«الإفتاء المصرية»: العالم اكتشف حقيقة تنظيم «داعش» الإرهابي وعدم علاقته بالإسلام
| القاهرة: رلى الهباهبة
أكد مرصد «الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة» التابع لدار الإفتاء المصرية أن العالم أجمع اكتشف حقيقة تنظيم «داعش» الإرهابي وعدم علاقته بالإسلام من قريب ولا من بعيد، وذلك بعد جرائمه الدموية بحق الإنسانية التي يرتكبها باسم الدين، والتي تتنافى كلية مع مبادئ الإسلام وقيمه السامية ومثله العليا.
وأشاد المرصد، في بيان له أمس الإثنين، باعتزام الحكومة الكندية إطلاق تسمية «داعش» بدلاً من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على التنظيم الإرهابي، والذي كان معتمداً في السابق عند الحديث عنه بشكل رسمي في البلاد، في محاولة لفصل الإسلام عن شبهات التنظيم المتطرف.
وأشار المرصد إلى أن تقرير الحكومة الكندية أكد أن التنظيم الذي يسمى الدولة الإسلامية ويمارس العنف والإرهاب لتحقيق أهدافه، لا علاقة له بالإسلام ولا بالدولة، لذلك سيستخدم تعبير «داعش» عند تسميته.
ولفت المرصد إلى أن دار الإفتاء المصرية دعت إلى هذا الأمر من قبل، حين دشنت حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية تهدف إلى تغيير التسمية التي أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» على نفسه، واستبدالها بتسمية «منشقي القاعدة»، معتبرة أن الاسم المستخدم حالياً ساهم في تشويه صورة الإسلام، وقد لاقت هذه الحملة رواجاً وترحيباً من دول العالم والمنظمات الدولية.
وأضاف المرصد: إن هذا المسعى يأتي تأكيداً لدعوات دار الإفتاء المصرية لتحرير المصطلحات من سطوة وتحريف التنظيمات الإرهابية، ونسبتها زوراً للإسلام، حتى لا تختلط الأمور وتلتبس على الناس، فالتنظيمات الإرهابية تتخذ تلك المسميات لجذب التأييد وتجنيد عناصر جديدة في محاولة لابتزاز المسلمين عاطفياً وذهنياً، ما يسهم في دعم التنظيمات الإرهابية وإضفاء روح الشرعية على الإرهاب» لتحقيق أهداف سياسية ومادية بحتة لا علاقة لها بالإسلام ولا تطبيق الشريعة.
ولفت المرصد إلى أن هذه الخطوة الإيجابية من جانب الحكومة الكندية جاءت بعدما استشعرت الخطر من تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك مع تزايد عدد الكنديين الذين يُشتبه في انضمامهم إلى صفوف التنظيمات الإرهابية، وأولهم «داعش»، حيث ارتفع عددهم إلى 180 كندياً عام 2015، بعد أن كانوا 130 خلال 2014، وعاد 60 منهم إلى البلاد العام الماضي. كما أدركت الحكومة الكندية أن الهدف من انضمام هؤلاء إلى داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، لا علاقة له بالإسلام أو المسلمين، بل يبحث المتوجهون إليها عن مشاركات في القتال والإرهاب، والزواج من الإرهابيين، وضمان دعم مادي من ذلك التنظيم الإرهابي.
ودعا المرصد دول العالم إلى الاقتداء بالإجراء التي اتخذته الحكومة الكندية، والتي تعتبر الخطوة الأولى نحو تفريغ التنظيم الإرهابي من عناصره وصولاً إلى القضاء عليه نهائياً.
من ناحية أخرى، نبه المرصد إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي يواصل جرائمه ضد الأطفال باستغلالهم في إعدام ضحاياه وفي العمليات الانتحارية، مشيراً إلى أن منفذ التفجير الذي استهدف حفل زفاف في منطقة «غازي عنتاب»، جنوب تركيا في 20 آب الجاري وراح ضحيته 50 قتيلاً على الأقل، طفل يتراوح عمره بين 12 إلى 14 سنة، كما بث «داعش» مؤخراً مقطع فيديو بشعاً جديداً لأطفال يعدمون أسرى من الأكراد في سورية بإطلاق النار على رؤوسهم من الخلف.
وأضاف المرصد: إن الفيديو، الذي سجل حديثاً في مدينة الرقة السورية التي يسيطر عليها «داعش»، يستهدف إظهار أن كتيبة الإعدام كانت تتألف من 5 صبية من بريطانيا ومصر وتركيا وتونس وأوزبكستان، حيث عمد التنظيم إلى ذكر أسماء الصبية متبوعة بجنسياتهم: «أبو إسحاق المصري، وأبو عبد اللـه البريطاني، وأبو البراء التونسي، وأبو فؤاد التركي، وأبو يوسف الأوزبكي»، وقد ظهر الصبية وهم يشهرون مسدساتهم صوب رؤوس 5 رجال يرتدون الزي البرتقالي وهو الزي المعروف لضحايا «داعش».
وأوضح المرصد أن تنظيم «داعش» الإرهابي توجه لزيادة تجنيد الأطفال من أعمار 12 إلى 15 سنة، أو ما يطلق عليهم «أشبال الخلافة» لتنفيذ عمليات انتحارية كما حدث في مدينتي كركوك، وغازي عنتاب مؤخراً، حيث ألقت الشرطة في كركوك القبض على طفل لا يتجاوز عمره 15 عاماً كان يرتدي حزاماً ناسفاً للقيام بتفجير انتحاري، وقد انفجر الطفل باكياً بعد القبض عليه من قبل عناصر الشرطة الذين شاهدوه وهو يمشي في الشارع مرتبكاً ذهاباً وإياباً لا يعرف ماذا يفعل، وعندما نزعوا عنه القميص الذي كان يرتديه، وجدوا تحته حزاماً ناسفاً مثبتاً حول بطنه.
وأرجع المرصد استغلال تنظيم داعش الإرهابي للأطفال إلى أنهم صفحة بيضاء يستطيع أن يسودها بأفكاره المنحرفة، حيث يخضع التنظيم الأطفال لحصص مكثفة للتشبع بمبادئ التنظيم وحفرها في أذهانهم، فالتنظيم لا يقوم فقط بتدريبهم على التكتيكات العسكرية والمهارات القتالية، بل يقوم بعملية غسل أدمغتهم وصب مبادئه القميئة فيها ليخرج بعد ذلك جيلًا يكره العالم.
ولفت المرصد إلى أن إصرار «داعش» على أن يقوم الأطفال بإعدام من اختطفهم في عملياته وتصوير هذه الجريمة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي محاولة لإظهار مدى قوة وتأثير التنظيم وعدم تأثره بالضربات المتلاحقة في العراق وسورية، فهو يبعث برسالة مفادها «أطفالنا يعدمون مقاتليكم».
وشدد المرصد على أن استخدام «داعش» للأطفال في العمليات الانتحارية يعد مؤشراً على ارتفاع درجة اليأس لدى قادة التنظيم الذي يعاني صعوبة في تجنيد منفذين لهذه العمليات، وذلك نتيجة القتل في المعارك المحتدمة ضد التنظيم أو فرار الكثير من مقاتليه بعد اكتشاف وحشيته وفساد عقيدته.