سورية

مرونة ألمانية حيال تركيا.. أنقرة تلوح بالعودة عن فرض الفيزا على السوريين

| الوطن – وكالات

لم تكد أنقرة تلوح بإلغاء فرض التأشيرات على السوريين القادمين إلى تركيا، حتى أبدت برلين مرونة حيال هذه الدولة. وشاعت أنباء غير مؤكدة مؤخراً، عن عزم السلطات التركية العودة عن قرارها فرض تأشيرة دخول (فيزا) على السوريين القادمين إلى تركيا عبر المطارات والموانئ البحرية.
جاء ذلك مع تصدع الاتفاق الذي توصلت إليه أنقرة والاتحاد الأوروبي الشهير بـ«لاجئ مقابل مهاجر»، الذي تعهدت الأولى بموجبه باستعادة كل مهاجر يسافر من أراضيها بشكل غير شرعي إلى دول الاتحاد الأوروبي، مقابل موافقة الدول الأوروبية على استضافة لاجئ سوري ممن يقيم في مخيمات اللجوء في الجنوب التركي.
ومنذ توصل رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الاتفاق وتوقيعه في وقت سابق من هذا العام، ظهرت صعوبات على طريق التنفيذ الكامل للصفقة. فأولاً، رفض الأتراك اختيار الأوروبيين لفئة معينة من اللاجئين السوريين ممن سينقلون إلى دول الاتحاد الأوروبي. وثانياً، تملصت دول في شرق أوروبا من الاتفاق القاضي بتوزيع اللاجئين السوريين المغادرين على كل دول الاتحاد. ولعل أكبر عقبة واجهت تطبيق الاتفاق، هي رفض الاتحاد الأوروبي رفع الفيزا عن الأتراك الراغبين في السفر إلى دول التكتل الموحد من دون تعديل القوانين التركية لمكافحة الإرهاب. ورفضت أنقرة ذلك بشكل صريح، ولوحت بالعودة عن الاتفاق بالكامل، مهددة بشكل مبطن بإغراق أوروبا باللاجئين مجدداً. وآخر عقبة ظهرت هو تصاعد التوتر التركي الأوروبي على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، أواسط الشهر الماضي.
ومع احتدام الجدل الأوروبي التركي بشأن رفع الفيزا الأوروبية «الشينغن» عن الأتراك، لوحت أنقرة بشكل رسمي بالتراجع عن قرار فرض الفيزا على السوريين، الذي تم إقراره في الشهر الأول من هذا العام، أثناء التفاوض على بنود اتفاق لاجئ مقابل مهاجر. وهذه المرة عاد التلويح وإن لم يتم تأكيده أو نفيه من مصدر تركي رسمي.
وأظهرت ميركل رغبة في الحوار مع أنقرة وحاولت تعبيد الطريق أمام زيارة لها إلى تركيا على ما يبدو، إذ شددت على أهمية عقد لقاءات واجتماعات مع تركيا، معتبرةً أن «توجيه الانتقادات لبعضنا البعض لا يثمر في الغالب عن نتائج إيجابية في الدبلوماسية». وأعربت عن اعتقادها بصحة وأهمية إدانة المحاولة الانقلابية، مضيفة: «هذا ما كانت تنتظره تركيا، بشكل محق، تخيلوا لو يقصف جيشنا المجلس الفدرالي الألماني».
وحول أزمة اللاجئين، أوضحت ميركل في حديث صحفي نشرته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن بعض الدول داخل الاتحاد الأوروبي (لم تسمها) ترفض الانضمام إلى نظام توزيع اللاجئين على دول الاتحاد، بشكل عادل، على حين إن دولاً أخرى، منفتحة على ذلك.
وفي السياق ذاته، أبدى نائب المستشارة الألمانية وزير الاقتصاد والطاقة سيغمار غابرييل ما يشبه إزاء عدم دعم بلاده تركيا في مواجهة المحاولة الانقلابية، وقال: «كان ينبغي الذهاب إلى تركيا على وجه السرعة، في يوم محاولة الانقلاب، أو اليوم التالي.. كان ينبغي إظهار الدعم العاطفي لتركيا وبشكل قوي».
ولا تنحصر الخلافات الألمانية التركية في موضوع اللاجئين بل تطول أيضاً استياء أنقرة من رفض برلين السماح للمواطنين الألمان من أصول تركية التظاهر رفضاً للمحاولة الانقلابية الفاشلة، الذي ردت عليه أنقرة بمنع برلمانيين ألمان من زيارة وحدات بلادهم العسكرية المنشورة في قاعدة إنجرليك العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي «ناتو».
وحتى الآن لم تحدد ألمانيا خيارها في التعامل مع الأزمات التي تواجه الشرق الأوسط وشرق أوروبا وخصوصاً أزمتي سورية وأوكرانيا. وهناك تيار داخل الحكومة الألمانية تقوده ميركل ينادي بالتعاون مع أميركا في مشروع دعم الأكراد لضرب تنظيم داعش في سورية والعراق، والضغط على روسيا للتراجع في أوكرانيا، على حين يتزعم وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير تياراً ينادي بالتعاون مع روسيا سواء حيال ترتيب حل للأزمة السورية أم الأوكرانية. ويخشى شتاينماير من تفاهم روسي تركي بشأن الأكراد في سورية، عقب المفاوضات الدائرة بين الروس والأميركيين التي أدت إلى تهميش الأوروبيين. ولذلك ينادي بفتح حوار مع موسكو، وهو وصل إلى روسيا مباشرة بعد قمة سانت بطرسبورغ بين أرودغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وحاول فيها جذب الروس بعيداً عن الأتراك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن