طريق الكاستيلو الذي يقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري. يأتي اقتراح تلك الميليشيات رغم دعوة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا السبت لمرور المساعدات عبر طريق الكاستيلو.
ويرى مراقبون أن اقتراح تلك الميليشيات يؤشر على خلافات بين الميليشيات المسلحة التي تقاتل في حلب.
وبحسب وكالة «أ ش أ» المصرية أكدت ثمانية ميليشيات مسلحة في بيان لها نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي «التزامها بالتعاون مع أي مبادرة قابلة للتطبيق لإدخال المساعدات إلى مناطق سيطرتهم في المدينة»، في إشارة إلى خطة «الاستجابة للطوارئ» التي وضعتها الأمم المتحدة مؤخراً. وقالت الميليشيات التي لم تأت الوكالة على ذكر اسمها: إنها «تقترح طريق «الراموسة» لإدخال المساعدات إلى حلب، بدلاً من طريق «الكاستيلو»، نظراً لكونه أكثر أماناً وأقصر مسافة». ووضعت الأمم المتحدة خطة استجابة للطوارئ في مدينة حلب، وقامت بطرح الاحتياجات الإنسانية على جميع الأطراف المعنية بوضوح وحثتهم على المشاركة والدعم، وذلك على خلفية دعوة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية الأسبوع الماضي إلى هدنة مدتها 48 ساعة على الأقل أسبوعيا حتى تتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب. جاء اقتراح الميليشيات الثمانية بعد يوم واحد من إذعان ما تسمى «غرفة عمليات فتح حلب» شريكة «جيش الفتح» في معارك حلب، بقبولها في بيان لها دخول قوافل المساعدات الأممية إلى أحياء المدينة الشرقية من خلال طريق الكاستيلو الذي يقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري بعد اشتراطها دخول المساعدات عبر طريق الراموسة المقطوع كلياً أمام حركة المرور. كما يأتي بعد يوم واحد من دعوة دي ميستورا جميع الأطراف المتحاربة إلى الموافقة بحلول الأحد (أمس) على إعطاء ضوء أخضر لأول تسليم آمن لإمدادات الإغاثة إلى مدينة حلب. وقال دي ميستورا في بيان له: «إنه لأسباب تتعلق بالعوامل اللوجستية والعمليات فإن القافلة الأولى يجب أن تذهب عبر طريق الكاستيلو أثناء توقف إنساني لمدة 48 ساعة في القتال» وفق ما نقلت وكالة «رويترز» التي أوضحت أن المبعوث الأممي أصدر البيان «رغم علمه أن مسلحي المعارضة يعارضون استخدام ذلك الطريق الذي تسيطر عليه الحكومة». وحسب موقع «الحل السوري» الإلكتروني المعارض فإن ما يسمى بتكتل «ثوار حلب يرفض استخدام طريق الكاستيلو لإدخال المساعدات، وقال التكتل في رسالة لبرنامج الغذاء العالمي (التابع للمنظمة الدولية) أن «ثوار حلب ونشطاءها يريدون للمساعدات أن تدخل عبر طريق الراموسة بدلاً عن الكاستيلو».
وقال برنامج الغذاء العالمي رداً على رسالة التكتل التي قدمها له الناشط أحمد بريمو، وفقاً للموقع: إن «إيصال المساعدات الغذائية إلى المناطق المحاصرة من أولويات البرنامج في سورية، لذلك يختار البرنامج الطرق الأكثر أماناً ليوصل من خلالها المساعدات.. وطريق الراموسة ضيق لا يسمح للشاحنات أن تمر مما يجعله غير آمن، إضافة لوقوعه ضمن منطقة إطلاق نار كثيفة» بحسب المنظمة. ونقل الموقع عن بريمو قوله: إن «طريق الراموسة في الأصل هو طريق دولي، والثغرة التي أحدثها الثوار عند فتح الحصار عن حلب هي ضيقة فعلاً، لكنها ليست منفصلة عن الطريق الدولي، ولذلك فإن استخدام ضيق الطريق كحجة هو أمر غير منطقي» حسب تعبيره.
وكشف المصدر أن «تكتل ثوار حلب يطلب استخدام طريق الراموسة بدلاً عن الكاستيلو، بهدف جعل الأمم المتحدة تجبر النظام على تأمينه، فهو الآن يتعرض إلى عشرات الغارات يومياً، ناهيك عن قصف الدبابات والأسلحة الأخرى» حسب قوله. وأشار إلى أن «تكتل حلب والكثير من النشطاء والمنظمات المحلية الإنسانية وحتى بعض الفصائل تعترض على استخدام الكاستيلو، لأنهم يعرفون أن حلب ممكن أن تصبح محاصرة مرة أخرى بسبب عدم تأمين طريق الراموسة.. فحلب فك الحصار عنها نظرياً فقط، لكنها ما زالت مهددة حتى الآن».
وأول من أمس، أكدت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسيف» أن الأطفال في حلب «لا يجوز» أن يعيشوا في «خوف دائم» جراء الهجمات التي جعلت من حلب «واحدة من أخطر المدن في العالم»، معتبرة أن المدينة «بحاجة لوقف مؤقت للقتال».