سورية

الصراع مفتوح بين «حلفاء واشنطن» شمال حلب … مجزرة لطائرات أردوغان بجنوب جرابلس.. تخلف 40 شهيداً من المدنيين

| حلب – الوطن – وكالات

فتحت المعارك الدائرة جنوب جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي بين ميليشيات مسلحة بمؤازرة الجيش التركي من جهة ومجلسي جرابلس ومنبج العسكريين اللذين تشكل قوامهما «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية والمدعومة أميركياً باب الصراع على مصراعيه بين «حلفاء واشنطن» من دون أي بارقة أمل لتسوية تلوح في الأفق، ما يهدد بنقل المعارك إلى شمال حلب وخصوصاً في محيط عفرين التي تتأهب لجولة جديدة من الصراع.
ولليوم الثاني على التوالي، تقدمت الميليشيات أمس وبتمهيد ناري من الجيش التركي في ريف جرابلس الجنوبي وسيطرت بعد اشتباكات عنيفة على 5 قرى جديدة على حساب «الديمقراطية» وهي العمارنة وعين البيضا وبلابلان ودابس وبئر كوسا التي شهدت مجزرة مروعة راح ضحيتها 22 شهيدا وأكثر من 50 جريحاً في صفوف المدنيين جراء قصف الطيران الحربي والمدفعية التركية للقرية التي تقع على بعد 15 كيلو متر جنوب جرابلس، بحسب مصادر أهلية تحدثت لـ»الوطن» توقعت ارتفاع عدد القتلى بسبب الحالات الحرجة وضعف إمكانات المشافي الميدانية القريبة.
من جهتها قالت وكالة «سانا» للأنباء إن نظام أردوغان «واصل انتهاكه للسيادة السورية والقوانين الدولية وقصفت القوات التابعة له عدداً من القرى والبلدات في ريف حلب الشمالي بذريعة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي ما تسبب باستشهاد وإصابة عشرات المدنيين».
وأكدت مصادر محلية ووسائل إعلام متطابقة وفق الوكالة «ارتقاء 20 شهيداً وإصابة 50 شخصاً جميعهم من المدنيين نتيجة قصف مدفعي وجوي قامت به قوات النظام التركي على قرية جب الكوسا جنوب مدينة جرابلس القريبة من الحدود التركية»، بينما  تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن مقتل أربعين «مدنياً» أمس جراء قصف تركي مدفعي وجوي على قريتين في شمال سورية. وأفاد «المرصد» بـ«مقتل عشرين مدنياً على الأقل وإصابة خمسين آخرين بجروح جراء قصف مدفعي وجوي تركي صباح الأحد على قرية جب الكوسا» الواقعة على بعد 14 كيلو متراً جنوب بلدة جرابلس الحدودية.
وتسببت غارات تركية الأحد على مزرعة قريبة من قرية العمارنة جنوب جرابلس «بمقتل عشرين مدنياً على الأقل وإصابة 25 آخرين بجروح»، بحسب «المرصد». وكانت المزرعة تؤوي عائلات نازحة من القرى المجاورة.
وأعلنت ميليشيا «الجبهة الشامية» وميليشيا «لواء صقور الجبل» في بيانين على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ سيطرتهما على القرى الجديدة في إطار عملية أطلقت عليها تركيا «درع الفرات» تستهدف طرد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والمسلحين الأكراد من منطقة جرابلس على الحدود التركية، وذلك بعد يوم واحد من الإعلان عن طرد مقاتلي «الديمقراطية» وأغلبهم منضوون في «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية من قرى يوسف بيك ومزعلة وثليجة غربي والهضبات جنوب جرابلس وقرى طريخيم الحلوانية والبير التحتاني والبير الفوقاني وتل شعير وحمير العجاج والتي انسحب منها التنظيم من دون قتال أسوة بمدينة جرابلس.
وفيما أعلن القائد العسكري في ميليشيا «فرقة السلطان مراد» المتحالفة مع الجيش التركي أن الميليشيات المسلحة أمهلت «الديمقراطية» يوماً واحداً للانسحاب من مناطق غرب الفرات شمال شرق حلب، علمت «الوطن» من مصدر معارض مقرب من «الشامية» أن أياً من القوات لم تنسحب من مدينة منبج بخلاف الوعود الأميركية لحكومة «العدالة والتنمية» التي منيت بخيبة أمل من تدخلها شمال حلب بهدف إقامة منطقة عازلة رفضتها الإدارة الأميركية مجدداً.
وبخيبة أمل الجيش التركي من تحقيق أهدافه من التدخل العسكري وخرق السيادة السورية، استهدفت مدفعيته أمس مواقع لـ«حماية الشعب» في ريف عفرين الذي تسيطر عليه «حماية الشعب»، وخلفت إصابات في قرية موساكا وفي محيط جسر حشاركه، الأمر الذي أثار مقاتلي «حماية الشعب» داخل عفرين والذين رفعوا جهوزيتهم القتالية تحسباً لتدخل الجيش التركي وميليشيات مسلحة بعملية عسكرية جديدة ضد قرى وبلدات تسيطر عليها «حماية الشعب» في منغ ودير جمال وعين دقنة وتل رفعت في ريف حلب الشمالي بعد الانتهاء من ريف جرابلس، بحسب قول مصدر ميداني في «حماية الشعب» لـ«الوطن».
وأرسلت تركيا  التي تحارب مسلحين أكراداً على أراضيها جنوداً ودبابات ومعدات عسكرية أخرى إلى سورية يوم الأربعاء دعماً لميليشيات مسلحة سورية متحالفة معها. وانتزعت الميليشيات أولاً بلدة جرابلس الحدودية السورية من أيدي تنظيم داعش  قبل أن تتوغل جنوباً إلى مناطق تسيطر عليها ميليشيات مرتبطة بالأكراد. كما تحركت هذه القوات غرباً نحو مناطق يسيطر عليها داعش.
وأعلن مسؤولون أتراك بوضوح بحسب وكالة «رويترز» للأنباء أن هدفهم في سورية إضافة إلى طرد تنظيم داعش من معاقله هو أيضاً ضمان ألا توسع الميليشيات الكردية نفوذها على أراض تسيطر عليها على طول الحدود مع تركيا.
لكن «المرصد» قال: إن الهجوم التركي تركز حتى الآن على استهداف الجماعات المتحالفة مع «قوات سورية الديمقراطية» وهو تحالف يتضمن «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية.
وتتمتع «قوات سورية الديمقراطية» بدعم من الولايات المتحدة التي تراها حليفاً فعالاً ضد داعش ومن ثم فإن تحرك تركيا ضد الميليشيات المتحالفة مع «قوات سورية الديمقراطية» يضعها في خلاف مع واشنطن حليفتها في حلف شمال الأطلسي ما يزيد تعقيد الحرب في سورية .
وقال قائد ميليشيا «السلطان مراد» أحمد عثمان وفق «رويترز»: إن «القوات المعارضة المدعومة من تركيا تتوجه بالتأكيد باتجاه منبج لأن قوات سورية الديمقراطية لم تخل مواقعها ولكن قامت بالتحصين».
وطالبت الولايات المتحدة وتركيا بأن تنسحب القوات الكردية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات.
وتقول «وحدات حماية الشعب» الكردية: إن عناصرها انسحبت من المنطقة وإن وجودها لا يمكن أن يستخدم كذريعة لشن هجوم.
ورد عثمان على سؤال عن الوقت الذي يتوقع أن تستغرقه القوات المدعومة من تركيا للتقدم إلى منبج والسيطرة عليها قائلا «أيام قليلة إن شاء اللـه».
ومنبج من أكبر المراكز الحضرية في المنطقة واستغرقت قوات سورية الديمقراطية شهرين ونصف الشهر تقريبا لاستعادتها من أيدي داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن